انتشر استخدام الشتائم عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة بشكل واضح للعيان المجردة، وخلال الفترة الأخيرة بدأت هذه الظاهرة تأخذ منحنى جديد بانضمام الفتيات لها، واستخدامهم للشتائم والألفاظ الخارجة بصورة كبيرة على صفحاتهم الشخصية على "فيس بوك"، وهو ما أثار موجة واسعة من غضب المجتمع تجاههم، ووصفها البعض بأنها تماشيا مع الموضة، فيما قال آخرون إنها محاولة للفت الأنظار.. ولكن هم كان لهم رأى مختلف فيما يقوموا به.
مى: طريقة للتعبير عن رفض قيود المجتمع ومواجهة ما نتعرض له من الشباب
تحكى مى أحمد، الفتاة المصرية الثلاثينية، عن اختيارها التعبير عن آرائها على فيس بوك باستخدام ألفاظ يراها المجتمع خارجة، وتقول إنها استخدمت تلك الطريقة فى التعبير لتعلن عن رفضها لقيود المجتمع على الفتاة، في جانب، ولضغوط التحرش التي تتعرض لها الفتيات في جانب آخر وتقول "استخدمتها كحائط صد دفاعى ضد المتطفلين والمتحرشين على فيس بوك، كان ينتابنى الحرج والكسوف لكتابتها لكن اضطررت لذلك، لكنى لا أعتبرها "قلة أدب" أو حرية، إنما هى كسر لصورة البنت الكيوت التى لا تستطيع الدفاع عن نفسها".
مى واعترافاتها
وعن رأى أسرتها، قالت "مى" كان هناك معارضة شديدة والدتى وشقيقى قالا لى "بقيتى بيئة وبتاعت شوارع.. الكلام ده عيب"، أختى حاولت إثنائى كثيرا لكنها لم تصل معى لنتيجة فقررت التوقف عن النصح، أما أصدقائى فانقسموا ما بين معارضتى وتأييدى كنوع للدفاع عن النفس، ولكنى فى النهاية شعرت أنى أقلل من نفسى وقررت تغيير طريقتى فى التعبير بالكامل.
مى أحمد
أمنية: واجهت بها متحرشين اعتقدوا أنى فتاة ضعيفة
أمنية: الشباب افتكروا أنى فتاة ضعيفة
وعن موقف أسرتها وصديقاتها، قالت أمنية: "أسرتى كانت معارضة وكانوا بيقولولى عيب عشان خاطر الناس، البنت متشتمش، عاوزه تشتمى اشتمى وخدى حريتك بينك وبين نفسك مش قدام الناس"، أما أصدقائها المقربين فقالت أمنية أنهم استغربوا وعارضونى فى البداية لكنهم كانوا يعرفونى جيدا، لكن المفاجأة أنى لقيت تشجيع من بنات كتير وأن نفسهم يكلموا زيى ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهن"، مؤكدة أنها من الممكن أن التوقف عن الشتائم بناء على قرارها فقط وليس بنصيحة من أحد.
وترى أمنية أن استخدام هذه الشتائم لا علاقة بالحرية، قائلة: "الحرية انى اتكلم زى ما أنا عاوزه بطبعيتى فى أى مكان قدام أى حد حتى لو هشتم، لكن الحرية مش مختصة على الشتيمة".
وعن علاقة الشتائم بالأنوثة، قالت أمنية: "ملهاش علاقة بالأنوثة أو غيرها، لأنها لو بتقلل يبقى بتقلل كمان من قدر الراجل، بس أنا شايفه إنها مش مأثرة عليا فى حاجة ولا مقللة من أنوثتى ولا رومنسيتى".
أمنية عبد الحميد
وتقول الدكتورة هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع، لليوم السابع، أن استخدام هذه الألفاظ لا يليق بالذوق العام، مؤكدة أنه لا يجب الربط بين أخلاق الفتاة وبين استخدامها لهذه الألفاظ، قائلة: "مش مجرد كلمة البنت تدل على أخلاقها وأدبها ولا يجب وصفها إذا كانت وحشة أو كويسة، إنما هي مجموعة من الأخلاقيات تشكل شكل للبنت أو الولد".
وأضافت الدكتورة أنها لا تدافع عن هؤلاء الفتيات مطلقا "الغلط غلط والصح صح" لا بد من التصدي لهذه الظاهرة وردع من يستخدما سواء كانت بنت أو ولد وتجريم استخدامها من أجل الارتقاء بالذوق العام.
ووجهت الدكتورة رسالة للفتيات بأنه يجب التعبير عن الغضب بعدة طرق مختلفة، مضيفة إن الفتيات اللاتى اعتدن على هذه الطريقة فى التعبير، يجب أن يدربن أنفسهن للتعبير بطرق أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة