وائل السمرى

محمد حماد أحسن مخرج

الأربعاء، 04 يناير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتبه، ما سأقوله هنا يؤكد أننى منحاز تمامًا إلى هذا الشاب، فلن أخفى عنك أنه «صديقى» وأننا فى يوم من الأيام كنا نحمل ذات الهموم وذات الأحلام وذات العناء، كنا نجلس سويًا على قهوة «منه فيه» فى وسط البلد، نتسابق لنيل أحد الكراسى «المخلعة» ونستمتع سويًا بتيار الهواء البارد فى عز الحر، نجرى لحضور إحدى الندوات السينمائية، ونشاهد الأفلام «المختلفة» فى محاولة منا لإثبات اختلافنا، «كنا على ظهر الطريق عصابة من أشقياء» كما يقول صلاح عبدالصبور، السيناريست باسم شرف، والشاعر والسيناريست صتامر عبدالحميد والكاتب وليد خيرى، والمخرج أحمد خالد والشاعر عادل سلامة، والكاتب محمد صلاح العزب والكاتب وائل سعد والإعلامى محمد عبدالعزيز والإعلامى محمد إسماعيل، والإعلامى وائل الجندى، والإعلامى وليد أبو السعود كنا صحبة، يجمعهم التمرد على الصيغ الإبداعية المعلبة، وتجمعهم أعمار متقاربة وهموم واحدة، لم نتفرق بالمعنى الدرامى للفرقة، لكن كل واحد فينا شق طريقه فى الحياة فحسب، وكأن «منه فيه» لم تكن سوى نقطة انطلاق.
 
الآن نتابع نجاحات بعضنا عن قرب أحيانًا وعن بعد أحيانًا، وفى قلب كل واحد منا بهجة بما يحققه الآخر، حتى جاءت فرحتنا الكبيرة بحصول «محمد حماد» على جائزة «أحسن مخرج» فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، لم أستطِع كتمان فرحتى به وهو يكرم فى وسط نخبة من نجوم العالم كأحسن مخرج فى واحد من أهم المهرجانات عربيًا وعالميًا، شاهدته وهو يتسلم الجائزة، وتذكرت يوم أن جمعنا أنفسنا ذات يوم لنشاهد أول أعماله «فيلم الجنيه الخامس» الذى اشترك فى إخراجه مع «أحمد خالد»، وتذكرت المعارك التى خضناها سويًا من أجل هذا الفيلم الذى اعتبره البعض خروجًا على التقاليد المصرية لمجرد أنه تناول قصة شاب وفتاة ضاقت بهما الدنيا حتى وجدا فى «الأوتوبيس المكيف» وسيلة للراحة الجسدية وليس وسيلة مواصلات.
 
أعرف «محمد حماد» جيدًا، وأعرف ما يحمله من ثقافة سينمائية رفيعة، وما يتمتع به من موهبة مطلقة، وما يميزه من صبر وتحدٍّ وجلد، أعرف أنه صبور على أحلامه، وأنه سيحققها ولو بعد حين، ويقينى بنجاح حماد لا ينفصل عن يقينى بأن هذا البلد مازال قادرًا على إدهاشنا بعقول وثابة لا تتوقف عن إنتاج النور والبهجة، ولا تهاب من وجود عائق أو مانع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة