أكد الدكتور علاء النهرى ممثل مصر بلجنة الاستخدام السلمى للفضاء بالأمم المتحدة، ونائب رئيس هيئة الاستشعار عن بعد سابقا، أن التقديرات الأولية لسعة خزانات الصحراء الغربيه تشير إلى أن كمية المياه بها تقدر بنحو 66 ألف مليار متر مكعب.
لكن دراسات هامه أجريت في عام 2001 أن كمية المياه تصل إلى 154 ألف مليار متر مكعب من المياه، وهناك خلاف بين العلماء عن سعه الخزان طبقاً للنهرى.
الدكتور علاء النهرى
وأكد فى حوار لـ"اليوم السابع" أن الصحراء الغربية تعوم على كميات هائلة من المياه تكفى لزراعة 7 ملايين فدان ولمده 100 عام على الاقل، واعتبرها أمل مصر الواعد فى التنمية الزراعية.
هل أنتم مخولون من الدولة بالبحث عن أماكن المياه الجوفية ؟
البحث العلمى يدخل فى أى مجال، وليس له خطوط حمراء، خاصة وأن هناك هيئة رئده تسمى الاستشعار عن بعد، تمتلك تقنيات حديثة جدا، إلى جانب علماء على أعلى مستوى عالمى يمكنهم تقديم الكثير للدولة، ما يفرض ضرورة التضافر بين جميع مؤسسات الدوله لرفعة مصر والنهوض بالاقتصاد، بدلا من أن نتبارى لإظهار من له الحق فى الحديث، ونتجاهل آراء الآخرين من العلماء، لكن المشروعات التى تنفذها الهيئة غالباً ما تكون بتكليفات من جهات حكومية.
وما هى نتائج دراساتكم عن المياه الجوفية بمصر؟
جميع دول حوض النيل يجرى تحت أراضيها مخزوناً هائلاً من المياه الجوفيه نتيجة سقوط امطار غزيرة، يتسرب جزء كبير منها فى باطن الأرض كمخزون جوفى يتجدد سنويا.. أما مياهنا الجوفية مخزنه منذ ملايين السنين كماء أحفورى غير متجدد.. إذن لا مجال أبدا لاتخإذ أبحاثنا كذريعة للتأثير على حصة مصر من المياه من قبل الغير فى أية مفاوضات بيننا وبين دول حوض النيل، لان ما يمتلكونه من مياه جوفية أكثر منا، فضلا عن تجدده سنويا، بدليل أن دولة خليجية عرضت على إحدى دول الحوض شراء كميات كبيرة من المياه من المخزون الجوفى لديها.
وكيف بدأ البحث عن المياه الجوفية فى مصر؟
البداية تعود لنهاية التسعينات، عندما لاحظ خبراء ألمان فى مجال الاستشعار عن بعد، اثناء فحصهم صور القمر الصناعى الرادارى SIR-C/X-SAR الحديث، وجود أشكال تشبه المجار المائية مدفونة تحت رمال الصحراء الغربية فى مصر.. وقتها طلبت الخارجية الألمانية من الحكومة المصرية السماح لفريق علمى ألمانى بالعمل لتفسير تلك الظاهرة على الطبيعة، وبالفعل انطلقت رحلة علمية تضم علماء ألمان، رافقهم فريق من الهيئة القومية للإستشعار عن بعد، وخلصت النتائج إلى وجود فروع كثيرة ومترامية الأطراف لمجارى مائية قديمة تحت رمال الصحراء الغربية، وأطلق عليه الألمان الأنهار الرادارية، وأرجعوها إلى الأنهار القديمة التى كانت تخترق الصحراء الغربية وقت العصر المطير، ومنذ ذلك الحين وإلى الآن، وجدت نفسى شغوفا بهذا النوع من وسائل الاستشعار عن بعد، وهى تقنية الرادار، وقمت بعمل بحث علمى عن استخدام الرادار فى التعرف على التربة والمياه بالصحراء الغربية، وتم نشره بمجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا- النمسا عام 2003.
كيف بدأت دراسات الكشف عن المياه الجوفية ؟
شكلت الهيئة فريقا بحثيا من علماء الأراضى والهيدروجيولوجى، لدراسة التربة والمياه بالصحراء الغربية بقيادتى ومكونة من 12 باحث وأخصائي، من خلال مشروع بحثى لصالح إحدى الجهات الدولة، ولمساحة 362 ألف فدان، حيث أنه فى البداية ومن خلال عمليات الحصر الاستكشافى متبوعا بالحصر النصف تفصيلى للأراضى، تبين وجود مساحات شاسعة من الأراضى ضمن المساحة المدروسة ذات قدرة انتاجية عالية، ممثلة فى أراضى ذات قطاع عميق رملية مختلطة بكمية مناسبة من الحبيبات الدقيقة، والتى تساعد على زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة، وعليه فلقد انتقلنا لدراسة المياه ونوعيتها ومدى صلاحيتها للرى .
من خلال حصر الأراضى، لاحظنا قيام واضعى اليد على أراضى الدولة، أقاموا نحو 220 بئرا بالقرب من محور الضبعة، وعلى بعد بضعه كيلو مترات دون رقيب أو تصريح من وزارة الرى، حيث تبين أن ملوحة الابار كمتوسط من 600 الو 900 جزء فى المليون، وأن اقل قيمه للملوحة وصلت إلى 386 جزء فى المليون، وأعلى قيمة 1700 جزء فى المليون، ما يبشر بزراعة معظم المحاصيل الزراعية.
كما تبين أن سطح الماء يقع على مسافة من 50 وحتى 140 متر حسب طبغرافية الارض، وأن معدل التصرف لكل الآبار باستخدام مضخة غاطسة 75 حصان هو 120 متر مكعب/ساعة، وأن أعماق الآبار تتراوح بين 140 و215 متر، فرأينا أن ذلك أمرا مبشرا، وقررنا دراسة المخزان الجوفى داخل وخارج منطقة الدراسة لمسافة 50 كيلو متر، بالاستعانة بأحدث جهاز فى العالم (الرادار الارضى GPR LOZA-N (، والذى يمكنه اختراق الأرض الجافة بعمق 400 متر، ولعمق يزيد عن 250 متر فى حالة التربة المشبعة بالماء، وتبين لنا وجود خزان جوفى ضخم أكثر بكثير مما كنا نعرفه من خلال الخريطة الهيدرولوجية لمصر، مقياس رسم 1: 2 مليون.
وبعد الحصول على نتائج مبهرة، مقارنة بالنتائج المتحصل عليها من الخريطة الهيدروجيولوجية، زاد طموحنا وقررنا دراسة المياه والخزانات الجوفية فى الصحراء الغربية من خلال رسالة دكتوراه حديثة 2016 لعضو الفريق البحثى الدكتور أبو طالب زكى، والذى حصل عليها من جامعة ميتشيجن بأمريكا، فى استخدام المغناطيسية الجوية والنظائر البيئية المستقرة "الهيدروجين والأكسيجين" والمشعة "كربون 14" وكذلك أبحاث عالمية منشورة.
وما هى أعمار الخزانات الجوفية بمنطقة الدراسة ؟
توصل الفريق البحثى إلى نتائج هامة تم استخلاصها من تحاليل النظائر البيئية المستقرة والنظائر المشعة الخاصة، بتحديد أعمار الخزانات الجوفية للصحراء الغربية باستخدام الكربون المشع(Carbon 14) وهيكسافلوريد الكبريت للوصول إلى فهم أفضل لأعمار المياه فى منطقة جنوب شرق منخفض القطارة بالصحراء الغربية، حيث بينت نتائج تحاليل الايزوتوب لـ 71 عينة مياه جوفية تم جمعها من الآبار الجوفية بمعرفة أحد أعضاء الفريق البحثى، أن المياه الجوفية فى الخزانات المختلفة الموجودة فى المنطقة خزان الزمن الرابع، وخزان البليوسين، وخزان الميوسين، أو المغرة، وخزان الأوليجوسين، تنتمى فى الأصل إلى مياه النيل، مع وجود نسبة كبيرة من المياه العميقة التى تدفقت من الاعماق الكبيرة للخزان النوبى تصل إلى أكثر من 1000 متر فى بعض المناطق عن طريق ألفوالق واختلطت بمياه النيل، وبينت دراسات النمذجة الهيدرولوجية فى منطقة الدراسة أن نسبة تغذية الخزانات من الأمطار الحالية لا تتعدى 1% من قيمة التغذية السنوية للمنطقة على عكس مايقال.
وتشير النتائج إلى أن هذه المياه ليست خزانات حبيسة Perched aquifers أتت من الأمطار الحديثة، وإنما هى خزان متصل من الخزانات السابق الاشارة إليها، حيث أن مياه الخزان الرملى النوبى تتميز بالتركيب الايزوتوبى السالب، بينما وقعت غالب العينات المستخرجة من غرب دلتا النيل فى نطاق العينات المختلطة بين مياه النيل ومياه الخزان النوبى العميقة، وتصل نسبة الخلط ما بين المياه الجوفية العميقة ومياه النيل فى جنوب منطقة الدراسة إلى حوإلى 70% نسبة مياه الخزان النوبى العميق و30% نسبة مياه النيل.
وما هى مصادر شحن الخزان الجوفى جنوب شرق الدلتا القديمة ؟
كل الآبار تحسنت ملوحتها مع استمرار السحب، فهناك آبار تحسنت من 1400 جزء فى المليون لتصل إلى 800 جزء فى المليون على مدار 7 سنوات تشغيل، وهناك من هبطت ملوحته من 1200 إلى 700 جزء فى المليون، ومن 700 إلى 315 جزء فى المليون على مدار نفس الفترة الزمنية، وهو ما يدل على وجود مصادر للشحن المستمر الجانبى من الوديان والروافد القديمة الدفونة لدلتا النيل، مع وجود مصدر للشحن الرأسى القادم من خزان الحجر الرملى النوبى العميق، بالإضافة إلى الجزء المختزن من العصر المطير، وهو مايعكس وجود شحن مستدام للخزان الجوفى يعكس اقتصادية استخدامه على المدى الطويل وكذلك استدامته وهو ما اكده أيضا أحد اعضاء ألفريق البحثى وهو الدكتور حسام عليوة استإذ الهيدروجيولوجى والمياه.
وما هى أعمار المياه الجوفية بجنوب شرق منخفض القطارة ؟
التقديرات الأولية لسعة خزانات الصحراء الغربية تشير إلى أن عمر الخزان الجوفى آلاف السنين، وقدرت كمية المياه بحوإلى 66 ألف مليار متر مكعب، لكن الدراسات المهمة فى 2001 أثبتت أن كمية المياه 154 ألف مليار متر مكعب من المياه، وإلى الآن هناك خلاف بين العلماء عن سعه الخزان.
هل أنتم واثقون من تلك الاكتشافات؟
نعم.. رؤية علماء الاستشعار عن بعد واحدة، فالعالم المصرى الدكتور فاروق الباز أشار إلى حقيقة علمية هامة، وهى أصل ونشوء بحر الرمال الأعظم والممتد حتى الحواف الجنوبية لواحة سيوه، والذى أرجع عامل تكوينه إلى وجود كمية هائلة وجبارة من المياه استطاعت حمل كما هائلا من الرمال ثم رسبتها فى مكأنها الحإلى، وعندئذ تسربت تلك الكميات الهائلة من المياه عبر مسام التربه والشقوق والفوالق مكونة خزانا جوفيا ضخما، كما أعلن أن هناك 10 ملايين ونصف المليون فدان صالحة للاستصلاح بمنطقة غرب الدلتا وأن مشروع محور التنمية يمكن أن يفيد بإضافة استصلاح 10.5 مليون فدان ويتيح فى بداية إنشائه نحو نصف مليون فرصة عمل .
كما أن الدكتور محمد سلطان، رئيس قسم الجيولوجيا، ورئيس وحدة الاستشعار عن بعد بجامعة غرب ميتشجان الأمريكية، أكد أنه يمكن استخراج 20 بليون متر مكعب من المياه سنويًا، من الخزان الجوفى النوبى فى الصحراء الغربية، على مدار 250 عاما، أى يمكن استخراج 40 مليار متر مكعب ماء لمده 125 سنه، وأنا بعد دراسة مستفيضة، اؤكد وأنه قد آن الأوان لدراسة المياه الجوفية بالصحراء الغربية بالتقنيات الحديثة، المتمثلة فى وسائل الاستشعار من البعد الأرضى والجوى، واننى أؤكد أن الصحراء الغربية تعوم على كميات هائلة من المياه تكفى لزراعة 7 ملايين فدان ولمدة 100 عام على الاقل، وهى بحق امل مصر الواعد فى التنمية الزراعية.
بما ترد على الجهات التى تكذب ما أعلنته عن اكتشاف البئر الخاص بزراعة 7 ملايين فدان ؟
اتمنى أن من ينفى ويكذب اكتشفاتنا أن ينفى بشكل علمى، وعلى مصر أن تستخدم وسائل الاستشعار الحديثة فى اكتشاف مصادر جديدة للمياه، خاصة أن وزير الرى فى زيارته الأخيرة لبيلاروسيا طلب التعاون فى مجال عمل شبكة قومية للآبار الجوفية فى الصحراء الغربية للاستفادة من المخزون الجوفى، وتحديث بيانات الآبار الجوفية وطالب بإرسال بعثات من الوزارة للتدريب على هذه الشبكة حيث جاء ذلك بعد توجيه رئيس الوزراء له بتحديد اماكن آبار المياه الجوفية .
وما مطالبكم فى الفترة المقبلة ؟
نطالب بإنشاء هيئة خاصة بدراسات الصحراء الغربية، لأنها مستقبل مصر فى الزراعة، ونحن سنرفع كافة تقاريرنا ومشروعاتنا البحثية لجهات سيادية فى الدولة.
اتجاه حركة المياه الجوفية فى الاراضى المصرية
استخدام النظائر البيئيه المستقره والمشعه
أعمار المياة الجوفية بجنوب شرق منخفض القطارة والزيادة المستمرة لعمر المياة فى اتجاه الغرب
اماكن اخذ العينات بالصحراء الغربية
صورة جهاز الرادار الارضى
دلتا النيل القديمة
المسح الجوى المغناطيسى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة