تطورت المعركة بين أحزاب اليسار المصرى والسلفيين، من مجرد انتقاد حزب التجمع، دعوة السلفيين لمؤتمرات الشباب التى ترعاها الدولة، دون أى رد من جانب الدعوة السلفية، إلى بيانات غاضبة وتصريحات عنيفة من حزب النور السلفى على حزب التجمع وجموع الأحزاب التى توافقه الرأى، ووصفهم بعديمى اللياقة.
لم ينته الأمر عند رد حزب النور، بل تصاعد عندما وصف نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع أعضاء حزب النور بأنهم ينتمون لعصر الجاهلية، فيما وصف خبير سياسى الأزمة برمتها بأنها حلقة جديدة من حلقات إضعاف الأحزاب لنفسها، مؤكدا أن الخاسر فى هذه المعارك الأحزاب السياسى لأنها بتظهر بصورة سيئة أمام المواطن المصرى.
من جانبه قال طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية فى بيان له حمل عنوان "تعليقاً على اعتراض البعض على مشاركة حزب النور فى مؤتمر الشباب" :" يلاحظ من اعتراضهم عدم اللياقة، حيث بإمكانهم عدم تلبية الدعوة، لا تحديد مَن يحضر ومَن لا يحضر لصاحب الدعوة، وكما تدخلوا فى إرادة الداعى، فقد تجاهلوا الأحكام القضائية الصادرة على غير أهوائهم، ونصبوا أنفسهم قضاة يحددون الأساس الدينى من عدمه".
وواصل "مرزوق" هجومه على الأحزاب التى تنتقد دعوة حزب النور السلفى للمحافل الرسمية، قائلا :"الغريب أن تأتى هذه "البجاحة" من أشخاص يدعون أنهم ليبراليون، وكذلك حزب له نائبان فقط بمجلس النواب، أحدهما مُعين، فى إشارة منه إلى حزب التجمع الذى يمثله فى البرلمان سيد عبد العال وعبد الحميد كمال.
واتهم "مرزوق" أحزاب اليسار بممارسة العنف، قائلا :"بهذه المناسبة لابد من تذكيرهم بنماذج من إرهاب اليسار المصرى " بجميع أطيافه " فى السنوات القريبة فقط، - التخريب والعنف الذى صاحب مظاهرات 18، 19 يناير 1977، وتنظيم ثورة مصر، وما تم من عمليات اغتيال بدءاً من 1985، والأناركيون " الاشتراكيون الثوريون " والعنف المصاحب لأحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، وغيرهما عقب ثورة 25 يناير 2011 ، ومحاولات إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى".
واختتم "مرزوق" بيانه بقول :"الحزب الذى يُنظم حفلات للرقص الشرقى داخل مقره، ويسمح " للشيخ ميزو " بالطعن فى الثوابت الدينية فى المحاضرات التى يُنظمها، لا يُنتظر منه أفضل من ذلك ".
على صعيد آخر استقبل حزب التجمع، بيان حزب النور بحالة من الغضب الشديد، مؤكدا أن حزب النور السلفى لا يقل خطورة عن جماعة الإخوان، وأن أعضائه ينتمون لعصر الجاهلية.
واعتبر نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" هجوم السلفيين على حزب التجمع شرف لليسار المصرى، قائلا :" عندما يهاجمنا حزب قائم على أساس دينى وغير دستورى ويدعو للطائفية ويكرس للعنف ويهدد للنسيج الوطنى، فهذا لا يستحق الرد وشرف لنا أن يهاجمنا".
وأضاف زكى :" عندما نرد على هؤلاء فهذا يهبط من مستوى حزب التجمع، فما يقوله حزب النور علينا خزعبلات وأكاذيب، فهل نرد من يدعون للعنف والطائفية والمذهبية، مؤكدا أن مواقف حزب النور كلها تحرض على العنف".
وعن اتهام حزب التجمع بأنه ينظم حفلات رقص شرقى داخل مقره، نفى زكى قائلا :" غير صحيح ما يقوله حزب النور، فنحن نهدى جوائز للفنانات والفنانين، ومثل هذه الأمور يعتبرها حزب النور فجور، لأن تفكيره وعقليته لا تريد رقى ولا فن".
وأضاف :" أعضاء حزب النور ينتمون للجاهلية ولا يقلون خطورة عن الإخوان، وعلى الدولة أن تحارب فكرهم الذى يعربدون به داخل البلد" مضيفًا :" هؤلاء يدعمون الإرهاب، لأنهم يعملون على كره الآخر ومشروعهم إرهابى".
وفى سياق متصل، اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى أزمة أحزاب اليسار والسلفيين معركة قديمة وتجدد بين الحين والآخر، مؤكدا أن الخاسر فيها جميع الأحزاب.
ووصف "ربيع" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" الأزمة برمتها بأنها حلقة جديدة من حلقات إضعاف الأحزاب لنفسها، نظرا لأنها تظهر بصورة سيئة أمام المواطن المصرى وصناع القرار، مضيفًا:" جميع المعارك التى تحدث بين الأحزاب وبعضها البعض تؤكد وجهة نظر المواطن فيها وتشجعه على العزوف عنها".
وأضاف :" منذ سنوات والدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع يهاجم التيار الإسلامى، الذى يرد عليه، متسائلا :" ما الجديد فى مثل هذه المعارك التى تخسر منها الأحزاب؟! .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة