رسالة الثوار لشعوبهم الآن: «نشكركم على حسن تعاونكم فى تسهيل مهمة تدمير بلادكم»
ونحن على أعتاب حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، من حقنا أن نوجه سؤالا منطقيا: ما هى النتائج العظيمة التى جلبتها الثورة على مصر، وطنا وشعبا؟
بعيدا عن شيفونية اتحاد ملاك الثورة، ودراويشها، ومنشديها الذين يصدحون ليل نهار بتراتيل معجزات 25 يناير، تعالوا نؤكد على حقيقة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، أن لكل عمل نتائج إيجابية كانت أو سلبية، ونطرح السؤال الوجوبى: ما هى النتائج الإيجابية لثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن؟
الإجابة: أعزائى القرّاء لا تحتاج إلى جهد خارق فى البحث، والتنقيب، ولا تحتاج إلى قريحة العباقرة فى استخلاص النتائج، فكل ما أفرزته ثورات الربيع العربى (على عينك يا تاجر)، خراب ودمار شامل، وقتل وذبح وتشريد وفوضى، ودول اقتربت من إزالة اسمها من الخرائط الجغرافية، ورغم ذلك كله، تجد كهنة الثورة ودراويشها من الذين حولوها إلى دجاجة تبيض لهم ذهبا، يؤكدون أن الثورة معجزة سماوية توازى معجزات نزول الوحى ومن قبله الرسالات السماوية.
طبعا لهم الحق فى أن يروها كذلك، فالثورة بالنسبة لهم نقلتهم من القاع إلى صدارة المشهد العام، وجعلوا منها دجاجة تبيض ذهبا، وأحيانا بقرة حلوبا تدر لهم الشهرة والسلطة والمال والسفر للخارج.
هؤلاء لا يرون فى الثورات أنها دمرت سوريا وليبيا واليمن، ورفعت سقف المعاناة والألم والعذاب للمصريين، بعدما تسببت فى انهيار الاقتصاد، وزرعت البلاد بالإرهابيين، ومكنتهم من الوصول للحكم، وما يعانى منه المصريون حاليا، مضاعفات خطيرة ناجمة عن كارثة الثورة الينايرية، وإذا لم يعجبك هذا المنطق، فعليك بلغة الأرقام وحصر الحصاد المر لنتائج الثورة، سواء فى الداخل أو التهديدات الخارجية.
إذن طرح السؤال الملح عن نتائج ثورات الربيع العربى، يحتاج عند الإجابة عليه إلى الكثير من التدبر والتروى، والتفكير بالمنطق والعقل بعيدًا عن لغة التكفير، وإلصاق الأباطيل بكل من يعارض ثورة يناير، أو يتدبر ويجتهد فى استخلاص النتائج والعبر من هذه الثورة، وبعيدًا أيضًا عن المصطلحات الكبيرة والفضفاضة عن النقاء والطهارة، وأن نيات الذين يتحدثون عن الثورة، نقية نقاء الثوب الأبيض من الدنس، لأننا بشر ولا نحكم إلا على التصرفات، أما النوايا وما تخفيه الصدور فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فقط. ومن بين النتائج التى تكشفت أيضا هى أن معظم الثوار فى مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس، تعلموا معانى الحرية والديمقراطية فى صربيا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم بعد سقوط بلادهم فى مستنقع الفوضى، اختفوا تمامًا عن المشهد، غادروا أوطانهم وتركوها ينتهك عرضها، وتتوحش فيها الفوضى العارمة، وقرروا العيش والإقامة فى دول أكثر استقرارا وأمنا ورخاء.
طليعة ثوار 25 يناير فى مصر، الذين أول من نثروا بذور الثورة، الدكتور محمد البرادعى، ووائل غنيم، وعبدالرحمن عز، وغيرهم، جميعهم تركوا مصر وهاجروا لبلاد الأمن والأمان، حتى بلال فضل «كاتب الثورة»، ذهب إلى أمريكا للإقامة هناك، تحت زعم أنهم مضطهدون فى بلدهم، كذبا وبهتانا.
وفى اليمن، التى مزقتها مدمنة القات «توكل كرمان» مقابل جائزة نوبل، تركتها وغادرتها، لتحرقها نار الفتنة الطائفية، وقررت أن تنعم بالإقامة فى تركيا، بلد الشيطان الأعظم «أردوغان».
أما ثوار ليبيا وسوريا وتونس، فقد سلموا مفاتيح بلادهم لداعش والقاعدة وجبهة النصرة، وجميع إرهابيى وأجهزة استخبارات معظم دول العالم، فى رسالة قوية لشعوبهم نصها: «نشكركم على حسن تعاونكم فى تسهيل مهمة تدمير بلادكم!».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة