بريطانيا تفتح خزائن الأسرار وتكشف كواليس صراع حافظ الأسد وشقيقه رفعت وتفرج عن وثائق عمرها 27 عامًا.. عم "بشار" تعهد: بمجرد عودتى من المنفى سأفتح حوارا فوريا مع إسرائيل.. وطالب بتنصيبه نائبا للرئيس

الثلاثاء، 03 يناير 2017 01:30 ص
بريطانيا تفتح خزائن الأسرار وتكشف كواليس صراع حافظ الأسد وشقيقه رفعت وتفرج عن وثائق عمرها 27 عامًا.. عم "بشار" تعهد: بمجرد عودتى من المنفى سأفتح حوارا فوريا مع إسرائيل.. وطالب بتنصيبه نائبا للرئيس حافظ الأسد وشقيقه رفعت
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد رفع الحظر عنها، أزالت الحكومة البريطانية الستار عن عدة وثائق سرية تضمنت محاضر لاجتماع عقد بين نائب الرئيس السورى رفعت الأسد شقيق الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، ونائب بريطانى عام 1990.

 

وبحسب محضر اللقاء كان رفعت الأسد يشغل منصب نائب الرئيس، ويعيش فى المنفى بين إسبانيا وفرنسا، وكانت لديه رغبة فى العودة إلى سوريا مستغلا اضطرار أخيه حافظ الأسد إلى الانفتاح على الغرب فى إطار تأقلمه مع بدء انحسار نفوذ الاتحاد السوفيتى الذى كان لفترات طويلة حليفا أساسيا لحافظ الأسد.

 

ونقل محضر اللقاء الذى نشرت صحيفة الحياة اللندنية تفاصيله، فى تقرير لها اليوم عن رفعت الأسد تأكيده إنه لن يعود إلى دمشق ما لم تتم إعادة تنصيبه فى منصبه القيادى السابق، ويسمح له بأن يعود معه عدد من الضباط الذين تبعوه إلى المنفى، وهو ما لم يستجب له حافظ الأسد، كما يبدو، بعدما جرده منذ عام 1984 من قواته العسكرية الأساسية "سرايا الدفاع" ونفاه إلى خارج سوريا بمنصب نائب الرئيس حيث تبعه عدد من قادة الوحدات العسكرية الموالية له.

 

 ويعيد المحضر البريطانى التذكير بحقبة الصراعات داخل أسرة الرئيس الأسد الأب، مشيرا إلى علاقات رفعت الأسد بزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، فى رد كما يبدو على محاولات الرئيس السورى شق المنظمة وقلبها ضد زعيمها.

 

 وأرسل النائب فى البرلمان البريطانى جوليان أمرى رسالة إلى وزير الخارجية البريطانى ـ آنذاك ـ دوجلاس هيرد وتشارلز باول السكرتير الخاص لرئيس الوزراء مارجريت تاتشر فى إبريل 1990، تضمنت محضرا لاجتماع عقده مع نائب الرئيس السورى رفعت الأسد خلال عطلة نهاية أسبوع  شهر مارس 1990 فى إسبانيا.

 

 وكتب النائب البريطانى ملاحظات عن المناقشات التى جرت بأن هناك الكثير الذى يمكن بريطانيا من القيام به للتأثير فى الوضع السورى فى المقابل، إذا سمح لرفعت الأسد بأن يعود، وفق شروطه، مؤكدا أن هذا يمكن أن يخفف من تشدد النظام البعثى  فى دمشق وربما يضعف ما وصفها بـ"المافيا المؤيدة" للسوفيت التى ما زالت تحيط بحافظ الأسد، داعيا لتشجيع الأمريكيين والمصريين والإسرائيليين المهتمين بأن "يسألوا ما إذا كان سيساعد استدعاء الرئيس حافظ الأسد لشقيقه رفعت للعودة بوصف ذلك بادرة على تغيير التفكير أو السياسة فى دمشق".

 

وأرفقت رسالة النائب البريطانى إلى رئيسة الوزراء البريطانية ووزير الخارجية بمحضر حمل عنوان "ملاحظات فى شأن لقاء بين نائب الرئيس السورى رفعت الأسد والنائب جوليان أمرى 31 مارس 1990.

 

وأضاف المحضر: "عقدت لقاء مع نائب الرئيس استمر ساعتين كان رفعت الأسد يطلب اللقاء منذ بعض الوقت، لم يكن لديه شىء جديد ليقوله. اعتقد بأنه ببساطة كان تواقا لإبقاء خط الاتصال مفتوحا."

 

وأكد النائب البريطانى، أن رفعت الأسد بدأ بالحديث عن آماله الكبيرة بحدوث تغيير أساسى فى سياسة سوريا فى أغسطس 1990، مشيرا أن آماله أجهضت لقد أجهضت ولم يتغير الوضع تغيرا كبيرا منذ ذلك الوقت باستثناء التحسن فى العلاقات بين سوريا ومصر، مرجحا بأن التحسين هو حملة علاقات عامة بين كل من القاهرة ودمشق.

 

وتابع المحضر ناقلا عن رفعت الأسد: "فى سوريا نفسها الوضع يتدهور لأسباب عدة، الوضع الاقتصادى يسوء ولا يمكن تحسينه من دون الابتعاد عن سياسة التحكم فى السوق، فلبنان يستهلك قدرات سوريا ورجالها، عودة الأردن إلى الحكم البرلمانى تطرح أسئلة محرجة فى دمشق، التأييد السوفيتى يتراجع فى شكل واضح، وما زالت موسكو ترسل السلاح لكنها قلصت فى شكل كبير الدعم المادى والمعنوى، وهذا أمر يصبح جليا، الدعم السعودى يبدو أيضا أنه فى تراجع، ما زال هناك أمل بالدعم الأمريكى".

 

وشرح المحضر ما يعنيه بالدعم الأمريكى: "رفعت الأسد لا يعتقد بأن المبادرات الأخيرة للرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر تمت بناء على تعليمات من واشنطن، فقد كان لكارتر دوما علاقة شخصية جيدة مع حافظ الأسد. هو، أى كارتر، يعتبر كامب ديفيد أكبر إنجازاته ويريد أن يستكملها بترتيب اتفاق بين سوريا وإسرائيل، لا شك فى أنه تشاور مع كل من مصر وإسرائيل بالإضافة إلى واشنطن قبل ذهابه إلى دمشق".

 

وتابع التقرير: "بالانتقال إلى وضعه الخاص، قال رفعت الأسد إنه أوضح للرئيس الأسد الذى اعتقد بأنه ما زال على اتصال به أنه لن يعود إلى دمشق ما لم يتم إعادة تنصيبه فى منصبه القيادى السابق، ويسمح له بأن يجلب معه عددا من الضباط الذين تبعوه إلى المنفى. إذا ما كان له أن يعود فإحدى أولى خطواته ستكون الدعوة إلى حوار فورى مع إسرائيل" .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة