حوار الإنسان بينه وبين نفسه، بينه وبين ربه، بينه وبين ماضيه وحاضره ومستقبله، بين أمنياته وتطلعاته ومخاوفه، بين نجاحاته وخيبته، مليارات الكلمات الخفية المختزنة داخل عقل كل إنسان، تكون العديد من الصور الذهنية والتوقعات الخفية الحاكمة على العقل والقلب.
يخطئ من يتصور أن الكلمات التى قيلت يوماً ذهبت إلى اللا شيء، بل كل شيء محسوب وذهب إلى مكان ومكانة معلومة، ما من حرف وذهب إلى مكانه فى الكلمة التى صيغت فى جملة شكلت وجدان وعواطف كل إنسان.
ذلك التيار الجارف من الحوارات التى لا تنتهي، تحتاج فى لحظة معينة إلى ضابط يضبطها ويعيد لها توازنها أن اختلت، حينها يحتاج الإنسان لا إلى حوار بينه وبين نفسه، بل إلى حوار بينه وبين ربه، حينها تنتظم الحروف لتعاد صياغتها من جديد فى شكل فريد.
إلى هنا لا أعلم إلى أين ستقودنى كلماتى القادمة، هل تنتهى كلماتى إلى الوعد بتحويل الحياة إلى جنة بمجرد بدء الحوار إلى الله فى صورة دعاء له سبحانه، هل تنتهى كلماتى بالحث على العلم والعمل به واستمرار التعلم حتى يكون الحوار بين الإنسان ونفسه فى نور العلم والإيمان معاً؟ هل تنتهى كلماتى إلى نهاية مفتوحة حتى أطلق العنان لخيال القارئ مع كلمات تحفيزية للعقل المنهك من مشكلات الحياة اللامتناهية .
الحقيقة أننى أرفض كل تلك المسارات السابقة، وأدعوك أيها القارئ وادعوا نفسى لحوار جديد بينك وبين كل شيء، حوار ليس به إلا شرطين الصدق والأمل فى قدرة الله على تغيير أى شيء .
حوار تحترم فيه أفكارك وكلماتك مهما كانت، لكن أبداً لا تستسلم للصمت أو المشاهدة اليائسة من القدرة على التغيير، لا تدع أخطاءك تؤلمك، ولا تكرارها توهمك أنها إلى ما لا نهاية، بل أن لها نهاية حين تبدأ مع نفسك بالحوار الإيجابى الصادق الواعى حينها ستكون قادر على إعادة ترتيب مليارات الكلمات المتشابكة المختزنة داخل النفس، لا أعلم حقيقة المدة التى تستغرقها تلك الخطوة، ولكن ما أنا موقن منه، أن كلمة واحدة سليمة تصدقها النفس فى حوار سليم قادرة على الكشف عن معجزات داخل الإنسان وعبور العديد من العقبات الخفية داخل الذات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة