اختيار أسوان لعقد المؤتمر الدولى الثانى للشباب يحمل عدة رسائل، اهمها استدعاء روح العزيمة والتحدى، من بلد السد العالى الذى يجسد أهم بطولات الشعب المصرى، حين رفض الرئيس جمال عبدالناصر الضغوط الأمريكية البريطانية، للوصاية على الاقتصاد المصرى، مقابل تمويل بناء السد، فبُنى السد بسواعد المصريين وأموالهم، وكان أول مكان يزوره الرئيس عبدالفتاح السيسى فور وصوله أسوان هو السد العالى، ليقول للشباب مصر هى مصر لا تخضع ولا تنحنى، ولا تقبل ضغوطا مهما كانت التحديات التى تواجهها.
الشباب كانوا سعداء بالرئيس والرئيس كان سعيدا بهم، فقد آن الأوان أن يأخذ الصعيد حقه العادل من التنمية والاهتمام، وأن تنتهى فترات الإهمال والحرمان، ومن حقهم أن تتكرر زيارات الرئيس فى الأقصر وقنا وسوهاج، جنبا إلى جنب محافظات الوجه البحرى، وأن يفتح الشباب قلوبهم ويطرحوا مشاكلهم أمام رئيس الدولة، وأن يستمع إليهم ويشرح لهم دون حواجز أو وسطاء، وأن يبشرهم بمشروعات عملاقة تفتح أمامهم أبواب الأمل والثقة فى المستقبل، وأن غدا بإذن الله سيكون أفضل، ويحصدون فيه ثمار مشروعات التنمية التى يجرى تنفيذها.
اختيار أسوان لعقد مؤتمر الشباب لم يكن صدفة، وإنما لتأكيد الثقة لدى الشباب بأن مصر لن تفرط فى حقوقها فى مياه النيل، وكما قال الرئيس مسألة حياة أو موت لمصر والمصريين، النيل ليس مجرد نهر يجرى فى أراضينا، ولكنه شريان التواصل والتقارب والدفء والعلاقات الحميمية، هو الذى جمع المصريين حول ضفافه منذ جريانه، ووحدهم من التشتت فى الصحراء، وخلق فيهم غريزة التعاون والتآخى والتسامح والسلام، لأنهم لم يكونوا أبدًا قبائل بدوية مشتتة فى الصحراء، تتناحر وتتصارع من أجل بئر مياه، وإنما تتصالح من أجل تفعيل الحياة والخير والنماء، النيل هو الذى طبع أخلاق المصريين بالهدوء والمحبة والتعاون والتعايش، لأن خيره الوفير كان يكفيهم ويزيد، ومن أراد منهم أن يعيش، فأمامه كل روافد الحياة.
الصعيد متعطش للتنمية، والشباب يريدون فرصتهم العادلة فى حياة كريمة، والرئيس لديه إيمان كامل بأن تقدم مصر رهن بتمكينهم وفتح أبواب المستقبل أمامهم وتشييد جسور من الثقة بينهم وبين الدولة، وإصرار الرئيس على عقد مؤتمر الشباب مرة كل شهر، هو برلمان شبابى يضع أمام الدولة ووزرائها المشاكل الحقيقية التى يعانى منها الناس، والمستقبل يفتح للشباب ذراعيه، باعثا فيهم روح العزيمة والإصرار.