واصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسم معالم سياساته بتوجيهات وقرارات جديدة، عقب الضجة التى أثارها قراره التنفيذى بحظر اللاجئين. فأمر ترامب وزارة الدفاع الأمريكية، بوضع استراتجية لهزيمة داعش، وقام بإعادة هيكلة مجلس الأمن القومى ليضم إليه مستشاره السياسى المثير للجدل ستيف بانون، بينما أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين سعى فيها إلى تشكيل شراكة معه.
وفيما يتعلق بالاتصال مع بوتين، تحدث ترامب معه لقرابة الساعة وتعهدا بالتعاون فى محاربة الإرهاب فى سوريا وغيرها، بحسب ما أفاد كلا من البيت الأبيض والكرملين، مما يشير إلى تغيير محتمل فى العلاقات الروسة الأمريكية التى شابها التوتر الشديد خلال الفترة الماضية.
وفى هذه المكالمة ناقش بوتن وترامب الأحداث فى أوكرانيا وسوريا، واتفقا على بناء روابط اقتصادية أقوى بين البلدين، وفقا للبيان الصادر عن الكرملين. وأشار المتحدث باسم بوتين لوكالة إنترفاكس إلى أن الرئيسين لم يتحدثا بشكل محدد عن رفع العقوبات التى فرضتها إدارة أوباما على روسيا بسبب تدخلها فى الانتخابات الأمريكية وتدخل موسكو العسكرى فى أوكرانيا.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن إنهاء العقوبات يمثل أولوية لموسكو، لكن ترامب قال فى ظل الضغوط التى يواجهها من الولايات المتحدة إنه يعتقد أنه من السابق لأوانه النظر فى رفعها.
وكانت محادثة بوتين واحدة من 5 محادثات أجراها ترامب مساء أمس الأول مع قادة العالم، فتحدث مع قادة أستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان، إلا أن قراراه بوقف قبول اللاجئين، وقف دخول مواطنى 7 دول، أدى إلى بعض التوترات الدبلوماسية فى تلك المحادثات.
من ناحية أخرى، وقع ترامب مذكرة رئاسية توجه البنتاجون لتقديم خطة فى غضون 30 يوما لهزيمة داعش، وهى محاولة للوفاء بالوعد الذى قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية العام الماضى بمواجهة أكثر قوة للإرهاب مما فعه سلفه باراك أوباما.
وحتى قبل صدور هذه المذكرة، كان المسئولون العسكريون يعملون على تطوير التحركات الممكنة لترامب ولوزير الفاع جيمس ماتيس لدراستها. وتضمن هذا نشر مستشارين إضافيين فى سوريا والعراق، والسماح لأفراد الجيش الأمريكى بمصاحبة القوات المحلية الموجودة قرب الخطوط الأمامية، ومنح القادة الميدانيين سلطات اتخاذ قرار أكبر.
وقال ترامب وهو يوقع المذكرة فى المكتب البيضاوى، إنه يعتقد أن هذا سيكون ناجحا للغاية، مشيرا إلى أنه أمر مهم. أما تقديم المشورة لترامب فى هذا الشأن فسيكون الدور الذى يقوم به سيف بانون، المخطط الاستراتيجى الرئيسى بالبيت الأبيض، والذى تقول عنه صحيفة واشنطن بوست إن نفوذه داخل الإدارة الأمريكية يتسع ليتجاوز السياسة.
وفى مذكرة رئاسية أخرى، أعاد ترامب تنظيم مجلس الأمن القومى إلى جانب تغييرات أخرى، فمنح بانون مقعدا منتظما فى الاجتماعات مع كبار مسئولى الأمن القومى والذين من بينهما وزيرى الدفاع والخارجية. ونصت المذكرة أيضا على أن مدير الاستخبارات الوطنية ورئيس هيئة الأركان المشتركة سيشاركان فى الاجتماعات فقط عندنا تكون القضايا المطروحة للنقاش لا علاقة بمسئولياتهما وخبراتهما. وفى الإدارتين السابقتين كان كلا المسئولين يشاركان فى الاجتماعات بشكل منتظم.
ويعتقد البيت الأبيض أن هذه التغييرات ستجعل مجلس الأمن القومى أكثر تكيفا مع التهديدات الحديثة. وقال ترامب إن هذه التغييرات ستحقق الكثير من الكفاءة، وأيضا الكثير من السلامة الإضافية.
وتقول واشنطن بوست إن التغييرات تؤكد صعود بانون، الرئيس التنفيذى السابق لموقع بريتبارت اليمينى المحافظ الذى يحظى بشعبية بين القوميين، والذى برز كمستشار سياسى لترامب وحارس الشعلة الشعبوية للرئيس.
وكان بانون يلعب دورا كبيرا بالفعل فى توجيه سياسة ترامب الخارجية، وفقا لما يقوله مسئولون بالإدارة الأمريكية، وانضم للرئيس فى المكتب البيضاوى خلال محادثته الهاتفية مع بوتين ومع عدد من قادة العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة