دخلت أزمة الإخوان مع حلفائها فى الخارج، إلى مرحلة الفضح بالدولارات، ويبدو أن هذا الأمر لم يتوقف فقط على أزمة أيمن نور وآيات عرابى، بل دخلت فيه أطراف أخرى، كشفت كمية تدفق الأموال التابعة للإخوان على حلفائها لضمان ولاءهم فى الخارج.
"الإخوان طريقك إلى الشهرة والمال"، مقال لأحد حلفاء الجماعة فى الخارج، تم تداوله بشكل كبير بين حلفاء التنظيم فى الخارج، كشف فيه كاتبه عماد أبو هاشم عن حجم الدعم الذى يتدفق إلى حلفاء التنظيم فى الخارج لضمان بقائهم فى الكيانات السياسية للجماعة، فى الوقت الذى لاقى فيه هذا المقال هجوما شديدا من جانب قيادات وكوادر التنظيم بالخارج.
وقال عماد أبو هاشم، أحد حلفاء التنظيم بالخارج، إن الجماعة تستقطب السياسيين الفاشلين والجهلاء، تحولهم إلى أصحاب قامات رفيعة فى قنواتها، لمجرد أنهم يدافعون عن التنظيم فى الخارج، مشيرا إلى أن حجم الدعم الذى يأتى للشخص الواحد من الإخوان عندما يذهب إلى قطر يصل إلى 20 ألف دولار.
وأضاف فى مقاله: "إذا كنت سياسيًّا فاشلًا أو قاضيًا جاهلًا أو كاتبًا مغمورًا أو غير ذلك من أصحاب المقامات الرفيعة فيكفيك أن تكتب مقالًا حماسيًّا أو تلقىَ خطبةً لوذعيةً أو تشاركَ عبر الأثير بمداخلةٍ ناريةٍ تُظهِر تعاطفَك مع الإخوان و تحيزَك لهم ابداء استعدادك لتبنى مطالبهم، ساعتها سيفتح الإخوان لك، دون تفكيرٍ، كل أبوابهم، و يُسخِّرون لك جميع قنواتهم و منابرهم تتبوأ منها ما تشاء، وستحظى تصريحاتك وتعليقاتك وكتاباتك مهما بلغت سخافتها بالصدارة فى وسائل إعلامهم المختلفة".
وأضاف :"أما إذا كنت مواطنًا عاديًّا، و لم تكن من هؤلاء و لا من هؤلاء، فلكى تنال الحظوة و الصدارة لدى الإخوان فعليك أن تبادر إلى تكثيف جهودك لتكون فى دائرة الضوء : إما بإنشاء كيانٍ بالخارج، و إما باستغلال ما تجد فى نفسك من ملكاتٍ تسخِّرها فى سبيل الدفاع عن قضيتهم، المهم أن تجد الطريق أو الوسيلة التى تجعلك فى دائرة الضوء لتنتقل إلى المرحلة التالية، و هى مرحلة الحظوة و الصدارة عندهم فتنفتح أمامك أبواب الشهرة و المال"..
واستطرد أبو هاشم :"كن مطمئنًّا، فلن يُنقِّب الإخوان فى ماضيك مشرفًا كان أم مخزيًا، و لن يبحثوا عن دوافعك و بواعثك نبيلةً كانت أم وضيعةً، و لن يُحللوا شخصيتك سويةً كانت أم مريضة، لست بحاجةٍ أن تكون فذًا فى مواهبك أو خارقًا فى ذكائك أو مُلمًا بقواعد و علوم السياسة و القانون، يكفيك فقط أن تكون ممثلًا بارعًا، وإذا رغبت فى المزيد من الحظوة والاندماج داخل جماعة الإخوان فعليك أن تتقمص فى خطابك سمت الإخوانىِّ المتمرس فى الخطاب الدينىِّ و أن تردد مفرداتهم الخطابية".
وكشف أبو هاشم عن طرق دعم الإخوان لحفاءهم ماليا قائلا :"بعد أن تتحقق لك الشهرة و تصبح نافذًا فى إعلام الإخوان عليك أن تستقر فى دولة قطر، و أن تبحث عن الفرصة المواتية لتتعاقد مع قناة الجزيرة بمبلغ عشرة آلاف دولارٍ شهريًّا، و يمكنك بالإضافة إلى عملك فى قناة الجزيرة أن تلتحق بعملٍ فى مجال تخصصك فى إحدى الوزارات أو الشركات القطرية الخاصة بمبلغٍ مساوٍ لما تتقاضاه من قناة الجزيرة ؛ لتتحصل فى النهاية على مبلغ عشرين ألف دولارٍ شهريًا، أى ما يعادل أربعمائة ألف جنيه بالأسعار الحالية للدولار مقابل الجنيه المصرىِّ، أى إنك ستتحصل فى السنة الواحدة ـ كما هو حال البعض ـ على ما يقارب خمسة ملايين جنيهٍ".
وقال أبو هاشم :"إذا كنت من هؤلاء النُّخب ذات الصيت الواسع وتنتمى سرًّا إلى جماعة الإخوان، أو لم تكن منتميًا إليها و لكنك تبدى دعمك لها فسيسعى الإخوان إلى جعلك فى مكان الصدارة فى واحدٍ أو أكثر من كياناتهم التى ينشئونها بالخارج للدفاع عن الشرعية بغية تصدير فكرة أن هذه الكيانات تمثل الشعب بمختلف فئاته و طوائفه و ليس الإخوان وحدهم، أى إنك ستلعب دور الواجهة (الفاترينة أو البَرَفان)، بالطبع فإنك ستقبل بهذه المهمة؛ لأن هذا سيدعم استمرارك فى العمل فى قناة الجزيرة كمسؤولٍ عن كيانٍ، و من ناحيةٍ أخرى سيوفر الإخوان لك الجهات التى تقدم لك الدعم اللوجستىَّ الكبير".
وتابع :"فى هذه المرحلة حاول أن تدعم استقرار الكيان الذى تتصدره، و أن تنال ثقة من حولك، و أن تُنَفِّذ دون تفكيرٍ كل ما يُملى عليك من تعليماتٍ و إرشاداتٍ، و لْتحفظْ هذه التعليمات و تلك الإرشادات عن ظهر قلبٍ، سواءٌ اقتنعت بها أم لم تقتنع، و سواءٌ فهمتها أم لم تفهمها".
وأثار هذا المقال جدلا واسعا بين كوادر الإخوان وحلفاءهم، حيث علق هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الجماعة بالخارج على المقال قائلا :"الكلام غاية الخطورة يحتاج على الأقل للانتباه والنظر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة