يستعد إقليم كتالونيا لإجراء استفتاء شعبى بشأن انفصاله عن إسبانيا، اليوم الأحد، الأمر الذى أثار التساؤلات عن مصير الفريق الأول فى الإقليم وأحد أبرز أندية الكرة الإسبانية "برشلونة"، فى حال تم الانفصال، إذ يطمح الفريق الكتالونى للبقاء فى الدورى الإسبانى فى الوقت الذى يلوح فيه الاتحاد الإسبانى بإمكانية استبعاد برشلونة من الليغا.
وفقا لموقع "سى إن إن"، أكد نائب رئيس نادى برشلونة، كارليس فيلاروبى، أن فريقه سيلعب فى نفس الدورى الذى يلعب فيه القطب الآخر فى المدينة، إسبانيول، والشهير بالابن العاق لإقليم كتالونيا بسبب ولائه لحكومة العاصمة، مدريد، وبالمقابل شدد رئيس الرابطة المحترفة الإسبانية، خافيير تيابس، على أن اختيار البطولة التى سيشارك فيها الفريق الكتالونى، لن يكون بيد برشلونة بعد الانفصال، وهو ما اعتبره عشاق النادى الكتالونى تهديدا صريحا بطرد فريقهم من الليغا.
ولن يواجه برشلونة صعوبة كبرى فى حال تم منعه من اللعب فى الدورى الإسبانى، بقدر ما سيجد الاتحاد نفسه فى ورطة، إذ يشكل برشلونة أحد أهم العوامل الجاذبة لمتابعة الدورى الإسبانى، الأمر الذى سيؤثر على شعبية "الليغا" حول العالم بالإضافة إلى الأزمة المالية التى ستقع فيها رابطة الأندية المحترفة فى حال خسارة أحد أهم مصادر دخلها.
ولأسباب فنية ومالية، يبدو أن الاتحاد الإسبانى لن يتمكن من التفريط ببرشلونة حتى فى حال الاستقلال، بل ولن يستطيع أيضا الضغط على الفريق الكتالونى عبر تهديده بحرمانه من المشاركة فى الليغا، فعندها سيكون باستطاعة برشلونة أن يلعب فى الدورى الإيطالى أو الفرنسى أو حتى الإنجليزى.
كما نشرت المواقع الأوروبية، وعلى رأسها موقع "Goal" الشهير، تصريحات لوزير كتالونى، أشار إلى إمكانية التحاق برشلونة بالدورى الإنجليزى الممتاز فى حال طرده من الدورى الإسبانى.
على الطرف الآخر، يرى البعض أن مصير الفريق الكتالونى سيكون شبيها بمصير موناكو الفرنسى، إذ سيبقى يشارك فى الدورى الإسبانى كما يحدث مع فريق إمارة موناكو.
ومن جانبه وصف مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، الوضع حول استفتاء "كتالونيا" بشأن الانفصال، بأنه أول حرب إنترنت فى العالم.
وأشار أسانج، على صفحته فى "تويتر" – حسب ما نقلته شبكة "روسيا اليوم"، عن وكالة "نوفوستى" الروسية - إلى أن سكان وحكومة المقاطعة يستخدمون الإنترنت لتنظيم استفتاء الانفصال، بينما تنفذ المخابرات الإسبانية، هجمات معلوماتية، لتجميد شبكات التواصل، واحتلال مبانى الاتصالات، وفرض رقابتها على مئات المواقع فى الإنترنت.
ووفق "أسانج"، فإن ما يجرى فى كتالونيا، هو أكبر نزاع فى الغرب بين شعب ودولة منذ سقوط جدار برلين، وذلك فى الوقت الذى تعتزم فيه سلطات كتالونيا، إجراء الاستفتاء فى 1 أكتوبر المقبل، وهو أمر أعربت الحكومة المركزية الإسبانية، عن معارضتها له وعدم الاعتراف به.
تشهد إسبانيا حالة من التجاذبات قبل اجراء استفتاء إقليم كتالونيا على الانفصال عن الدولة الأم، وتتزامن هذه التطورات مع مطالبات حكومة مدريد للانفصاليين باحترام الدستور. وفى السادس من سبتمبر، تبنى برلمان كتالونيا قانونا لتنظيم استفتاء حول انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية فى مدريد، والذى من المقرر تنظيمه اليوم الأحد، رغم العديد من التحذيرات من السلطات المركزية فى مدريد. ومن المعروف أن إقليم "كتالونيا" يعد من أهم المناطق الاقتصادية بالنسبة للمملكة الإسبانية، وثانى أكبر المناطق الإسبانية من حيث عدد السكان بـ 7.5 مليون نسمة، وسادس أكبر منطقةٍ إسبانية من حيث المساحة، لذا يجادل القوميون الكاتالونيون بأن مقاطعتهم الصناعية تدعم بقية اقتصاد إسبانيا، وأن ثقافتهم ولغتهم الفريدة تبرر قيام دولة مستقلة.
وأعلن قادة الإقليم إصرارهم على إجراء الاستفتاء رغم قرار المحكمة العليا الإسبانية، والذى يقضى بحظر التصويت. اعتبرت المحكمة الاستفتاء يعد انتهاك للدستور والقانون، بينما تصر الحكومة الإسبانية أن البرلمان الإسبانى وحده هو الذى يمكنه أن يحدد قضايا السيادة، حسبما ذكرت شبكة "سى أن إن" الاخبارية الأمريكية.
وتطفو أجواء من المواجهات بين الحكومة المركزية وقادة الانفصال، حيث أعلنت قوات الشرطة الإسبانية ضبط ما يقرب من 2 مليون صندوق اقتراع معدة للاستفتاء، بينما اتهم رئيس بلدة "إيجوالادا" الكتالونية، مارك كاستيلس، الحكومة الإسبانية بمحاولة إثناء الإقليم عن إجراء الاستفتاء بالقوة، وفقا لوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إفي". وكانت حكومة كتالونيا، قد أعلنت الأسبوع الماضى، رفضها سيطرة وزارة الداخلية الإسبانية على قوات الأمن فى الإقليم، وأكدت عدم قبول ما عدته تدخلا من الدولة، كما مدير شرطة الإقليم أبلغ أفراد الشرطة فى كتالونيا بعدم الالتزام بقرار الحكومة المركزية.
ويثير الاستفتاء، انقسامات كبيرة فى إقليم كتالونيا البالغ عدد سكانه نحو 7.5 مليون نسمة، ويمثل نحو خمس اقتصاد إسبانيا ومخاوف مدريدية ويعد إقليم كتالونيا واحد من 17 مقاطعة إسبانية ذاتية الحكم. فى حالة نجاح الإقليم فى الانفصال؛ فإن هذا الأمر سينعكس بمنتهى القوة على سكان إقليم الباسك، الواقع فى شمالى إسبانيا، والذى ظل الاستقلال المطلب التاريخى للقوميين هناك لقرون. وفى سياق مواز، تظاهر، أكثر من 5 آلاف شاب فى مدينة بلباو، مطالبين بإجراء استفتاء مماثل لما يقوم به سكان كتالونيا، علاوة على تعالى هتافات لصالح الاستقلال وضد الدولة الإسبانية، وذلك وفقًا لما أوردته الموقع الرسمى لإقليم "الباسك".
ومن ناحية أخرى، حذرت منظمة العفو الدولية، فى بيان لها أمس، الحكومة الإسبانية من الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان فى برشلونة، حيث طالبت المنظمة الأممية الحكومة المركزية بالامتثال لمبادئ حرية التعبير واحترام قواعد الديموقراطية. موقف حلفاء مدريد وتخشى أوروبا وقوع إجراءات تربك الاتحاد الأوروبى بعد انفصال كتالونيا عن أسبانيا، ولذلك أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فى وقت سابق من الأسبوع الجارى، أن حكومات أوروبا تدعم وحدة وسيادة إسبانيا، بينما يواصل رئيس الإقليم تحدى التحذيرات الموجهة له من الحكومة الإسبانية، لإلغاء التصويت المقرر فى الأول من أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن أغلب قادة أوروبا تجنبوا التعليق على الخطوة التى سيقدم عليها سكان اقليم كتالونيا، وذلك تخوفًا منهم من اثارة مناطق أخرى بالقارة بنفس الشيء على المدى القريب. من جانب آخر، دعت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو، الاتحاد الأوروبى للوساطة فى الأزمة بين مدريد وحكومة إقليم كتالونيا التى ترغب فى تنظيم استفتاء حول الاستقلال.
ونددت كوالا بتصرفات الحكومة المركزية برئاسة رئيس الوزراء ماريانو راخوى، متهمة إياها بأنها فاقمت الأزمة مع حكومة إقليم كتالونيا، حسب "إفي". وفيما يخص موقف الولايات المتحدة الأمريكية من استفتاء كتالونيا، شدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أن إسبانيا يجب أن تبقى موحدة، وقال: "أعتقد حقاً أن الشعب الكاتالونى سيختار البقاء فى إسبانيا"، وذلك حسبما أفادت وكالة "رويترز" العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة