يبدأ الكونجرس الأمريكى، اليوم الثلاثاء، دورته الجديدة الـ 115 بسيطرة الجمهوريين عليه عقب انتخابات نوفمبر الماضى، عازما على التراجع عن أجزاء رئيسية من قانون الرئيس باراك أوباما للرعاية الصحية والتراجع عن الإجراءات الخاصة بالبيئة والصناعة المالية، إلا أنه قد يعلق سريعا فى معارك حول اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفريقه الحكومى.
وتقول وكالة "رويترز" إن ترامب، على الرغم من وعوده بتوحيد البلد المنقسم بشدة، سيؤدى القسم فى 20 يناير وهو يقود الحزب الجمهورى الذى سيدفع مبكرا بتشريعات عبر الكونجرس لا تحظى بدعم من الديمقراطيين.
ووفقا لاستطلاع جالوب، الذى نشر أمس الاثنين، فإن ترامب سيتولى الحكم وأقل من نصف الأمريكيين فقط يثقون فى قدرته على معالجة أزمة دولية، واستخدام القوة العسكرية أو منع سقطات أخلاقية فى إدارته.
وقد حذر أعضاء بارزين من الديمقراطيين من اندلاع قتال شرس حول قانون الرعاية الصحية الذى من المتوقع أن يضم حوالى 13.8 مليون شخص فى برنامج يهدف لتقديم التأمين الصحى للمحرومين اقتصاديا ويوسع التغطية لآخرين.
وقال النائب ستينى هوير، ثانى أبرز الديمقراطيين فى مجلس النواب إنهم سيحاربون بقوة بشكل غير مسبوق من أجل حماية قانون الرعاية الصحية.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن هذا القانون الذى يعتبره أوباما أحد أبرز إنجازاته فى البيت الأبيض لن يموت سريعا.
وأوضحت الصحيفة أن المعارضة الديمقراطية والقواعد المعقدة لمجلس الشيوخ تعنى أن الأجزاء الرئيسية لهذا القانون الذى تم إقراره عام 2010، ستظل قائمة على الأرجح، بما فى ذلك الإطار القانونى للولاية الفرنسة والأجزاء الخاصة بالتبادل بين الولايات والتى أسسها القانون. كما أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تعهد بالحفاظ على الجوانب الرئيسية فى القانون مثل الحظر على شركات التأمين الرافضة للتغطية بسبب الظروف الموجودة مسبقا، ومطالبة شركات التأمين لتغطية الأطفال أقل من 26 فى خطط والدهم.
وتقول واشنطن بوست إنه فى حين أن الجمهوريين عازمون على إلغاء أكبر قدر من القانون، إلا أنهم لم يستقروا على خطة بديلة، ولم يحددوا متى ينبغى أن تكون نافذة المفعول.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونويل، إنهم سينتقلون مباشرة بعد بداية العام إلى قرار استبدال قانون الرعاية الصحية، وبعدها سنعمل على وجه السرعة من أجل التوصل إلى اقتراح أفضل من القانون الحالى الذى يرى أنه غير مقبول وغير قابل للاستمرار.
وكان الجمهوريون قد عارضوا هذا القانون على مدار سنوات، وأصروا على أنه غير مجدى ويعيق نمو سوق العمل. والآن مع سيطرتهم على الكونجرس والبيت الأبيض، سيكونون فى موضع يسمح لهم بإلغائه.
وإلى جانب قانون الرعاية الصحية، يريد الجمهوريون إلغاء أو تقليص اللوائح التى تهدف إلى زيادة السيطرة على الانبعاثات الصناعية التى تساهم فى التغيير المناخى، وإصلاحات الصناعة المصرفية التى صدرت عقب ما يشبه انهيار وول ستريت قبل سبع سنوات.
ومن القضايا الشائكة التى ستواجه الكونجرس فى دورته الجديدة أيضا مسألة تأكيد تعيين بعض الشخصيات التى أختارها ترامب ضمن إدارته.
وكان السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين قد قال إن ريكس تيلرسون، الذى اختاره ترامب لمنصب وزير الخارجية، سيضطر إلى تفسير علاقاته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى يراه ماكين "بلطجيا وقاتلا".
ومن المتوقع أن يعارض الديمقراطيون بشدة معارضة تولى جيف سيشنز منصب المدعى العام، بسبب معارضته للهجرة وتصريحاته السابقة التى أظهرت عدم الحساسية إزاء الأمور المتعلقة بالعنصرية. ونظرا لوعود ترامب الانتخابية بـ "تجفيف المستنقع" فى واشنطن، مشيرا إلى أصحاب المصالح، لاسيما أصحاب النفوذ من وول ستريت، فإن الديمقراطيين سيهاجمون تعيين ستيفين مونكين وزيرا للتجارة. ويعد مونكين مستثمرا ظل يعمل لسنوات طويلة فى مجموعة جولدنا شاشز.
وبعيدا عن الصراعات السياسية، تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن الكونجرس الجديد يعكس التنوع فى أمريكا، إلا أن يقدم أيضا تركيبة مختلفة بدرجة كبيرة من الجمهوريين والديمقراطيين.
وسيضم مجلس النواب أول امرأة أمريكية من أصل هندى، وسيكون هناك عددا قياسيا من النساء فى مجلس الشيوخ، بينهم أول امرأة من أصل لاتينى.
وسيمثل الرجال البيض 87% من الجمهوريين بمجلس النواب، مثل الدورة الماضية، مقابل 41% فقط من الديمقراطيين فى المجلس، بتراجع 2% عن الكونجرس السابق.
وتعكس التركيبة العنصرية لكل حزب الناخبين الذين انتخبوه، فـ 87% من الناخبين الذين اختاروا ترامب من البيض، مقارنة بـ 55% فقط من أصوات هيلارى كلينتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة