لم تستطع الملكة إليزابيث الثانية حضور الاحتفالات السنوية التقليدية هذا العام، ولم تظهر لما يقرب من أسبوعين لمعاناتها من "زكام شديد"، الأمر الذى أثار مرة أخرى التساؤلات المتعلقة بمن سيخلف الملكة على العرش، فى حال وافتها المنية أو حال تنازلها عنه.
ويقول موقع "آى بى تايمز" البريطانى إنه حتى قبل أن تصاب الملكة بالزكام قبل عيد الميلاد، كان الحديث عن وريث العرش أمرا شائعا فى المملكة المتحدة منذ 1952، فرغم أن الأمير شارلز، ابن الملكة البالغ من العمر 68 عاما، من المفترض أنه سيرث العرش، إلا أن هناك تكهنات بأنه ربما يتسبب فى "أزمة دستورية" بتسمية ابنه الأمير وليام دوق كامبريدج مباشرة ملكا.
ومضى الموقع يقول إن البعض ربما يرى هذا الاحتمال بعيدا، إلا أنها لن تكون المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك، ففى عام 1936، تخلى الملك إدوارد الثامن عن العرش من أجل الحب، فحينها وقع فى حب الأمريكية واليس سيمبسون التى كانت على وشك الحصول على الطلاق من زوجها، وتقدم للزواج منها، مما أثار الكثير من التساؤلات بشأن مستقبل الإمبراطورية البريطانية آنذاك.
وألقى فى ذلك الوقت، الملك إدوارد خطابا تاريخيا للتنازل عن العرش، ليتولى الحكم شقيقه، دوك يورك، وقال "يجب أن تصدقونى عندما أقول إنى وجدت أنه من المستحيل تحمل عبء المسئولية الثقيل، وأداء واجباتى كملك دون مساعدة ودعم المرأة التى أحبها.. لقد اتخذت هذا القرار، وهو الأصعب فى حياتى، لإيمانى أنه يكون فى مصلحة الجميع فى نهاية المطاف".
واعتبرت الصحيفة أن تنازل الأمير تشارلز عن العرش لن يكون سهلا، مما ينذر بانتقال ربما يتسم بعدم اليقين، ليضع بذلك تقليد التوريث الملكى المتعارف عليه فى خطر.
ومثل الأمير إدوارد، أثار الأمير تشارلز جدلا مشابها فى حياته، وذلك عندما طلق الأميرة ديانا بعد ارتباطه عاطفيا بكاميلا باركر باولز، فى الوقت الذى يحظى فيه الأمير وليام وزوجته كايت ميدلتون، بشعبية كبيرة، أعلى من شعبية تشارلز، ولكن لا تزال الملكة إليزابيث الأكثر شعبية فى المملكة المتحدة.
وأضافت "آى بى تايمز" أن القصر الملكى سيقوم بسلسلة من التقاليد المتعارف عليها فى حال وفاة الملكة أو تنازلها عن العرش، ومن المقرر أن يرث الأمير تشارلز العرش، وفى هذه الحالة سيظل وليام يعمل مع والده الملك.
وكانت الصحف البريطانية أشارت إلى أن الأمير وليام لا يرغب أبداً فى أن يصبح ملكاً بدلاً من والده الأمير تشارلز، فى حين أن غالبية البريطانيين يريدونه أن يتولى عرش البلاد.
ونقلت صحيفة "صنداى تليجراف" عن صحفى مستقل مقرب من الحكم الملكى أنه "لا يوجد شك لدى الأمير وليام فى أن أمير ويلز (والده) سوف يخلف الملكة إليزابيث الثانية بعد وفاتها. وقال إن "الأمير وليام يدرك جيداً الافتراضات المطروحة. لكنه يعلم جيداً مكانته فى العائلة المالكة ويعتبر نفسه فى أسفل الهرم. وهو لا يرغب بتسلق أدراج الملكية قبل الآوان".
أضاف: "سوف يترك الاثنان الطبيعة تتولى الأمور. وفى قلب المؤسسة، لا يفكر أحد بتخطى جيل ما".
وكان كتاب "تشارلز.. قلب ملك" كشف عن أن الملكة إليزابيث تخشى أن يسبب الأسلوب المختلف للملكية، الذى يخطط له ولى العهد الأمير تشارلز صدمة فى بريطانيا.
ويقول الكتاب إن شغف الأمير بتأييد قضايا غير عادية في بعض الأحيان، أثار قلقا فى قصر باكنجهام.
وحسب الكتاب الذى يتناول السيرة الذاتية لولى العهد، فإن تشارلز يخطط عندما يحين دوره للجلوس على العرش لتطبيق نموذج جديد يؤسس لنظام ملكى أصغر حجما، وفتح مقار الإقامة الملكية للجمهور.
ويشير الكتاب إلى أن والد تشارلز - دوق إدنبره - من أشد المنتقدين للأمير، ويعتقد أن ولى العهد سيكون مذنبا بارتكاب "تصرف أنانى" فى تقديم "أفكاره العاطفية" على واجباته الملكية.
ونقلت كاثرين ماير مؤلفة الكتاب الذى نشر على حلقات فى صحيفة "تايمز"، عن تشارلز نفسه قوله: "إننى فقط أتصدى لأصعب التحديات. أرغب فى إثارة التطلعات وبعث الأمل من اليأس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة