"نساء المتعة".. أزمة كبرى بين كوريا الجنوبية واليابان، تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، فى الفترة ما بين 1945 ـ 1939، عادت مجددا إلى السطح بعدما استدعت اليابان سفيرها لدى كوريا الجنوبية احتجاجا على تمثال يرمز لنساء المتعة، تم وضعه أمام القنصلية اليابانية فى مدينة بوسان.
وتعود الأزمة إلى عقود الاحتلال اليابانى لشبه الجزيرة الكورية حيث أرغم الجيش اليابانى ما يقرب من 200 ألف امرأة من الصينيات والأندونيسيات ودول آسيوية أخرى على العمل فى بيوت الدعارة التى أنشأها تحت عنوان "معسكرات جنس جماعية".
النساء الكوريات
وأعد الجيش اليابانى "محطات المتعة" فى جميع أنحاء شرق آسيا فى الفترة الممتدة منذ العام 1932 حتى نهاية الحرب، وفقا لمنظمة "تحالف واشنطن لقضايا نساء المتعة" غير الربحية.
وخصصت كوريا الجنوبية دار كبير لرعاية السيدات اللاتى ما زالن على قيد الحياة حتى تعتنى بهن الحكومة والتخفيف عنهن مما حدث لهن فى الماضى، حيث مازال على قيد الحياة 44 امرأة فقط، من أصل 200 ألف امرأة كانت تستخدمهم اليابان فى معسكرات الجنس الجماعية.
تمثال السلام بكوريا الجنوبية
وروت إحدى السيدات المقيمات فى الدار، فى تقرير لوكالة أنباء كورية كيف ذهبن إلى معسكرات المتعة، حيث كانت فى طريقها إلى المدرسة وقتها وكانت تبلغ من العمر 16 عاما، حين قام مجموعة من الجنود اليابانين باختطافها وإرسالها إلى المعسكر.
وأضافت أنها ظلت فى المعسكر حتى أغلقت مراكز الجنس العسكرية على حد وصفها بعد استلام اليابان وانتهاء الحرب، مؤكدا أنه كان لا مجال للهرب من المعسكرات قائلا: "من يحاول الهرب يضرب حتى الموت، وكان يتناوب على 10 أشخاص يوميا، وكان ضربهم قاسى وبدون رحمة".
نساء المتعة الكوريات الجنوبيات اللواتى أرغمن على العمل فى بيوت الدعارة التابعة للجيش اليابانى
وعند الانتهاء من الحرب لم تستطع العودة إلى بلادها فى ذلك الوقت وذهبت إلى الصين، مؤكدا أن الحكومة والشعب الصينى ساعدها كثيرا بدون مقابل، وعملت كممرضة فى المستشفيات الصينية، مطالبة باعتذار رسمى من دولة اليابان وتغير معاملة اليابان إلى كوريا الجنوبية والاعتراف بالجرم الذى ارتكبوه فى حق الشعوب الآسيوية.
وتجددت القضية مرة أخرى قبل يومين حيث استدعت اليابان سفيرها فى كوريا الجنوبية احتجاجا على تمثال يرمز لـ"نساء المتعة"، وضع أمام القنصلية اليابانية فى مدينة بوسان، وهو تمثال يخلد ذكرى نساء كوريات استعبدهن الجيش اليابانى لتقديم خدمات جنسية لجنوده خلال الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت اليابان، أمس الأول بحسب ما نقلته "فرانس 24"، إنها قررت أن تستدعى مؤقتا سفيرها لدى كوريا الجنوبية احتجاجا على التمثال الذى وضع أمام القنصلية اليابانية فى مدينة بوسان تكريما لـ"نساء المتعة".
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدى سوغا، خلال مؤتمر صحفى، إن "اليابان وكوريا الجنوبية سبق لهما وأن أكدتا أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى 2015 حل مشكلة نساء المتعة بطريقة نهائية لا رجعة عنها، وعلى الرغم من ذلك فقد تم نصب تمثال فى بوسان، وهذا الأمر له تداعيات مؤسفة على العلاقات بين البلدين".
تمثال السلام لسيدات كوريا الجنوبية
وتابع أن "الحكومة اليابانية تعتبر هذا الوضع مؤسفا للغاية"، مشيرا إلى أنها قررت إضافة إلى الاستدعاء المؤقت للسفير أخذ سلسلة إجراءات احتجاجية أخرى تتضمن استدعاء قنصلها العام فى بوسان وتجميد المحادثات الاقتصادية الرفيعة المستوى بين البلدين وتعليق المفاوضات حول اتفاق نقدى جديد بين البلدين.
وشدد المتحدث على أن "الحكومة اليابانية ستواصل بكل حزم مطالبة الحكومة الكورية الجنوبية بسحب تمثال الشابة فورا".
وفى نهاية ديسمبر أبرمت طوكيو وسيول "اتفاقا نهائيا لا رجعة عنه" لتسوية الخلاف حول "نساء المتعة"، وقد وافقت بموجب هذا الاتفاق اليابان على دفع مليار ين "8.75 مليون دولار" لبضع عشرات من هؤلاء النساء اللواتى ما زلن على قيد الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة