انتهت فعاليات المؤتمر الوطنى الشهرى للشباب، فى أسوان الرمز والتحدى، بحضور الرئيس السيسى، و1300 شاب وفتاة من محافظات الصعيد وبرعاية مؤسسة الرئاسة، وبحضور محافظين الصعيد، و23 وزيرا و17 رئيس حزب، وعدد كبير من نواب الصعيد ورؤساء جامعات الصعيد، شهد المؤتمر ثمانى جلسات، وتعرض إلى العديد من القضايا والمبادرات وانتخابات المحليات ودورها فى التمكين السياسى لشباب الصعيد، وقدم مجموعة شبابية كشف حساب لعام الشباب خلال المؤتمر.
بعيد عن الأرقام والإحصائيات، لابد من تقديم الشكر لكل من أسهم فى أن يكون المؤتمر الثالث الدولى للشباب فى صعيد مصر وبالتحديد فى أسوان، ويعود ذلك إلى أننى كتبت من قبل منتقدا بعقد المؤتمرين الأول والثانى بعيدا عن الصعيد بل والمؤتمر الأول بشرم الشيخ تم تمثيل الصعيد بـ%19 فى حين كان ممثلى القاهرة الكبرى بـ%38، حتى أن الأحزاب فى تمثيلها الشبابى الصعيدى بالمؤتمرين الأول والثانى كان قليلا جدا، من هنا جاءت هذة المبادرة لرد الاعتبار للصعيد شبابا ومبادرات، واختيار أسوان يعيد للأذهان والذاكرة، أسوان عبدالناصر والسد العالى وتحدى البناء والتعمير حيث انطلقت من أسوان شرارة بناء مصر القوية الحديثة، وما صاحب أسوان من نهضة ثقافية حيث كتبت عشرات الروايات مثل «نجمة أغسطس» لصنع الله إبراهيم، وأغانى مثل «حكاية شعب» لعبدالحليم، وأفلام مثل «الحقيقة العارية» لماجدة وإيهاب نافع وكيف تغيرت حياة المرأة بسبب بناء السد العالى، وتجلى الشاعر الصعيدى الكبير عبدالرحمن الأبنودى وديوانه الأشهر «رسائل حراجى القط»، ومسرحيات وقصص ومعارض وجداريات إلخ، نهضة ثقافية متكاملة، فعلا كانت أسوان كما كتب صلاح جاهين لعبدالحليم حافظ «حكاية شعب»، وهذا كما يقول الصعايدة «مربط الفرس»، وهو التنمية المتكاملة، ذات الرؤية التى تؤكد أن «التنمية من أجل الإنسان» وليس «الإنسان من أجل التنمية»، لأن الصعيد ليس جغرافيا ومشاريع وبطالة وتصنيع فحسب، بل رؤية لإدراك طبيعة الصعيد وهنا أشكر وأحيى اللواء صلاح بديوى محافظ المنيا الذى وضع يده على جوهر المنيا، كونها المحافظة الوحيدة فى الجمهورية التى تضم كل العصور الأثرية: «الفرعونى: تل العمارنة وتونة الجبل ومقابر بنى حسن، وقبطية: دير السيدة العذراء وإسلامى مقابر الصحابة فى البهنسا، إلخ» ولرغم ذلك المنيا غير مدرجة على الخريطة السياحية؟!! محافظ المنيا فعلا رغم أنه ليس من أبناء المنيا ولا الصعيد ولكنه رأى جدل العلاقة بين المكانة الجغرافية والتاريخية والبشر، عودة السياحة فى المنيا ليست فقط علاجا للبطالة ولكن استعادة الوجة «الكوزموبوليتان» للمنيا، لأن المنيا التى لا يعرفها أحد كانت الجاليات الأوروبية مكون من مكوناتها السكانية، كان بالمنيا نادى يونانى لجالية يونانية، وبها قبارصة يديرون دور سينما مثل «بالاس»، وإيطاليون أصحاب مقاهى مثل «كيمو» وفرنسيون أصحاب أتيليهات، كان بجوار مبنى المحافظة بالمنتزة فرق سينمائية تعزف الجمعة والأحد لم يكن هذا من الآلاف السنين بل من أربعين عاما؟!! تحية للمحافظ اللواء صلاح بديوى الذى وضع يده على الجرح، حتى لا تكون المنيا كما فرض عليها طوال أربعين عاما تطلق عليها الصحافة «عاصمة التطرف».
أعود إلى شكر الرئيس والرئاسة وأعتقد أن تعامل الرئيس مع مشكلة مخرات السيول واستجابته السريعة للشاب الأسوانى هو أبلغ رد على البيروقراطية التى تركت «كيما 1 و كيما 2» تصرف فى النيل، تصدى الرئيس كقائد وإنسان للمشكلة، لكن أؤكد أن التنمية الوجدانية والثقافية لابد أن تسير فى خط متوازٍ مع التنمية فى الصناعة والزراعة، الأمر الذى لم يتجسد فى محاور المؤتمر، وأشير إلى ما كتبته من قبل عن مبادرات فنية فى المنيا مثل «دوار الفنون» و«الوانات»، لا أخفى إعجابى بالرئيس حينما قال للشاب الأسوانى: «أنت أمن طالما لم ترفع السلاح» وتحية للواء عصام بديوى لأنه أدرك جوهر مشكلة المنيا، وأطالبه بالنظر للمبادرات الفنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة