أكد وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل أن مصر كان لها دور فى حل الأزمة السياسية فى لبنان، مؤكدا أن القاهرة ساعدت لبنان فى منع التدخل فى شؤونه الداخلية وتشجيع الأطراف على التوصل لحل. وقال باسيل فى حوار لـ«اليوم السابع» إن حزب الله يحارب الإرهاب فى سوريا واتخذ خطوة استبقاية، موضحا أن الفصيل المقاوم يمثل شريحة من الشعب اللبنانى فهو ليس مجموعة من الناس تحمل السلاح فهو مكون من مكونات الشعب اللبنانى، رافضا تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابى.. وفيما يلى نص الحوار..
ما أهمية زيارة الوزير سامح شكرى إلى لبنان؟ وهل دفعت مصر الأطراف السياسية نحو انتخاب رئيس وتشكيل حكومة؟
مصر كان لها دور فى مساعدتنا على منع التدخل فى الشؤون الداخلية للبنان، فقد كان لمصر موقف جيد من ناحية أنها طالبت بترك اللبنانيين يتفقوا، وهو يعطى حماية ويشجع على أن هذا هو الحل، لأنهم لا يمكن أن يتفقوا طالما فرض عليهم حل من الخارج.
ما التحديات التى على كاهل حكومة سعد الحريرى بالرغم من انتقاد بعض القوى السياسية لها بأنه ليست الأنسب؟
نحن نقول إن الحكومة المكلفة ليست الأنسب، لكنها لابد أن تنجح الحكومة وتقوم بالحد الأدنى، وكلنا معنيون بإجراء الانتخابات فهو حمل جماعى ولن نتركه خلال الممارسة، وقد قلنا لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى بأنك ستكلف وتؤلف ولا تخف مما قيل وأنت ستنجح.
خلال زيارتك الأخيرة لمصر لحضور الاجتماع العربى الأوروبى فى الجامعة العربية.. هل العرب قادرون على خلق شراكة حقيقة مع الأوروبيين فى ظل التحديات الراهنة؟
كل ما نعانيه هو محاولة لفرض الحلول علينا من أعلى إلى أسفل وهذا لا يحلو لنا، فنحن مسؤولون عما يجرى بسبب حالة العجز العربى ورفضنا اعتماد الحلول المنطقية والديمقراطية التى تنبع من الشعوب، وعلينا مسؤولية أن نكون مستقلين فى قراراتنا، فحال منطقتنا بالسياسات التى نريدها ليس بتنفيذ سياسات الآخرين بكل أشكال الاقتتال وبكل المسوغات سنى شيعى مسل مسيحى، برأيى أن هذه المسؤولية التى علينا هى تضعف الشعور بالانتماء العربى وتأخذنا إلى انتماءات أخرى، ويجب العودة إلى النبع من أجل إيجاد قوة جامعة ننتصر فيها ونحقق الرخاء والازدهار للناس.
ما مضمون الرسالة التى حملتها من الرئيس ميشال عون للرئيس السيسى مؤخرا؟
حملت رسالة تعزية من الرئيس ميشال عون للرئيس السيسى، لأن ما أصاب الكنيسة البطرسية هو عميق بدلالاته وبارتداداته على التنوع فى المنطقة، والتخوف من هجرة الأقليات مثلما حدث فى فلسطين والأردن والعراق وغيرها، ونحن نسعى لعلاقات مع مصر تتخطى الثنائية وتتجه إلى التشابه ومد الجسور وتعميمها، بحيث يكون هناك تنوع جماعى فى المنطقة يصيب الجميع، فلبنان ومصر نموذجان يجب الاقتداء بهما لتعميمه فى المنطقة لأن الدولة عميقة بتبنيها بفكرة الآخر والعيش معه.
تحدثتم عن تحييد الحكومة اللبنانية فى الصراعات الموجودة فى المنطقة.. هل هذا يعنى أن لبنان سينفصل عن واقع ما يجرى فى سوريا؟
لبنان لا يمكنه الانفصال عن سوريا، لأن تفاعل أزمات سوريا على حدودنا وتكوينات لبنان، فبلدنا يمكن أن يبعد ويبتعد وأن يدخل فى مشاكل وهذا فارق كبير، فالابتعاد ليس معناه تحييد لبنان تجاه الإرهاب وليس معناه التحييد تجاه إسرائيل، فالمشاكل التى لا دخل لنا فيها لا نتدخل فيها فهناك أمور داخلية تعود إلى السوريين.
حزب الله جزء أصيل من سوريا.. هل أنتم قادرون على إخراجه من سوريا. وهناك انتقاد من البعض لتحول الحزب من فصيل مقاوم لجزء من الصراع المسلح فى سوريا؟
نحن نعمل ونعلن ونريد أن يبتعد لبنان، لكن يبدو أن حزب الله له موقف آخر من الأزمة السورية، فالحزب يحارب الإرهاب فى سوريا ونحن مع محاربته للإرهاب من داخل لبنان أو على حدود لبنان، فحزب الله اتخذ خطوة استبقاية، ولكن بالنتيجة يجب أن نعود جميعا إلى لبنان لنحارب كلنا من دون خلاف على أمور تضر بلبنان، مثل إسرائيل والإرهاب ولا نعطى الآخرين ذرائع يستعملونها ضدنا.
عقب الانتصارات الأخيرة للجيش السورى فى حلب.. كيف تنظرون للرئيس بشار الأسد؟
نحن لا نتدخل فى الشأن الداخلى لسوريا ولدينا تجارب بعض نجح، لكننا لا نقرر وإنما هو قرار الشعب السورى، يمكننا أن نقدم لهم النصائح فى حال تشاوروا معنا ولا نتدخل مع سورى ضد سورى، ولدينا موقف مبدئى مع الإرهاب ولا يمكن أن نكون مع إرهابيين، ويجب أن تكون الغلبة للشعب السورى وقراره وخياره.
بعض الدول سعت لتصنيف حزب الله كفصيل إرهابى.. ماذا يمثل حزب الله للبنانيين؟
حزب الله يمثل شريحة من الشعب اللبنانى فهو ليس مجموعة من الناس تحمل السلاح، وحزب الله مكون من مكونات الشعب اللبنانى ونرفض شمل الشعب بصفة كهذه، من الحرام أن نرى من يقتل ويقطع الرأس، ويذبح الناس يتم تشبيهه بحزب الله ليس صحيحا، فهو يحارب إسرائيل والإرهاب.
بعد زيارة الوزير ثامر السبهان للبنان وإعلان الرئيس عون أن أول زيارة له ستكون للسعودية.. هل تتوقعون أن تعود الهبة السعودية مرة أخرى للجيش اللبنانى؟
نأمل من السعودية أن يصبح لها موقف إيجابى من كل الملفات فى لبنان ومنها ملف الهبة السعودية للجيش اللبنانى، فالرئيس ميشال عون لا يحسن العلاقة مع المملكة لعودة الهبة، بل لأنه ليس من الطبيعى أن تصبح العلاقة ليست ممتازة بين المملكة العربية السعودية ولبنان.
نحن نسعى إلى أن نكون أحد اوجه الاستفادة من تحسين العلاقة هو حل مشكلة الهبة السعودية، ولكن هذا أمر لا نعرف لليوم ما تشعباته، ولكن نحن معنيون بالعمل عليه على المدى القريب.
ربط البعض بين قرب الرئيس ميشال عون من حزب الله وإيران بأنه ابتعد عن العرب.. تعليقك؟
أعتقد أن خطاب الرئيس ميشال عون كان واضحا فى خطابه، فالدول العربية التى قامت بالتهنئة بانتخاب الرئيس اللبنانى والزيارة التى سيقوم بها للسعودية فقد تعمد أن يبدأ بالدول العربية، ليؤكد أن اللبنانيين عرب، فنحن عرب، والموضوع الأساسى هو وحدتنا الداخلية ولا تتناقض مع انتمائنا العربى أبدا، فلبنان قدم إضافة فى قلب العروبة وهو قادر أن يكون له وجه منفتح ومتطلع للغرب ليغنى العروبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة