الرئيسان السيسى وخليفة.. امتداد للعلاقات الأزلية بين مصر والإمارات

الإثنين، 09 يناير 2017 10:22 ص
الرئيسان السيسى وخليفة.. امتداد للعلاقات الأزلية بين مصر والإمارات الرئيس السيسى
أبوظبى (أ ش أ )

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط موجة هادرة من العواصف والأنواء التى تضرب المحيط الاقليمى والعربى، تقف الشقيقتان مصر والامارات، كحجرى زاوية فى تماسك المنطقة بوجه عام، والعربية والاسلامية بوجه خاص، إلى حد وصف البعض العلاقة بين البلدين وتشابكها، بأنها علاقة أبدية لا تنفصم.

لكن العلاقة لم تخرج إلى الوجود هكذا، بل أنها نتيجة بناء مستمر فى أواصرها على مدى أجيال، تكللت مؤخرا بالعلاقة الراسخة والمتينة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، اللذين قادا البلدين باقتدار، فى ظل أسوأ ظروف مرت بها المنطقة منذ عقود عدة.

لم تنكر الامارات العربية المتحدة فضل مصر عليها، ولذلك بادرت، فى كبوة مصر الاقتصادية خلال السنوات الثلاث الماضية، بدعمها والشد من أزرها؛ حيث تحظى مصر بمكانة خاصة لدى الإمارات منذ قيام مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، بإرساء أسس وقواعد هذه العلاقات، وعلى الجانب الآخر لم تنكر مصر فضل الإمارات عليها؛ حيث تشيد دائما بما قدمه أبناء زايد لأهل أرض الكنانة بكل حب وتقدير.

ولم تتغير علاقات الإمارات بمصر طوال العقود الماضية، ولكنها فترت بعض الشىء فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وهى فترة كانت تمثل "سحابة صيف" عابرة، فلم تلبث أن اختفت، لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه سابقاً.

والإمارات كانت من أولى الدول التى دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وتوج ذلك التدعيم فى مارس 2015، من خلال مشاركتها ودول الخليج فى ضخ 12 مليار دولار إلى مصر فى مؤتمر الدعم الدولى فى شرم الشيخ، بالإضافة إلى مساهمتها فى بناء وتسليم أكثر من 50 ألف وحدة سكنية، يستفيد منها 300 ألف مواطن مصرى.

وساهمت المساعدات الإماراتية فى توفير نحو 900 ألف فرصة عمل، ما بين مؤقتة ودائمة؛ فضلا عن المشروعات الإماراتية العملاقة فى مصر، والتى منها ما تم انجازه بالفعل، والبعض الآخر جارى الانتهاء منه.

ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية فقط، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكرى، إذ استعانت الإمارات بمصر فى تأصيل الفكر الإسلامى الوسطى، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجى لجامعة الأزهر فى الإمارات.

وامتد التنسيق بين القاهرة وأبوظبى، ليصل إلى حد التكامل والتطابق فى المواقف فى عهد الرئيسين السيسى وخليفة، فالإمارات تؤكد دعمها المطلق لأمن مصر، ووقوفها إلى جانبها فى مكافحة التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى تبنى الطرفين مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن، فضلا عن تأكيد البلدين دوما على مواجهة التدخل الخارجى من دول إقليمية تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة فى بعض البلدان العربية لفرض أجنداتها.

باختصار لم تتخل الإمارات يوماً عن دعم مصر، وكذلك مصر كانت سندا قويا لشقيقتها الامارات، وهو نهج دائم، مبنى على قناعة راسخة كرسها الرئيس الإماراتى الأول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قولاً وفعلاً وسياسة ونهجاً، وبنى عليها وزادها رسوخا الرئيسان السيسى وخليفة، باعتبار أن مصر هى قلب الأمة، ولا وجود للأمة العربية دون مصر، التى تعتبر القلعة الحصينة للعرب، وضمان الأمن والأمان للوطن العربي؛ حيث أن استقرار المنطقة ككل، مرهون باستقرار مصر وازدهارها .. هكذا قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وهكذا تسير الإمارات وفق سياسة ثابتة، لا تغيرها الظروف فى دعم ومساندة الشعب المصرى بشكل متواصل.

وصار قادة الإمارات على نهج مؤسس اتحادهم؛ حيث واصلوا دعمهم المطلق لأرض الكنانة، انطلاقا من أن قوة العرب هى من قوة مصر، كما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، إبان زيارته للإمارات فى 28 أكتوبر 2015، حيث قال له "مصر القوية .. سند لكل العرب، والعلاقات المصرية الإماراتية ليست علاقات دبلوماسية اعتيادية، بل هى علاقات محبة وأخوة وشراكة، فمصر وشعبها وقيادتها، كانوا وما زالوا شركاء لدولة الإمارات منذ تأسيسها، فى كل المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية والحكومية".

إن المنطقة العربية تمر اليوم بأخطار جسيمة، والوضع العربى فى أسوأ حالاته، والتحديات التى تشهدها المنطقة غير مسبوقة، ومواجهتها لن تتم من خلال العمل الفردى، والإمارات ومصر تتشاركان التطلعات والرؤى تجاه العديد من التحديات والقضايا، وفى مقدمتها محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة، ومكافحة الفكر المتطرف والجماعات التكفيرية التى تهدد الأمن والاستقرار، وتعيث فى المجتمعات العربية فساداً.

الإمارات ومصر تعملان ضمن مفهوم الشراكة الاستراتيجية، وليس ضمن مفهوم المصالح الآنية، فهناك إيمان راسخ لديهما بأن الوسيلة الوحيدة، والسبيل الواضح، لخروج المنطقة من أزماتها الحالية يكمن فى التعاون وتكامل الجهود، ولا شيء غير ذلك، لذا لابد على جميع الدول العربية، أن تنظر إلى العلاقات المصرية الإماراتية، وتأخذها كمثال للتعاون والشراكة لمواجهة مختلف التحديات التى تمر بها المنطقة العربية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة