بعدما قاد ليستر سيتى إلى تفجير واحدة من أكبر المفاجآت فى تاريخ كرة القدم، يحلم رياض محرز إلى قيادة المنتخب الجزائرى إلى استعادة اللقب الإفريقى بعد غياب طويل استمر لأكثر من ربع قرن.
وتوج محرز أمس الأول الخميس بجائزة أفضل لاعب إفريقى لعام 2016 فى استفتاء الاتحاد الإفريقى للعبة (كاف) بعد إنجازه الفريد مع ليستر سيتى بإحراز لقب الدورى الانجليزى لكرة القدم علما بأنها ليست الجائزة الوحيدة التى ينالها محرز فى الآونة الأخيرة.
وقبل أيام قليلة، توج اللاعب الجزائرى الموهوب بجائزة أفضل لاعب إفريقى فى استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية "بى.بى.سي" كما فاز بجائزة "الأسد الذهبي" لأفضل لاعب إفريقى فى استفتاء صحيفة "المنتخب" المغربية لعام 2016 بخلاف اختياره مع زميله الإنجليزى جيمى فاردى كأفضل ثنائى هجومى فى الدورى الإنجليزى الموسم الماضى حيث صنع كل منهما أربعة أهداف للآخر بخلاف تفاهمها الواضح فى الموسم الماضى والذى ساهم فى فوز ليستر المفاجئ بلقب الدورى الإنجليزى.
واعترف محرز أن التتويج بكأس أمم إفريقيا سيكون أمرا رائعا بعد الألقاب التى حصل عليها معترفا بصعوبة هذه البطولة التى تستوجب التركيز الدقيق فى كل التفاصيل.
ويدرك محرز حجم المسئولية الملقاة على عاتقه بصفته أبرز نجوم المنتخب الجزائرى (الخضر) خاصة وأن الجميع ينتظر منه ترجمة حقيقية مع المنتخب لما ناله من جوائز ومن دفعة معنوية هائلة فى الآونة الأخيرة.
وما زال محرز فى الخامسة والعشرين من عمره لكنه يمتلك الإمكانيات التى وضعته على طريق النجوم العمالقة حيث يتميز اللاعب بالسرعة والمهارات الفردية والخططية إضافة إلى إجادته تسجيل الأهداف من مختلف الزوايا ومن أصعب المواقف وكذلك صناعة الأهداف لزملائه من خلال التمريرات الدقيقة المتقنة التى تثير فزع المنافسين.
وبدأ محرز مسيرته الكروية من خلال فرق الناشئين فى نادى مدينة سارسيل التى ولد بها فى فرنسا ثم التحق عام 2009 وهو لا يزال ناشئا بفريق كويمبر للهواة فى فرنسا.
وبعد موسم واحد فقط، انتقل محرز للفريق الثانى بنادى لوهافر الفرنسى وقدم مسيرة جيدة مع الفريق على مدار ثلاثة مواسم قبل تصعيده للفريق الأول بالنادى ليظل معه حتى عام 2014.
وفيما كان ستيف والش كشاف نادى ليستر سيتى يراقب اللاعب رايان مينديز زميل محرز فى صفوف لوهافر، نالت إمكانيات النجم الجزائرى إعجاب والش الذى أقنع اللاعب بالانضمام لليستر علما بأن محرز لم يكن يعرف شيئا يذكر عن النادى الإنجليزى وكان يعتقد بأنه أحد أندية الرجبى.
وفى الوقت الذى اعتقد فيه المحيطون بمحرز أن الدورى الإنجليزى لا يناسب طريقة لعبه حيث كانوا يرشحونه للانتقال إلى الدورى الإسبانى، فاجأ محرز الجميع بالتألق مع ليستر الذى انتقل إليه فى كانون ثان/يناير 2014 بعقد يمتد لثلاثة أعوام ونصف العام.
ورغم العروض التى تلقاها محرز من أندية كبيرة للانتقال إلى أحدها بعد المستوى الرائع الذى ظهر عليه مع ليستر فى الموسم الماضي، اختار اللاعب البقاء مع ليستر ووقع فى أغسطس الماضى عقدا جديدا يمتد لأربعة أعوام.
وتزامن انتقال محرز فى مطلع 2014 إلى ليستر مع بداية مسيرته الدولية مع المنتخب الجزائرى ولكنه لم يترك بصمته مبكرا مع الفريق مما دفع البعض إلى انتقاد البوسنى وحيد خليلودزيتش المدير الفنى للمنتخب الجزائرى على ضمه لقائمة الفريق فى كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ولكن محرز فرض نفسه بقوة بعد المونديال على تشكيلة الخضر خاصة مع تألقه فى صفوف ليستر ليصبح أهم الأسلحة التى يعتمد عليها الفريق والأمل الأكبر لمحاربى الصحراء فى كأس الأمم الإفريقية بالجابون خلال الأيام المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة