قال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، إن السخرية التى بدت واضحة فى روايته "قطط العام الفائت"، إنما هى ممن وأدوا ثورة يناير 2011 وتاجروا بها، وليست السخرية من الثورة نفسها كما ظن البعض.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها الدار المصرية اللبنانية للنشر مساء أمس الأربعاء، لإطلاق ومناقشة رواية "قطط العام الفائت" للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، والصادرة مؤخراً عن الدار نفسها، والتى نفدت طبعتها الأولى.
وناقش رواية "قطط العام الفائت" كل من الناقد الدكتور يسرى عبد الله، والدكتور محمد الشحات، وأدار الجلسة الكاتب سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة، التابعة لوزارة الثقافة، كما حضر الحفل كل من القاص الكبير سعيد الكفراوى، والكاتب الفلسطينى الكبير يحيى يخلف، وزير الثقافة الأسبق، والشاعر أحمد الشهاوى، ومحمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، والكاتب والدكتور عاطف عبيد، مؤسس مشروع ودار بتانة، مدير الشبكة العربية للمعلومات وحقوق الإنسان جمال عيد، والكاتب محمد رفيع، والكاتبة ضحى عاصى.
سيد محمود و يحيى يخلف ومحمد الشحات وإبراهيم عبد المجيد و يسرى عبد الله
وفى بداية الندوة قال الناقد الدكتور يسرى عبد الله، إن الكاتب إبراهيم عبد المجيد، قام بمزج الواقع بالفانتازى، حيث تضع الرواية قدمًا فى الفانتازيا منذ البداية، تبدو فيها "لاوند" فضاءً فانتازياً، يتساعد على فضاء واقعى، وتبدو الإحالات إليه رمزية بامتياز، وخاصة إلى بلدة أخرى مجاورة لـ"لاوند" أسماها إبراهيم عبد المجيد "مصرايم"، التى قامت فيها ثورة فى عام 2011، وخلع فيها الحاكم، هذا التعبير الذى صاحب مبارك.
ورأى يسرى عبد الله أن إبراهيم عبد المجيد قدم رمزية ليست كالرمزية المعروفة فى السرد العربى، ولكنه قدم بناءً رمزيًا متوازيًا، حيث قدم توازى ما بين الواقع والفاتنازى، كما عمل على أسطرة الواقع، من خلال العديد من الدلالات، مثل تجمد الثوار فى الميدان، وأسماء الشخصيات المرتبطة بالسلطة.
وقال عبد الله، يضفر إبراهيم عبد المجيد فى هذه الرواية مقاطعه السردية بآليات الفنون البصرية المختلفة، وهذه واحدة من أهم التقنيات داخل هذه الرواية، فنحن باختصار أمام نص منفتح على فنون بصرية وتحديدًا على فن السينما، وهناك استفادة كبيرة من آليات فن كتابة السيناريو إلى الحد الذى يجعلك حينما تقرأ مقطعًا سردياً ما تراه كصورة سينمائية أمام القارئ.
إبراهيم عبد المجيد يوقع روايته الجديدة "قطط العام الفائت"
أما عن مستويات الأداء اللغوى، فقال يسرى عبد الله: تتعدد هذه المستويات على مدار السرد، فالمستويات تتغير من الكلاسيكية إلى المحايدة التى تقترب من التوصيف أو السرد الإخبارى، ثم الانتقال إلى مستوى لغوى آخر يقترب مما نسميه بفصحى المثقفين، إلى مستوى رابع فى تلك العامية المتناثرة فى الحوارات، أو فى السرد بشكل عام، والحوارات السردية هنا ليست مجانية، وتمثل جزءاً منه، بل وتتممه، كما تبدو الحوارات بين رجال السلطة، وما تشير إليه من قمع واستعلاء، وغير ذلك، وعلى العكس نجد ما تعبر عنه الحوارات بين شباب الثورة، المحملة بالحماس والذات الجماعية الساعية إلى الخلاص..
وأشار يسرى عبد الله إلى أن إبراهيم عبد المجيد دائماً ما كان يمعن فى إيهام القارئ بالمباعدة الفنية بين النص والواقع، وهى نقطة بالغة الدلالة، فقد قدم بهذه الرواية نصاً مراوغًا.
جانب من توقيع إبراهيم عبد المجيد لروايته الجديدة "قطط العام الفائت"
ومن جانبه قال الدكتور محمد الشحات: هذه الرواية لمن يقرأها تدفعه دفعاً ربما إلى قراءة ثانية أو ثالثة، فهى رواية مبنية على وقائع، سياسية وثقافية وغير ذلك، فهى رواية فانتازية ساخرة ذات جذور واقعية، و"العام الفائت" هو كما تحيل الرواية هو 2010، فالرواية تبدأ من إعادة تمثيل الثورة، كما أن القطط حاضرة هنا بإرثها الشعبى وباعتباره موازياً للشبح أو الكائن القادر على التجدد بـ"سبع أوراح"، فهى رواية تحاول أن تعطى للثورة قبلة حياة متجددة.
كما أشار محمد الشحات إلى أن حضور القطط هنا يستدعى الفئران تلك العلاقة القائمة على الكوميديا، فالرواية كلها تبدو تمثيلات للعلاقات السياسية والاجتماعية فى الواقع المصرى، مشيرًا إلى أن هذه السخرية التى تبدو واضحة فى السرد، إلا أنها سخرية محملة بالمرارة.
إبراهيم عبد المجيد يوقع "قطط العام الفائت" لأحد حضور الحفل
وأشار الشحات، إلى أن الرواية لا توجد بها مشاهد استرجاعية كثيرة، فهى دائما ذات مشاهد تقدمية، وكأنها بالموسيقى كلحن "الكريشندو"، وهى تتكون من 29 مشهدًا، بدون عنوان.
ومن جانبه قال سيد محمود إن من يقرأ أعمال إبراهيم عبد المجيد سوف يدرك أن هذه الفانتازيا ليست بجديدة على أعماله، وقد ذكرنى الحديث عنه بمسرحية له لا يذكرها الكثيرين وهى بعنوان "24 ساعة.
إبراهيم عبد المجيد مع الكاتب يحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطينى الأسبق
وقال القاص الكبير سعيد الكفراوى: أى كتابة تغير وتحدث تأثيراً تحتاج إلى جسارة، والكاتب الذى يمتلك جسارته قادر بالفعل على فعل الإبداع، إبراهيم عبد المجيد فى روايته الجديدة كان يمتلك جسارته ليجمع ما جرى من 2011 وحتى اليوم ليخلق منه عملاً يقوم على المغامرة واختراق الواقع ونستطيع أن نقوم أنه كتب رواية عن 2011.
وأضاف "الكفراوى"، مسألة الفانتازيا التى شغلت النقاد فى رأيى ليست أساسية، فإبراهيم عبر التخييل، وليس الأسطرة ولا الفانتازيا، ففى الواقع حينما نقرأ النص نعرف كافة تفاصيله، ومن هذا النص خلق نص آخر، اسمه "قطط العام الفائت"، ولكنه ليس ما جرى فى الواقع عبر التخييل، إلا أنه يحمل الكثير من الرؤى المفارقة.
الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد يوقع روايته "قطط العام الفائت"
وأضاف "الكفراوى"، إبراهيم عبد المجيد فى رأيى خلق جدلية أساسية، جدلية هؤلاء الذى صنعوا ذلك الخراب بأحوالهم الأسطورية وتكوينهم السحرى وماضيهم ذلك الذى يستدعى الخراب، كما خلق فكرة النفى فى الزمن، والاستبعاد، والنفى فى الزمن جديدة تمامًا كاسلتها لعلاقة الزمن بالسرد الروائى وخلق حالة تعوض القارئ عن حلمه.
ومن جانبه قال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وجه الشكر لكل الحضور، قبل كتابة هذه الرواية كنت ممن أقول بأن الشعر أو بعض الفنون هى الأجدر للتعبير عن الثورة فى وقتها، وشغلتنى فكرة الرواية ثم انشغلت عنها، حتى سافرت إلى مدينة لاروشيل فى فرنسا، وتركت للخيال حريته، فهناك مشاهد فى الرواية لم أكن أقصدها، حتى أننى فى أحد فصول الرواية بعدما انتهيت منها كنت مندهشًا من وجوده ضمن فصول الرواية، وكنت على وشك حذفه وظننت أن البعض سوف يهاجمنى عليه، إلا أننى اندهشت أكثر أنه أعجب الكثيرين.
وأكد إبراهيم عبد المجيد على أن السخرية فى هذه الرواية، تتمثل فيمن وأدوا الثورة، وممن تاجروا بها، وهو الأمر الذى أشعرنى بأننى قدمت ما كنت أريده.
ومن جانبه أشاد الكاتب الفلسطينى يحيى يخلف بالمسيرة الإبداعية للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، مشيرة إلى مسيرة حياتهما التى جمعتهما فى القاهرة، وكيف تعددت اللقاءات بينهم.
إبراهيم عبد المجيد يوقع روايته الجديدة "قطط العام الفائت"
محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية خلال توقيع رواية "قطط العام الفائت".
سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة خلال حفل توقيع ومناقشة رواية "قطط العام الفائت".
إبراهيم عبد المجيد يوقع روايته "قطط العام الفائت" فى مقر الدار المصرية اللبنانية للنشر
الدكتور محمد الشحات خلال كلمته عن رواية "قطط العام الفائت".
جانب من حضور حفل توقيع ومناقشة رواية "قطط العام الفائت".
الفلسطينى يحيى يخلف والشاعر أحمد الشهاوى وجانب من الحضور
القاص الكبير سعيد الكفراوى خلال كلمته عن الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد
جمال عيد
يحىى يخلف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة