مصطفى محمود على يكتب: أليس فيكم مسئول رشيد؟

الثلاثاء، 03 يناير 2017 10:00 م
مصطفى محمود على يكتب: أليس فيكم مسئول رشيد؟ إمرإة فقيرة ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد جفت دموعى من كثرة البكاء على حال سيدة مسنة، جعلت السماء لها غطاء فى شتاء البرد القارس، وألقت بظهرها على رصيف خرسانى بين طريقين يمتلئ ماءً بفعل الرطوبة مع الصباح الباكر، وعليها بطانية مليئة بالأوساخ رقيقة وهشة بها خروقات كثيرة .. وترتدى ملابس رثة، وتضع على رأسها قطعة قماش، تنام بين طريقين فإذا انقلبت للجهة اليمنى من المحتمل أن تدهسها سيارة قادمة من الدقى، أو الجيزة مارة من أمام جامعة القاهرة، وإذا انقلبت للجهة اليسرى فهناك احتمال كبير أن تدهسها سيارة قادمة من الكوبرى الموجود بشارع ثروت، وهى تمر مباشرة من أمام باب تجارة بجامعة القاهرة، فمكانها عند إشارة جامعة القاهرة بالضبط من ناحية مبنى التعليم المفتوح أو مدينة الطلبة.
 
شهر أو أكثر وأنا أراها على هذا الحال، ولم يتغير شىء، ولم يلتفت إليها أحد، سألت نفسى من يطعمها ومن يسقيها ويأتى إليها بالعلاج، حتى أبسط شىء، أين تقضى حاجتها؟، فالإجابات كلها مبهمة، فما كان منى إلا أن شاركتها إفطارى أثناء ذهابى للعمل فى الصباح الباكر أقتسمه بيننا، وللمرة الأولى فى حياتى تمنيت أن أكون ثريا أو من ذوى السلطان أو أصحاب النفوذ، أو حتى عضواً فى مجلس النواب وبالتحديد عن دائرة الدقى، لأنتشل هذه السيدة من معاناتها، ومأساتها.
 
استغربت كثيرا ووقفت مشدوها وأنا أقرأ عن مراكز لإيواء الحيوانات الضالة فى أوروبا وأمريكا، من قطط وكلاب وغيرها، وقلت فى نفسى أى ذهبت الرحمة فى مجتمعنا، ألم تأمر المسيحية بالرفق بالإنسان، كما قال السيد المسيح "طوبى للرحماء فإنهم يرحمون" (مت5: 7). ألم يأمر الإسلام بمساعدة الفقراء والمعدمين وغيرهم، كما قال الرسول الكريم (من لا يرحم لا يرحم) إذن فلماذا نغض الطرف عن هذه السيدة وأمثالها.
 
لن أتحدث عن دور وزارة الأوقاف وهى المنوطة بهذا الدور، ليس تفضلاً منها بل تنفيذا لشروط واقفيها، ولن أتحدث عن دور منظمات المجتمع المدنى التى تتغنى ليل نهار، ولن أذكر وزارة التضامن ولا أى وزارة أخرى مثل الإسكان، ولن أتحدث عن محافظ الجيزة. ولكنى أتساءل ألم يلاحظ أى مسئول هذه السيدة ألم تقع عينه عليها، أم وقعت وغض الطرف عنها؟؟ 
أقول لكى أيتها السيدة المسكينة وأنا أعتصر ألما ولا أملك شيئاً أقدمه إليكى: لكى الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة