مرشد إيران المحتمل.. 6 أسماء يتنافسون على لقب المرشد الثالث للجمهورية الإسلامية.. "روحانى وجنتى وشاهرودى ولاريجانى" أبرز المرشحين.. حظوظ وفيرة لإبراهيم رئيسى.. ورفض رسمى لحفيد الخمينى

الإثنين، 09 يناير 2017 02:30 ص
مرشد إيران المحتمل.. 6 أسماء يتنافسون على لقب المرشد الثالث للجمهورية الإسلامية.. "روحانى وجنتى وشاهرودى ولاريجانى" أبرز المرشحين.. حظوظ وفيرة لإبراهيم رئيسى.. ورفض رسمى لحفيد الخمينى المرشحون على منصب المرشد فى إيران
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخطئ من يتصور أن بإمكانه قراءة مستقبل إيران السياسى أو التنبؤ باسم المرشد القادم، فإيران كما عودتنا دائما بلد المفاجآت والمتناقضات، التى تجعل الباحثين والمتخصصين والمراقبين فى حالة حيرة حول الأسماء أو الأحداث أو المآلات التى يمكن أن تنتهى إليها الأمور.

 

مَن كان يعرف محمد خاتمى أو أحمدى نجاد أو حسن روحانى قبل توليهم السلطة التنفيذية الأرفع فى طهران؟! ومن كان يتوقع أن يصبح رجل دين لم يحصل بعد على درجة الإمامة العظمى مثل على خامنئى قائدا للثورة بعد رحيل الخمينى؟!، ومن كان يظن أن عددا من رجال الصف الأول فى الثورة الإسلامية سيحكم عليهم بتحديد إقامتهم وإقصائهم من الحياة العامة مثل مهدى كروبى ومير حسين موسوى؟!.

هذه هى إيران التى يستعصى فهمها على أخص المتخصصين، مهما بلغت معارفه عنها وعن تاريخها وسياستها وثقافة أهلها وتراتبية الحكم والدولة فيها، ولأن التكهن باسم المرشد المقبل أمرا عسيرا؛ فإن هذه الأسطر ستحاول الاقتراب بالوصف والشرح والتحليل والترجيح والاستبعاد من عدد من الأسماء المحتملة والأقرب بحكم الظروف الداخلية وتفاعلات طهران فى بيئتيها المحلية والإقليمية، يمكن أن تشكل تلك الظروف مجتمعة حالة تجعل من أى من الأسماء الستة مرشدا ثالثا لإيران وقائدا لثورتها الإسلامية التى تحكم البلاد بنظرية "ولاية الفقيه" منذ مطلع العام 1979.   

 

صادق لاريجانى.. الحسيب المدعوم من الحرس الثورى

صادق لاريجاني
صادق لاريجاني

 

لا يعد صادق لاريجانى رجلا عاديا فى السياسة الإيرانية الراهنة، ففضلا عن جلوسه على قمة السلطة القضائية فى طهران؛ إلا إنه يتمتع كذلك بعدد من المقومات التى تمكنه من تولى منصب المرشدية العليا، وعلى رأسها مكانته الدينية لدى آيات الله فى حوزة قم، فضلا عن حسبه ونسبه إذ يعد الابن الأوفى لآية الله هاشمى آملي، رجل الدين الإيرانى الشهير، وشقيق على لاريجانى رئيس مجلس الشورى، وشقيق محمد جواد لاريجانى مستشار المرشد الحالى للشؤون الدولية ورئيس جمعية حقوق الإنسان الإيرانية، وشقيق باقر لاريجانى عميد جامعة طهران للعلوم الطبية.

 

وإضافة إلى ما سبق يتمتع صادق لاريجانى بدعم من مؤسسة الحرس الثورى النافذة فى إيران، خاصة مع نشر عدد من وسائل الإعلام أخبار مفادها أنه استقبل عددا من كبار قادة الحرس الثورى الإيرانى وأعلنوا خلالها تأييده ودعمه مرشدا خلفاً لعلى خامنئى، وذلك بحسب تقرير تلفزيونى بثته محطة "دور تى فى" الإيرانية.

 

الأمر المهم فى السيرة الذاتية لصادق لاريجانى والذى يمكنه من تولى منصب المرشد عضويته فى مجلس خبراء القيادة، ومجلس صيانة الدستور، وبالتالى فإنه يتمتع بالخلفية العلمية والنسب الأسرى والظهير السياسى والخبرة السياسية والفقهية والقانونية لتولى المنصب حال شغوره. 

 

حسن روحانى.. قِبلة آمال الإصلاحيين

حسن روحاني
حسن روحاني

 

صعد حجة الإسلام (لقب يوازى درجة الدكتوراه) حسن روحانى إلى قمة السلطة التنفيذية فى طهران منتصف العام 2013 ما يعنى أنه يقف على بعد أشهر بسيطة من نهاية مدته الرئاسية الأولى تلك التى لم ينجز فيها من برنامجه الانتخابى إلا الانفتاح على الغرب، من خلال التوصل إلى الاتفاق النووى وتوقيع عدد من المشاريع التجارية والاقتصادية مع الرباعى الأوروبى: ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا.

 

لكن مع صعود الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوى فى واشنطن وإعلانه نيته إلغاء الاتفاق النووى فضلا عن عدم تنفيذ الأوروبيين أى من المشاريع التجارية؛ فإن ذلك يعنى فى المحصلة أن روحانى لم ينجز أى من وعوده لناخبيه فى برنامجه الذى صعد به إلى الرئاسة.

 

ويذهب عدد من المراقبين والمحللين إلى احتمالية إخفاق روحانى فى الفوز بمدة رئاسية ثانية وصعود مرشح أكثر تشددا أو أقل انفتاحا على الغرب، لاجتماع عدم رضا قطاعات من المجتمع الإيرانى على نتائج فترته الأولى، فضلا عن متطلبات مواجهة واشنطن لدى السياسة العليا فى طهران، وبالتالى من المحتمل خروج روحانى من المنصب ثم يكون بمثابة الأمل الوحيد للتيار الإصلاحى المدعوم كذلك من آية الله هاشمى رفسنجانى فى تولى منصب المرشد؛ نظرا لسنه الصغيرة (69 عاما) فى مقابل 83 عاما لرفسنجانى.

 

أحمد جنتى.. 90 عاما وما يزال فى قلب السلطة

أحمد جنتي
أحمد جنتي

 

فى نهار الرابع والعشرين من مايو الماضى حسم آية الله أحمد جنتى منصب رئيس مجلس خبراء القيادة فى إيران، وبذلك أبقى على خيارات بقائه فى دوائر السلطة العليا بالجمهورية الإسلامية.

 

ويعد جنتى أحد رجال الدين المقربين من المرشد الحالى على خامنئى ومن رجال الحوزة الذين يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه الذى أرساه مؤسسة الجمهورية روح الله الخمينى، ولذلك فإن خامنئى لو كان له أن يوصى بمرشد بعده لأوصى لأحمد جنتى، وهو أمر يلقى ترحيبا من جانب الحرس الثورى أيضا؛ لكونه فضلا عن كل ما سبق، من أشد معارضى التيار الإصلاحى وبذلك يتقاطع جنتى وخامنئى والحرس الثورى فى نقطة ضرورة تسييد التيار المحافظ على مفاصل الحكم فى البلاد.

 

ويستند جنتى كذلك على تاريخ طويل من العمل السياسى والدولى، فإلى جانب كونه أحد أبرز معارضى الشاه وأحد مساعدى الخمينى فى أعمال الثورة التى أطاحت بالأسرة البهلوية مطلع العام 1979، تولى منصب قاضى محكمة الانقلاب التى شكلها الخميني، والتى قضت بإعدام الكثير من المعارضين لمبدأ الولاية المطلقة، ومن بين الذين صدر حكم بإعدامهم كان ابن جنتى نفسه، الذى اتهم بالانتماء إلى جماعة "مجاهدى خلق" المصنفة دوليا باعتبارها منظمة إرهابية.

 

ولد جنتى بالعام 1927 بمحافظة أصفهان وسط إيران، أى إنه يبلغ من العمر نحو 90 عاما، وربما تكون سنه المتقدمة هى نقطة ضعفه لجهة انتقاد الخصوم حال الجلوس للاقتراع على تسمية المرشد الثالث بعد رحيل أو عجز المرشد الحالى، على خامنئى.

 

هاشمى شاهرودى.. أول زعيم عربى محتمل لبلاد فارس

هاشمى شاهرودي
هاشمى شاهرودي

 

يبلغ آية الله محمد هاشمى شاهرودى من العمر قرابة 69 عاما ويعد واحدا من رجال الدين المشهود لهم بالوسطية والاعتدال إلى جانب كونه من أبرز مؤيدى مؤسس الجمهورية آية الله الموسوى وأحد أتباعه المخلصين، إذ كان مصاحبا له فى أثناء فترة نفيه إلى العراق وإقامته بالنجف الأشرف.

 

يُعرف عن شاهرودى هجرته السياسية والدينية من حوزة النجف إلى حوزة قم فى أعقاب نجاح الثورة الإسلامية عام 1979م، ونظرا لثقة المرشد الحالى على خامنئى فيه فقد أوكل إليه منصب رئاسة السلطة القضائية لمدة عشر سنوات، وذلك من العام 1999 إلى العام 2009، كما شغل عضوية مجالس: خبراء القيادة وتشخيص مصلحة النظام وصيانة الدستور.

 

وبالرغم من تمتع شاهرودى بكل مواصفات المرشد وعدم تقدمه فى العمر، إلا إنه يواجه مشكلة مهمة تجاه نظرة الإيرانيين الشوفينية إلى العرب، وعدم تقبل الرأى العام الإيرانى أن يكون مرشدهم مواطن عربى عراقى، خاصة أنه يقدم نفسه فى المناسبات العامة كونه عراقيا وليس إيرانيا.

 

إبراهيم رئيسى.. من السلطة الرضوية للسلطة الولاتية

إبراهيم رئيسى
إبراهيم رئيسى

 

قبل أن يصدر على خامنئى يوم الاثنين الموافق السابع من مارس من العام الماضى قرارا بتعيين حجة الإسلام إبراهيم رئيسى سادناً للعتبة الرضوية وهى مرقد الإمام الثامن على بن موسى الرضا فى مدينة مشهد، عاصمة محافظة خراسان رضوى، الواقعة شمالى شرق إيران، كان رئيسى يشغل منصب المدعى العام الإيرانى ومدير مكتب التحقيقات العام، والمدعى الرئيسى بالمحكمة الخاصة برجال الدين، لكنه ومع كل ذلك لم يكن معروفا لدى أغلب المراقبين المتابعين لتطورات الشؤون الإيرانية، اللهم إلا فى أضيق نطاق.

 

من وقتها حظى رئيسى بقدر كبير من الأضواء المصلتة على تحركاته السياسية وبدأ فى الظهور كمصدر من مصادر الإعلام توضع تصريحاته وصوره فى صدور الصحف الصباحية الطهرانية، خاصة أنه يتمتع بعدد من المميزات النسبية التى تجعله يجلس متفوقا على كل أقرانه المرشدين المحتملين للجمهورية الإسلامية وهى كونه مرشح أصغر سنا (قرابة 56 عاما) من كل المرشدين المحتملين ذوى الحظوظ الوفيرة.

 

لكن المعضلتين اللتين تواجهان طريق رئيسى نحو قمة السلطة فى إيران، هى أولا: كونه لم يحصل بعدُ على درجة آية الله اللازمة للمنصب، وثانيا: المعارضة العنيفة المحتملة من التيارات السياسية الإصلاحية والمدنية نظرا لكونه كان واحدا من أعضاء ما يعرف بـ"لجنة الموت" والتى تنسب إليها التيارات السياسية ـ من بينها الحركة الخضراء ـ مسؤولية قمع المعارضين السياسيين المدنيين فى العام 1988، تلك التى أنهت الوجود اليسارى فى الحياة السياسية الإيرانية تقريبا.

 

حسن الخمينى.. أصدقاء جدك إذ يناصبونك العداء

حسن الخمينى
حسن الخمينى

 

مات أحمد الخمينى نجل مؤسس الجمهورية فى يوم السابع عشر من مارس بالعام 1995 تاركا وراءه نجله، حسن، الذى ولد قبل نجاح الثورة الإسلامية بأزيد قليلا من 6 أعوام وتحديدا فى الثالث من ديسمبر من العام 1972، وبعد نجاح الثورة ظهر طفلا يجلس على فخذ جده ويلهو حوله وهو الذى تتلمذ على يديه ودان له بالطاعة أولئك الذين يناصبونه العداء راهنا.

 

المؤكد فى السيرة الذاتية لحسن الخمينى أن المرشد الحالى على خامنئى وقيادات الحرس الثورى لا يرضون عن انخراطه فى الحياة السياسية ويفضلون بقاءه صامتا؛ لاعتبارات متعددة من بينها أنه قريب إلى تيار الشبان المعارض لعدم تداول السلطة فى البلاد والذين يريدون شابا حيويا يصعد إلى منصب المرشد.

 

ويعيد حسن إلى أذهان الناس كاريزما جده ومن المتوقع حال صعد إلى السلطة ـ فى تصور الحرس الثورى ـ أن يعيد عصر الاستحواذ على السلطات السياسية والاقتصادية والدينية وبالتالى يحرم الحرس الثورى من مكتسباته تلك التى حققها فى الأعوام العشرة الأخيرة وسيطرته على نحو ثلث اقتصاد البلاد، والتى تمكنه من تمويل حملاته العسكرية خارج الحدود الجغرافية لإيران.

 

وللدلالة على ذلك فقد ترشح حسن إلى مجلس خبراء القيادة فى دورته الأخيرة، إلا أن مجلس صيانة الدستور، الذى يجيز المرشحين لخوض الانتخابات، رفض أهليته من الأساس، وبالتالى حُرم من العضوية المهمة فى أحد أكثر المجالس السياسية الإيرانية نفاذا وقربا من الدوائر العليا لصنع القرار.

 

ونظرا للاعتبارات السابقة إلى جانب كونه لم يحصل بعد على درجة آية الله فإن حظوظه فى الوصول إلى منصب المرشد يعد أحد الأمور المستبعدة بالنظر إلى تعقيدات العلاقات بين السلطات الإيرانية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة