إبراهيم أمين مؤمن يكتب: الشاعر الملثم

الثلاثاء، 03 يناير 2017 08:00 ص
إبراهيم أمين مؤمن يكتب: الشاعر الملثم حبيبان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بركان فى بطن الأرض يصول .
أمّه .. ما عادتْ تتحمل الفجور.
دقّت باب ولدِها فاندفع يثور .
يدمع ثأرا وحزْنا على أمّه العجوز.
داستها أطماع تشتعل بالصدور .
صدور تتزين بعقود الشياطين .
أهواء وتقاليد والحق فى القبور .
صراخ تماسيح، صراخ تماسيح، صراخ تماسيح .
أنا الشاعر، بقرون استشعارى أحسُّ
فرأيت فتاة تصرخ فهرعت أذبُّ 
فجنبتها من صهير ثائر عابر يدب 
فلفحنى فى وجهى وانفلت بها أفرُّ .
وضعتها فى مأمن وذهبت للخلاء .
أتحسّس وجهى المتهالك المنهار .
وجه تشوّه وتجمّل بزينة الرجال .
بيعة رابحة، بيعة رابحة، بيعة رابحة .
لثّمت وجهى وصرت الشاعر الملثم .
أُشعرُ للجمال الروحى ونبذ التصنّع .
وبعد سنين، على ضفاف بحر يثور .
وجدت فتاة البركان تسأل الله صدوق .
فأتيتها مشْعِرا قصيدة حب الأصول.
ونبْذ القشور التى امتزجت بالصدور .
وتبادلنا حديث المحبين، حديث عجيب .
رأتنى فيها الصدوق والصدّيق والرسول .
وما أعلمتها بأنى صاحب البركان الرهيب.
حديثها مقنّع . حديثها مقنّع, حديثا مقنّع .
وجهى ملثّم وحديثها مقنّع .
قالت أرنى، وجهك الملثّم .
فقلت صدقا، وطفقتُ أعبّر .
قلبى رسولك، صباح مسا .
وجهى فَدَاك من بركان الثرى.
قلبى أحبك، بإخلاص الأنبيا .
وجهى فِداكِ، وحياتى كلّها .
القلب جوهر الروح تدقّه .
والوجه تجهله الروح وتعفّه .
تعاب القلوب إذا دنُستْ .
وما تعاب الوجوه إذا قَبُحتْ .
وها وجهى، وجوه فداء جمُلتْ .
حديث صدوق، حديث صدوق، حديث صدوق .
فهلعت وولت الدّبر .
فأتيتها من القبل .
فقالت كذّاب أشِر .
فقلت من الكذاب الأشِر؟
الوجه الذى أعطى ومنح؟
أم القلب الذى حب وصدق؟
وتركتها تمرّ وظلها اختفى .
إعراض صريح، إعراض صريح، إعراض صريح .
عادت إلىَّ، ناداها الضمير .
أرادت جزائى، جزاء الردود .
وحب مزيف، زيف العطوف .
فقلت قلبى ليس رخيص .
ووجهى غال لمخلص مصيب .
وما عملى فى البركان الرهيب .
إلا فروضا فرضتها الدهور .
وحسن جزائى جزاء مخْلصين .
وإخلاصه قلب يحب الصالحين .
ووجهى شرف لكل السالكين .
فابتعدى شمالا وأنا فى اليمين .
فحبى لغيرك وحبك مستحيل .
عطاؤك رخيص، عطاؤك رخيص، عطاؤك رخيص .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة