هل ستتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض ؟

الثلاثاء، 03 يناير 2017 07:29 م
هل ستتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض ؟ أردوغان
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال المؤرخ الأكاديمى مارك ألموند، فى مقاله بصحيفة ديلى تليجراف البريطانية، تساؤلًا حول الوضع الراهن لتركيا قائلًا: “هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟”.

جاء ذلك فى مقال نشرته صحيفة “ديلى تليجراف” البريطانية، تعليقًا على الحادث الإرهابى الذى شهدته إسطنبول أول أمس الأحد،والذى استهدف أحد الملاهى الليلية، وأسفر عن مقتل 39 شخصًا من جنسيات مختلفة.

وعلق المؤرخ الأكاديمى "مارك ألموند" فى مقاله على أحداث تركيا، “هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟ هل بدأت تتشابه مع باكستان؛ مؤسسة تنظيم طالبان، الذى تحول بعد ذلك لتهديد مباشر لها، فيما يتعلق بعلاقاته مع المتشددين فى سوريا؟”.

يذكر أن بريطانيا كانت تصف الدولة العثمانية فى أواخر عهدها، بـ”رجل أوروبا المريض؟”، كوصف لحال الدولة العثمانية فى ذلك الوقت بعد ما أصابها الشيخ.

وقال ألموند فى مقاله “إن المواطنين دائمًا يبحثون عن قائد قوى يمكنه حل أزماتهم ومشاكلهم، عندما تشتد المحن، ولكن ماذا إذا كانت الدولة تعانى من هذه الفوضى فى ظل قيادة أردوغان؟”.

وتابع ألموند: “الوضع الحالى الذى تشهده تركيا غاية فى الخطورة، مؤكدا أن أردوغان لا يستطيع استغلال السلطات والصلاحيات التى يسيطر عليها جميعًا فى حل مشكلات البلاد، فأردوغان يستمر فى سياسة احتكاره لسلطات الدولة التركية، إلا أن أزمات عدة مثل القتل العشوائى، والهجمات الانتحارية، وخروج جميع الأكراد فى المناطق الجنوبية الشرقية عن السيطرة وأهدافها”.

 

أسلوب إدارة أردوغان للبلاد زاد من حدة التهديدات

ووصف ألموند الرئيس التركى أردوغان بـ”مهووس السلطة والسيطرة الذى لا يستطيع القضاء على تهديدات مجتمعه”، مؤكدًا أن “أسلوب حكم أردوغان غريب الأطوار تسبب فى زيادة حدة التهديدات داخل تركيا”.

وقال: “غضَّ أردوغان النظر عن مخاطر انقلاب الجماعات الإرهابية التى دعمها وسلَّحها فى مواجهة نظام الأسد فى سوريا، وأنها من الممكن أن تستهدف بلاده هو”.

 

تحول فى السياسات الخارجية: الحليف الجديد روسيا

وأردف قائلاً “تحولت سياسات تركيا الخارجية مع روسيا وإيران من عداوة إلى صداقة وشراكة، وأعلنت تركيا أن أهم حلفائها الغربيين، الولايات المتحدة الأمريكية، تقف وراء الهجمات الإرهابية”.

 

تركيا اقتصاديا من مرحلة النمو السريع إلى السقوط والتراجع

وفيما يتعلق بالاقتصاد قال ألموند “إن تركيا تحولت من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة السقوط والتراجع السريع، كان الاقتصاد التركى يحقق نتائج مبهرة من خلال العلاقات الاقتصادية مع أسواق المجتمعات الإسلامية، إلا أن الحروب التى تشهدها سوريا والعراق، فضلًا عن الهجمات الإرهابية التى أدت إلى هروب السياحة من تركيا، مهدت الطريق أمام انهيارات وزلزلات قوية”.

 

هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟

وواصل حديثه “هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟ هل بدأت تتشابه مع باكستان؛ مؤسسة تنظيم طالبان الذى تحول بعد ذلك لتهديد مباشر لها، فيما يتعلق بعلاقاتها مع المتشددين فى سوريا؟ مع الأسف أصبحت تركيا التى كانت بمثابة نموذج للكثير من دول المنطقة، لعشرات السنوات، تتجه فى الطريق الذى سلكته باكستان نحو منحدر الهاوية”.

 

عدم استقرار تركيا يعنى عدم استقرار الغرب أيضا

وفيما يتعلق بالعلاقات الداخلية فى حزب أردوغان، قال ألموند “من الممكن أن يكون هناك بعض الغاضبين وغير راضين عن احتكار أردوغان للسلطات كلها داخل الحزب الحاكم، إلا أننى لا أظن أن هناك عددًا كافيًا لديه القدرة والشجاعة للخروج فى وجه أردوغان، يبدو أن آلام ومواجع تركيا لن تهدأ، وعند النظر إلى الموقع الجيوسياسى الحساس لتركيا، لا يجب ألا ننسى أن عدم استقرار تركيا يعنى عدم استقرار الغرب أيضًا”.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة