أثبتت مواقع التواصل الاجتماعى أنها سلاح ذو حدين، يمكن أن يحقق للجماعات الإرهابية أهدافها بنشر رسالتها المتطرفة، وتجنيد أتباع جدد، لكن فى الوقت نفسه يسهل لأجهزة الاستخبارات الغربية استهدافها.
ويقول موقع "ديلى بيست" الأمريكى إن مواقع التواصل الاجتماعى، السوشيال ميديا، تعد سلاح حيوى للجماعات الإرهابية لا يستطيعون مقاومته، فمن طالبان وحتى داعش، تمثل الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر وشبكات التواصل أسلحة حيوية، لكنها فى نفس الوقت تمثل نقاط ضعف كبيرة.
ويشير الموقع إلى أن داعش عندما سيطر على كثير من الأراضى فى سوريا والعراق فى عام 2014، شن حملة موازية على الإنترنت من "فيس بوك" و"تويتر" إلى "تليجرام" و"واتس آب"، وقدمت السوشيال ميديا للمسلحين فرصة لتجنيد أتباعهم ونشر التفسيرات المتطرفة للإسلام.
وتحدثت العديد من المقالات فى الصحف الأمريكية البارزة مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" عن مخاطر الرسالة التى يقدمها داعش عبر الإنترنت وعبر شبكات التواصل التى تحظى بشعبية بين المراهقين.
لكن ما لم تذكره وسائل الإعلام أن المسلحين قد خاطروا فى مغامرتهم الإلكترونية الطموحة، فمن الناحية النظرية، كل كمبيوتر وهاتف استخدمه داعش، استطاعت وكالات الأمن والاستخبارات وتنفيذ القانون تعقبه، وتمرير المعلومات للطائرات الحربية التى تحلق فى سماوات الشرق الأوسط.
وتبين العام الماضى أن القوة الجوية الأمريكية كانت تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعى لتحديد واستهداف قادة داعش، ففى إحدى المرات، نشر مقاتل داعشى صورة لنفسه فى غرفة لعمليات داعش بها علامة جغرافية، فقامت الطائرات الأمريكية بقصف القاعدة العسكرية بعدها بـ 22 ساعة.
ويوضح التقرير الأمريكى أن المقاتلين فى أفريقيا والشرق الأوسط صارعوا من أجل إحداث توازن بين أهمية العلاقات العامة فى عصر المعلومات، ومخاطر الإنترنت كـ"بالوعة" للقراصنة والمخبرين والجواسيس، ويقول ناصر أبو شريف، المسئول بحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، أن المراقبة لعبت دورا فى تصفية واغتيال عدد كبير من المقاتلين.
وأضاف أن سياسة حركته العسكرية تنص على عدم حمل هاتف محمول، لكن للأسف هناك بعض المقاتلين الذين لا يلتزمون بهذه القواعد البديهية.
ويقول "ديلى بيست" إن المسلحين الذين يجب أن يستخدموا الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر باعتبارهم دعائيين أو متحدثين، يجدون أنفسهم فى خطر، ويقول دان جيتنجر، المدير المشارك فى مركز دراسات الطائرات بدون كيار فى بارد كوليدج بنيويورك، أن نشاط المتحدثين باسم التنظيمات الإرهابية على السوشيال ميديا يضعهم فى مقدمة قوائم المستهدفين بضربات الطائرات بدون طيار للولايات المتحدة، فالعديد من الذين أثبتوا قدرة على استخدام الإنترنت والسوشيال ميديا لنشر رسالتهم والتشجيع على هجمات فى أمريكا وبريطانيا، مثل رجل الدين المتشدد أنور العولقى، ورياض خان وجنيد حسين، الداعشيان البريطانيان، قتلوا جميعا فى ضربات طائرات بدون طيار.
وكانت بعض التقارير الإخبارية قد أشارت إلى وكالات الاستخبارات الأمريكية مثل السى أى إيه ووكالة الأمن القومى قد تعاونت فى مراقبة SIM Cards الخاصة بالإرهابيين من خلال المراقبة الجماعية، وكان أحد الأهداف أنور العولقى الذى قتل فى ضربة حوية عام 2011 فى اليمن.
كما أن تنظيم طالبان حاول إرباك وكالات الاستخبارات الغربية بتوزيع الـ SIM Cards على مقاتلين عشوائيين وتبديلها فى اجتماعات غير مخطط لها.