هل تفتح خسائر الأندية باب عودة الجمهور؟.. مصطفى عزام: الأهلى والزمالك يخسران 93 مليون جنيه.. 1000 فرصة عمل مهدرة كل أسبوع.. و30 مليون جنيه فقدها عقد رعاية المنتخب.. وخبراء: تكاتف الأمن والجبلاية الحل

الإثنين، 30 يناير 2017 07:11 م
هل تفتح خسائر الأندية باب عودة الجمهور؟.. مصطفى عزام: الأهلى والزمالك يخسران 93 مليون جنيه.. 1000 فرصة عمل مهدرة كل أسبوع.. و30 مليون جنيه فقدها عقد رعاية المنتخب.. وخبراء: تكاتف الأمن والجبلاية الحل جماهير مصر فى بطول كأس الأمم الأفريقية
كتب مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"متى تعود الجماهير للمدرجات؟".. سؤال طرح آلاف المرات من قبل جماهير الكرة المصرية على مدار السنوات الأخيرة لكن البعض لم يتذكر بنفس الدرجة كم بلغت خسائر غياب اللاعب رقم 1 عن الميدان.. إلا أن هذا التساؤل بات مُلحًا وضروريًا فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى، لاسيما أن الساحرة المستديرة فى العالم كله صناعة مربحة.

 

فى 11 نوفمبر الماضى شهدت مصر حضور ما يقرب من 50 ألف مشجعًا مباراة المنتخب الوطنى أمام نظيره الغانى فى الجولة الثانية من تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال روسيا 2018، والتى فاز فيها الفراعنة بثنائية نظيفة، إلى جانب هذا المشهد الرائع استطاع اتحاد الكرة إحراز مكسبًا آخر يتمثل فى انتعاش خزائنه بـ4 ملايين جنيه نظير بيع التذاكر بحسب تصريحات مصطفى عزام رئيس لجنة التطوير والاستثمار فى اتحاد الكرة، الأمر الذى يثير التساؤل حول حجم الخسائر الاقتصادية التى وقعت جراء غياب الجمهور عن المباريات خلال الفترة الماضية.

 

تاريخ من الوقائع المؤلمة

 

فى كل مرة تُفتح فيها المفاوضات بين اتحاد الكرة والأندية وأجهزة الأمن، يمر شريط من ذكريات ووقائع تُجهض معها أى محاولات فى العودة، وأبرز تلك الوقائع مذبحة بورسعيد التى وقعت خلال مباراة الأهلى والمصرى البورسعيدى مطلع فبراير عام 2012 وراح ضحيتها 72 مشجعا، ومن قبلها اجتياح جمهور الزمالك لمباراة ناديهم مع الأفريقى التونسى فى أبريل 2011، والأكثر إثارة أنه عندما استقرت الأوضاع فى القاهرة مجدداً وبالتحديد فى عام 2015، حدثت واقعة أصابت الجميع بالإحباط، تمثلت فى مباراة الزمالك وإنبى باستاد الدفاع الجوى التى راح ضحيتها 22 مشجعًا.

 

"حسبة بسيطة" أجراها مصطفى عزام رئيس لجنة التطوير والاستثمار فى اتحاد الكرة كشفت أنه فى السنوات الخمسة الأخيرة خسر نادى الأهلى والزمالك نحو 93 مليونا و750 ألف جنيه من غياب الجماهير باعتبارهما الأندية الأكثر شعبية، ومعهما كل من الإسماعيلى والمصرى والاتحاد.

 

وكشف رئيس لجنة التطوير والاستثمار فى اتحاد الكرة  تفاصيل تلك الحسبة لـ"اليوم السابع"، قائلا إنه فى المتوسط فإن عدد الجماهير فى الملاعب يصل إلى 25 ألف متفرج خلال المباراة، ويصل متوسط سعر التذكرة إلى 25 جنيها، بما يعادل 625 ألف جنيه فى المباراة الواحدة، وبحساب هذه الخسائر على إجمالى 30 مباراة يملك الأهلى 15 منها والزمالك 15 منها، فتصل إجمالى الخسائر على مدار الموسم الواحد لـ18 مليونا و750 ألف جنيه للنادين، وهو ما يعنى خسارة 93 مليون جنيه على مدار السنوات الخمسة التى توقف فيها تواجد الجمهور فى المدرجات.

 

الخسائر المالية السابق انعكست على عقد رعاية المنتخب الذى توقع اتحاد الكرة أنه فى عام 2010  يصل إلى 100 مليون جنيه، مع التجديد كل ثلاث سنوات نظراً للمستوى الذى وصل إليه النشاط الكروى فى مصر آنذاك، وبحسب عزام فإن عقد الرعاية الحالى فى آخر ثلاث سنوات لم يتجاوز 70 مليون جنيه، ما يعنى خسائر 30 مليون جنيه للمنتخب بسبب غياب الجماهير.

 

غياب الجمهور أثر أيضا على الأندية ذات الجماهيرية الأقل نسبيا كالإسماعيلى والمصرى، حيث خسرت هذه الأندية خلال السنوات الخمسة الماضية ما يقرب من 10% من مصادر دخلهم، بحسب رئيس لجنة التطوير والاستثمار فى اتحاد الكرة، كما غاب ما يقرب من 1000 فرصة عمل أسبوعياً ما بين عمال بوابات وعمال مطاعم والكافيتريات وقطاع النقل وطباعة وبيع التذاكر.

 

وبحسب عزام فإن الأندية تأثرت بغياب الجمهور فلم ترتفع عقود الرعاية الخاصة بها كما كان متوقعا لها، وهذه خسائر تصل إلى 40% من قيمة العقود الحالية، واختتم قائلاً: "أتوقع أن إجمالى خسائر الأندية خلال السنوات الأخيرة يصل إلى 200 مليون جنيه".

 

إذن فى ظل الخسائر السابق ذكرها.. هل يمكن أن تعيد الحكومة وجهة نظرها فى إمكانية إعادة الجماهير للمدرجات وفقًا لما أكده هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة المصرية وعضو المكتب التنفيذى للاتحادين الدولى والأفريقى فى تصريحات سابقة، بأن عودة الجمهور إلى المدرجات من المأمول أن يكون مع النصف الثانى للدورى المصرى، مشيراً إلى أن عودة الجمهور يساعد على تسويق المنتج والدورى بشكل أفضل بما يقدم عائد مادى محترم للأندية تعود بالنفع على كرة القدم فى النهاية.

 

النائب رضا البلتاجى عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب والحكم الدولى السابق، أشار إلى أن الخسائر لا تتوقف على ما يخسره النشاط الرياضى والأندية، لكنها تمتد إلى خسائر على  مستوى صورة مصر الدولية والتى تصدر بأننا عاجزين عن تأمين ملعب مباراة، الأمر الذى ينعكس على النشاط السياحى ويكبدنا خسائر تقدر بمليارات وليست ملايين بحسب قوله.

 

وأشار البلتاجى إلى أن الأمن صاحب القول الفصل فى عودة الجمهور، لكنه يتمنى أن ينفذ مبادرة عودة الجمهور تدريجياً من خلال عودة جمهور صاحب الأرض وبعدها عودة الجمهور بشكل كامل، مشدداً على ضرورة أن يكون لدى المواطنين الوعى الكافى بالقوانين، وأن تطبق اللوائح على الجميع حتى تعود صورة مصر الجيدة.

 

وعلى المستوى الأمنى قال العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، إن الأزمة ليست لدى الأمن لكنها لدى الأندية والجمهور واتحاد الكرة، لأنهم لا يطبقون اللوائح على جماهيرهم بالشكل الذى يحميهم ويمنع تكرار ما حدث فى الماضى من حرق مبنى اتحاد الكرة أو اقتحام الملاعب.

 

وأضاف عكاشة أن الأمن لا يفسد المباريات، لكن الجمهور هو من يفعل ذلك، مؤكدا أن الأندية الكبيرة كالأهلى والزمالك لا يطبقان اللوائح على جماهيرهما، مستشهدا بما حدث فى أوروبا عندما وقع شغب من جمهور إنجلترا قرر الاتحاد الأوروبى منع هذا الجمهور من حضور المباريات فى القارة بأكملها حتى عادوا إلى صوابهم، معرباً عن أمله أن يكون جميع الأطراف قد تعلموا درس السنوات الستة الماضية حتى يعود الجمهور للملاعب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة