اعتبر الكثيرون أن فوز حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى هو إعلان لفوز العنصرية والتيار اليمينى المتطرف، وظهرت قصص تعبر عن مخاوف المسلمين فى بريطانيا من تعرضهم للاضطهاد، ولكن خلال الفترة السابقة اكتشف الكثيرون أن البريكست ليس بهذا السوء، مقارنة بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى قام فى أول أيام فى منصبه بإصدار عدة قرارات مثيرة للجدل ومن أهمها مرسوم يمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، ولذلك فإن ترامب أخطر على المسلمين من بريكست.
بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ظهرت العديد من المنشورات التى تسخر من بريطانيا وأخرى تهدد أصحابها بالهجرة من بريطانيا، وأيضًا بعد فوز ترامب قام بالفعل العديد بترك البلدان والهجرة إلى دول أخرى وكانت أولهم صحفية ذهبت إلى إسبانيا لعدم قدرتها على العيش فى بلد يحكمها رئيس مثل ترامب، وهذا يظهر أن تداعيات فوز ترامب أصعب بكثير من البريكست، ولذلك فإن ربط ترامب بالبريكست وتشبيهما ببعضهما كارثة على البريكست نفسه ، فهناك أسوأ مما حدث فى بريطانيا.
وقالت صحيفة إكسبانثيون المكسيكية إنه على مدى الـ40 عامًا الماضية، ركزت السياسة الخارجية البريطانية على محورين أساسيين هما: عضوية الاتحاد الأوروبى والعلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتركها الاتحاد يعنى الاعتماد على الولايات المتحدة إلا أن فى هذا الوقت يأتى رئيس مثير للجدل ويثير حالة من عدم الاستقرار وهذا ما تستند إليه الخارجية البريطانية، ومعنى انصياع بريطانيا لترامب يعنى خسارة البريكست وليس العكس.
وتظهر اختلافات كبيرة بين بريطانيا وترامب خاصة فى مسائل جوهرية حول مستقبل الاتحاد الأوروبى وروسيا، فترامب يحتقر الاتحاد الأوروبى وأقرب الحديث إلى أنه سيتفكك، ولكن بريطانيا تعلم أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبى ستكون صعبة إلا أنها ترى أنه من المستحيل العمل بدون الاتحاد، فهى تريد العمل مع الاتحاد الأوروبى الصلب.
وأكدت الصحيفة أنه فى جميع الأحوال فإن التطورات العالمية الأخيرة على الساحة الدولية سواء الانتخابات الأمريكية أو خروج المملكة المتحدة من البريكست، تعتبر إشارة هائلة للتحولات السياسية التى تفرض تداعيات جديدة، يجب دراستها لمعرفة وضع الكثير من الدول.
انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، بجانب نتيجة الانتخابات الأمريكية التى أحدثت أكبر مفاجأة بانتصار دونالد ترامب، نتج عنهما تردى الأسواق وهبوطها وسقوط سوق العقود والبورصة العالمية، كما كان للحدثين علاقة وطيدة بقضايا الهجرة ومراقبة الحدود، والعدول عن الصفقات التجارية الموقعة أو التى كانت لا تزال فى طور التوقيع من قبل الرئيس باراك أوباما، إلى آخره من القضايا المهمة التى أثر فيهما الحدثان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة