منذ أن بدأ الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب حملته الرئاسية وكشف عن العديد من خططه المستقبلية التى ينوى تطبيقها حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال بعض التصريحات التى اطلقها والتى اعتبرها معادية للإسلام والمسلمين عندما أوضح أنه سيعمل فى حال فوزه على منع دخول المسلمين إلى الأراضى الأمريكية وأنه يجب على الدول العربية أن تدفع للولايات المتحدة الأمريكية نسبة خمسة وعشرين بالمائة مقابل أنهم يأخذون من الخليج البترول وتأمين لبعض دول الحماية.
وهاهو بالفعل بعد أيام قلائل من تنصيبه رسميا لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع أمر تنفيذى بمنع دخول مواطنى ست دول عربية وهم العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال بالإضافة لمواطنى إيران لمدة 90 يوما وبالنسبة لمواطنى سوريا لمدة 120 يوما، وبالتالى يجب أن نفهم أن ما صرح به أو وعد به الناخبين خلال حملته الانتخابية يأخذها على محمل الجد ويمضى فى تنفيذ ما صرح به
وبالطبع هذا القرار يأتى من منطلق الأمن القومى الأمريكى والحد من دخول العناصر الإرهابية من القاعدة أو تنظيم داعش الذين من الممكن استغلال البرنامج الخاص باللاجئين للدخول إلى الأراضى الأمريكية وتهديد الأمريكيين ولكن فى المقابل هذا سيعمل على العديد من المشاكل الخاصة بمواطنين تلك الدول من حيث امكانية لم شمل الاسر من اللاجئين أو الوافدين للتعليم أو تلقى العلاج.
إن هذا القرار يعد انتهاكا واضحا للدستور الأمريكى الذى يحظر التمييز على أساس الدين أو يستهدف أشخاصا لدينهم وليس للسجل الإجرامى لهم وهنا اين منظمات حقوق الانسان الذى تدافع عن التفريق والتمييز بين الأفراد على أساس العرق والدين أم أن صوتهم لا يعلو إلا بالدول العربية ويقومون بإصدار العديد من التقارير والتوصيات التى تندد وتشجب بل تصل إلى حد التدخل فى الشئون الداخلية لتلك الدول العربية.
ولماذا لم تتدخل تلك المنظمات الحقوقية وتدافع عن حقوق اللاجئين من منعهم من دخول الأراضى الأمريكية حيث أن هناك الكثير من العائلات السورية خاصة ينتظرون قدوم باقى عائلاتهم فى إطار فرارهم من جحيم الحرب الدامية هناك فبهذا القرار لن يتمكن هؤلاء اللاجئين من الاجتماع مع ذويهم إلا بعد ثلاثة أشهر من تاريخ اصدار هذا القرار أو الغاء هذا القرار من الرئيس الأمريكى نفسه.
إن أمريكا التى تتغنى بأنها بلد الفرص والحريات تمنع مواطنى ست دول عربية من دخول أراضيها بحجة حماية أمنها القومى من دخول الذى تطلق عليهم إرهابيين مع العلم، والكل يعلم تلك الحقيقة ما من إرهاب أطلق على العالم وانتشر إلا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هى الأب الروحى له والحاضن والذى وفر له كل الامكانيات حتى يكبر وسيتفحل خطره فيا ليت الدول العربية تعلم وتتعلم وتفهم وان تفعل ما يملى عليها أمنها القومى وليس ما تمليه عليها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية مصالحها فى الشرق الأوسط بغض النظر عن الأمن القومى العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة