"سبحان مغير الأحوال" كلمة يرددها عم موسى يومياً، عندما يخرج من بيته فى الصباح ويمر أمام محطة القطار بقرية الشلال جنوب مدينة أسوان، والتى تبدل بها الحال من أقدم محطات السكة الحديد فى مصر، إلى مكان مهجور وأثر قديم تسكنه الأشباح.
موسى أحمد، أحد أهالى قرية الشلال يروى لـ"اليوم السابع" روايات وقصص واحدة من أقدم محطات السكة الحديد فى مصر، التى مر عليها أكثر من 85 عاماً، وكيف كانت مقصداً للمسافرين القادمين من السودان وإفريقيا جنوباً، قبل بناء السد العالى، ثم وصل بها الحال إلى ما هى عليه الآن، دون أن تذكرها هيئة السكك الحديدية بوزارة النقل بأى إجراء يحمى تراث مبانى المحطة.
قال عم موسى، "أنشأت محطة الشلال فى عام 1932 ، وكانت تعد جسراً تجارياً هاماً قبل بناء السد العالى، يربط بين جنوب مصر والقارة السمراء إفريقيا، وذلك من خلال كونها أول محطة قطار فى جنوب مصر بمحافظة أسوان، يستقلها المسافرون القادمون من السودان عبر ميناء الشلال النهرى القريب من المحطة، وترسو عليه البواخر النيلية من وإلى السودان".
وتابع "موسى" الحديث قائلاً "وكانت قرية الشلال من أهم القرى الجنوبية، التى تحظى بالتجارة القادمة من السودان وإفريقيا لوجود عدد كبير من المسافرين فيها أثناء انتظار السفر سواء إلى السودان عبر الميناء النهرى أو القاهرة عبر محطة القطار، ويجلبون معهم العطور والكركديه والحنة، وغيرها مما تشتهر به تجارة السودان وإفريقيا"، مضيفاً أن المحطة تقع على مساحة 400 متر مربع تقريباً وتحتوى على رصيفين عملاقين يحتوى على مبانى خدمية للمسافرين بالمحطة بجانب وجود مكتب للبريد وهو ما زال يعمل حتى اليوم، ويضم المكان أيضاً موقعاً للحجر الصحى لتوقيع الكشف على المسافرين القادمين من الجنوب وكان يطلق عليه اسم "مبخرة".
محمد عبد الفراج، أحد أهالى قرية الشلال، أضاف أن محطة قطار الشلال كانت بمثابة بوابة مصر الجنوبية، وخلال أربعينيات القرن الماضى أثناء بناء السد العالى، تم تحويل مجرى النيل خلال عام 1964 ، ومن وقتها توقفت محطة قطار الشلال وتم تحويل خطوط السكة الحديد من مدينة أسوان إلى الناحية الغربية لخدمة السد العالى وغرق منطقة الشلال بمياه النيل نظراً لأنها تقع ما بين السد العالى وخزان أسوان، مشيراً إلى أن محطة قطار الشلال أصبحت منذ ذلك التاريخ أثراً مهجوراً يأوى الكلاب الضالة ويسكنها الأشباح.
وطالب محمد عبد الفراج، من المسئولين فى السكة الحديد ووزارة النقل بالاهتمام بالأثر التاريخى للسكة الحديد وخاصة أن المحطة لا تزال تحافظ على هيئة مبانيها القديمة ولوحتها دون تهدم أو ضرر رغم عوامل الطقس والأمطار، التى هطلت على المكان طوال هذه السنوات، لافتاً إلى أن المحطة مبنية بالصخر الأسوانى الأصيل، وبالتالى يمكن صيانتها بسهولة والاستفادة منها لصالح هيئة السكك الحديدية، موضحاً أن أهالى القرية يتمنون وضع ماكيت أرشيفى ومعرضاً يحكى تاريخ المحطة والمكان.
وأجمع عدد من العاملين فى الإدارة الهندسية للسكة الحديد بأسوان، على أن محطة قطار الشلال من أقدم محطات السكة الحديد فى مصر، وكانت تربط بين قرية الشلال آخر محطة جنوب مصر وحتى القاهرة عاصمة الجمهورية، ونظراً لبناء السد العالى وتغيير خط السكة الحديد توقف العمل فيها.
وأشار مسئول فى الإدارة الهندسية للسكة الحديد، إلى أنه تم تقديم مقترح للهيئة بإنشاء ورشة قطارات متكاملة تضم صيانة الجرارات وغسيل عربات القطار واحتواء القطارات المتزايدة فى كثير من الأحيان وغير ذلك، موضحا أن ورشة أسوان بمنطقة "الجزيرة" تعانى من ضيق مساحة المكان، وهو ما يتسبب فى تأخير خروج العربات وتجهيزها للسفر مرة أخرى إلى القاهرة، موضحاً بأن هذا المقترح لم يلق قبولاً بسبب ارتفاع تكلفة إنشاء الورشة.
أعمدة قريبة من المحطة
المبانى الخدمية بالمحطة قديماً
رصيف المحطة
قضبان السكة الحديد بالمحطة
كوبرى مشاة بالمحطة
لافتة المحطة القديمة
لافتة قديمة لمحطة القطار
مبانى المحطة المهجورة
مبانى المحطة لا تزال تحافظ على طبيعتها
مبانى المحطة
محطة قطار الشلال
مكتب بريد محطة الشلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة