فى الوقت الذى أصبحت فيه لعبة كرة القدم الحلم الأول لدى معظم أبناء الجيل الجديد من الشباب والأطفال، لما تحققه تلك اللعبة من دخل كبير وشهرة أكبر لصاحبها، كان من السهل أن يستغل بعض الأشخاص ممن برعوا فى التحايل والنصب على المواطنين تلك الحالة من أجل جمع الأموال فى وقت قصير وسريع، فقط "ملعب وزى موحد وقليل من الدعاية" يكفيهم لإقناع الأطفال بأن تلك الأكاديمية أولى أبوابهم للمجد والشهرة وتحقيق أحلامهم المستقبلية.
وفى الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة أكاديميات كرة القدم غير المرخصة فى معظم محافظات ونجوع مصر، حيث تعمل تلك الأكاديميات غير القانونية على إقناع الأطفال والشباب على قدرتها على تطوير مستوى الطفل كرويا، وتسويقه مستقبلا فى أكبر الأندية الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذى يسهل على تلك الأكاديميات جمع أكبر قدر من المال فى وقت قصير وبشكل سريع، دون تقديمها أى دليل على قدرتها لتحقيق تلك الوعود، فقط دعاية بسيطة وزى موحد لمشتركيه كافية بأن يقنع طفلا صغيرا فى أوائل سنوات عمره أنه يصبح لاعب كرة قدم.
وفى هذا السياق، حرص موقع فيديو 7 قناة اليوم السابع المصورة، على الالتقاء بعدد من الأطفال ممن قاموا بخوض تجربة داخل تلك الأكاديميات الكروية الوهمية، حيث أوضح هشام محمد ابن الـ14 عاما، أنه تعرض لعملية نصب داخل إحدى الأكاديميات الكروية غير المرخصة، قائلا "ذهبت إلى أكاديمية خاصة وطالبوا بـ 500 جنيه لإعطاءه فرصة للعب فى الدورى ولم ألعب"، مضيفا "قررت الرحيل عن تلك الأكاديمية بعد أن أصابنى الإحباط".
وأضاف بلال عصام ابن الـ13 عاما، أنه تقدم للالتحاق فى إحدى الأكاديميات مقابل 1500 جنيه شهريا، لكنه فوجئ بعدم الاهتمام به وبعمليات التدريب، قائلا "أعطونى طقم وشطنة وأخذوا منى 1500 جنيه، وعند إحساسى بعد التدريب الجيد رحلت".
فى الوقت نفسه، أكد الكابتن عوض عبدالرحمن رئيس جهاز الكرة بمركز شباب الجزيرة، أن ظاهرة الأكاديميات غير الرسمية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، أصبحت خطرا يهدد معظم أبناء الجيل الجديد، موضحا أن الغرض الأساسى من معظم تلك الأكاديميات هو الربح المادى فقط، وهو الأمر الذى يؤثر بالسلب على نفسية العديد من الأطفال ممن يقعون فريسة لمثل تلك الأكاديميات، التى تستمر لمدة قصيرة حتى تحقق مرادها المالى ثم تغلق أبوابها أمام مشتركيها.
وقال الكابتن عبدالعزيز ظاظا مدرب بمركز شباب الجزيرة، "دى عملية نصب لذيذة، وتسرع ولى الأمر فى رغبته برؤية ابنه لاعب كورة فى أسرع وقت، وهذا يجعله فريسة سهلة لتلك الأكاديميات".
وأضاف كابتن ظاظا "أكبر خدعة يتبعها البعض هو التركيز على شكليات الكرة، من رص الأقماع والكونزات والتركيز على الأحمال، لكن الطفل فى ذلك السن لا يحتاج إلى كل تلك الأشياء بقدر احتياجه إلى دعم فكرى يجعله يستوعب كيفية الحركة الصحيحة داخل الملعب، وتنمية مهاراته الكروية"، مطالبا الأهالى بالصبر على أبنائهم فى تلك المرحلة، لحمايتهم من عمليات التربح ، التى قد تؤثر على معنوياتهم الكروية فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة