"لقد تخطت علاقاتى بالملك عبدالله الدبلوماسية إلى صداقة عائلية، وعندما كنا نسافر المملكة نصطحب الأسرة، وكانت تأتى أسرته وتقوم بضيافتنا".. بتلك الكلمات لخَّص الرئيس الإيرانى الأسبق الراحل ورئيس تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمى رفسنجانى، العلاقات التى كانت تربطه بالمملكة العربية السعودية إبان فترة حكمه.
قلما نجد من بين الساسة الإيرانيين من ارتبط بعلاقات طيبة ووثيقة بالملك العربية السعودية، وتمتعت فترة رئاسته بعلاقات دفيئة مع المملكة، لاسيما بأسرة العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله، الذى بعث له دعوة لأداء فريضة الحج، وزيارة المملكة فى 2014، واعتبره البعض داخل إيران أنه الرجل الذى يحمل مفتاح تحسين العلاقات بين البلدين، بعد أن فتور شهدته العلاقة السنوات الأخيرة ما أدى إلى قطعها فى بداية العام الماضى.
تبنى رفسنجانى نهج الانفتاح على الغرب، وسياسة التقارب مع السعودية ولكن محاولات الانفتاح على الغرب وتحرير الاقتصاد لم تمنع استمرار انتهاك حقوق الإنسان فى بلاده، وإن كانت فترة رفسنجانى شهدت بعض الانفتاح الثقافى.
ويحكى رفسنجانى فى إحدى مقابلاته الصحفية التى أجراها العام الماضى "عندما كنت رئيسا للجمهورية وقطعت حصة إيران من الحج قال الخمينى قائد الثورة الإسلامية وقتها أذهبوا وأصلحوا الأوضاع، مضيفا، كانت مشكلتنا مع السعودية بسبب أسعار النفط، وكان الملك عبد الله يقول "لو رفعنا الأسعار سيجدون محروقات أخرى وستسقط قيمة النفط".
وقال رفسنجانى إنه أثبت للخمينى آنذاك أنه لا يمكن حدوث ذلك بهذه السهولة، وتم حل قضية أسعار النفط. وقال عندما كان الملك عبدالله أميرا التقينا فى السنغال وباكستان فى غرفتى وتم حل الكثير من المعضلات.
وحكى رفسنجانى كثيرا عن العلاقات التى جمعته بأسرة الراحل الملك عبد الله والزيارات المتبادلة للأسرتان، وقال "لقد تخطت علاقاتى بالملك عبدالله الدبلوماسية إلى صداقة عائلية، وعندما كنت أسافر إلى المملكة كنت أصطحب الأسرة، وكانت تأتى أسرته وتقوم بضيافتنا، وعندما جاء الملك عبدالله إلى إحدى المؤتمرات السياسية فى طهران، خلافا للأعراف الدبلوماسية أصر على أن يأتى إلى منزلنا بنفسه، وتم الحل العديد من القضايا، وقال رفسنجانى فى حواره قبل وفاته "من الممكن أن تعود العلاقات مجددا إلى سابق عهدها".
كما كشف رفسنجانى فى مقابلة صحفية له قبل وفاته بلقائه بالعاهل السعودى الملك سلمان عندما كان أميرا للرياض، وقال "عندما كان الملك سلمان أمير للرياض، قام بضيافتنا بشكل أخوى وتحدثنا بشكل ودى.
واعتبر رفسنجانى قبل وفاته أن الإيرانيون قادرون على حل كل هذه القضايا العالقة فى العلاقات السعودية الإيرانية مع الملك سلمان"، واعتبر أن مفتاح حل مشكلات العلاقات يكمن فى "توحيد الرؤى وتعزيز التعاون"، واعتبر رفسنجانى آنذاك أنه يمكن التقدم نحو الأمام تدريجايا فى العلاقات. وقبيل وفاته وصف رفسنجانى العلاقات الراهنة بين الرياض وطهران بـ"المتأزمة" بسبب الخلافات بين البلدين حول الوضع فى سورية ولبنان واليمن.
وتحدث رفسنجانى كثيرا عن الخلافات التى بادر بحلها مع المملك العربية السعودية خلال فترة رئاسته من (1989-1997)، وأشار أن علاقاته الشخصية بالقيادة السعودية آنذاك ساعدت فى حل خلافات سابقة عندما كان رئيسا للجمهورية.
وفى إيران ذهب المحللون الإيرانيون إلى أن العلاقة الطيبة التى ربطت رفسنجانى بالمملكة قد تمكنه من إعادة الدفء للعلاقات بين المملكة وطهران وإزالة التوتر الذى خيم على العلاقات السياسية منذ تولى الرئيس الإيرانى السابق أحمد نجاد، وأن الثقة المشتركة بين المسئولين الإيرانيين والسعوديين فى رفسنجانى من الممكن أن تساعد فى تقليل الصراعات وإيجاد طرق للتفاهم، وفى مراحل لاحقة ستؤدى إلى تعاون إقليمى بين البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة