. 100 طالب يواجهون المصير الغامض بعد النصب عليهم
· رئيس السلامة البحرية: الأكاديمية الوهمية تقدمت بطلب العام الماضى وحذرناها من المزاولة لعدم استيفاء الشروط
· استغلت اسم وزير النقل السابق فى كذبهم على صفحات الجرائد
· المتهمون اتفقوا مع جهة أجنبية لاعتماد الشهادات دون موافقة الجهات الأمنية
· والمتهم ينكر عدم مصداقية الأكاديمية لاعتماد شهاداته ومقرراتها من جامعة اجنبية
"التميز شعارنا وقادرون على المنافسة بأعلى مستوى تعليمى"، بهذه الكلمات استطاع عدد من المحتالين الترويج لأكاديمية وهمية لجذب عقول الشباب أصحاب المجموع الضعيف بالثانوية العامة لكسب المال غير المشروع الذى وصل إلى آلاف الدولارات، زاعمين منحهم شهادة معتمدة على غير الحقيقة.
بدأت الواقعة باستقطاب الطلاب لاستقبال أول دفعة فى سبتمبر 2016 ونشر إعلانات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بالإضافة إلى نشر إعلانات بمحافظة القاهرة ومنطقة التجمع الخامس لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب فى العام الدراسى وكتابة عبارة "هدفنا هو رفع كفاءة الضابط البحرى المصرى من خلال برنامج تعليمى وسكنى على غرار المستوى العالمى".
مقر الأكاديمية الوطنية بالكنج مريوط والبوابة الخارجية لها
ولزيادة الثقة فى الأكاديمية الوهمية وضعوا عبارات "حاصلين على ترخيص وتفويض من دولة بنما، وبليز حقق حلمك لتصبح قبطان بحرى معترف به دولياً"، ولكى تكون الأكاديمية الوهمية بعيدة عن أعين المسئولين اختاروا منطقة الكينج مريوط غرب الإسكندرية، واستأجروا فيلا بها حديقة وحمام سباحة لكى تستوعب الأعداد الكبيرة التى سيتم استقبالها وتحويل غرف الفيلا إلى قاعات محاضرات بالإضافة إلى دور إدارى.
كما وضعوا لافتات أعلى الفيلا بعنوان "الجامعة العربية المفتوحة.. الأكاديمية الوطنية للعلوم البحرية والتكنولوجيا"، ووضع أعلام وهمية لزيادة الثقة وجذب الطلاب للالتحاق بالأكاديمية، ونشروا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى للإعلان عن المصروفات والإجابة على تساؤلات الطلاب بخصوص التحويلات من الكليات الأخرى إليهم وشروط التقديم التى تفتح أبوابها للحاصلين على شهادات علمى وأدبى من خريجى الثانوية العامة.
اعلان على الفيلا من الخارج
كما نشروا إعلان لوظائف يطلبون فيها محاضرون شرط أن يكون ربان له خبرة فى المجال البحرى وليس عضو هيئة تدريس معتمد، بالإضافة إلى وظائف علاقات عامة من السيدات، ومدرب لياقة بدنية وسباحة، وخريجى قسم الملاحة البحرية، وشئون عاملين .
من ناحيته ، قال اللواء خالد زهران، رئيس الهيئة المصرية للسلامة البحرية، والذى كان صاحب اليد الأولى فى كشف الأكاديمية الوهمية، إن أى كيان يرغب فى مزاولة العمل بالنقل البحرى، عليه أن يتقدم بطلب للهيئة، للتأكد من التزامه بالاشتراطات المطلوب توافرها طبقا لقرارات وزارية متفق عليها، إلا أنه يصعب تنفيذها، وبالتالى لا يوجد أى مكان على مستوى الجمهورية يعمل فى ذلك سوى الأكاديمية.
الفيلا من الداخل
وأوضح زهران أن الأكاديمية الوهمية تقدمت بطلب لإنشائها العام الماضى، ولكن تم رفضها لعدم مطابقة الاشتراطات المطلوبة وتم تذييل جواب الرفض بتنبيه وتحذير بعدم مزاولة المهنة، إلا بعد تنفيذ هذه الاشتراطات.
وقال زهران، إن اعتماد شهادات أى أكاديمية يبدأ بتوقيع عميد المعهد المختص، ثم تصديق رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، ثم اعتماد الهيئة المصرية للسلامة البحرية ، التى يرأسها، باعتباره رئيس السلطة البحرية المختصة وهى أعلى جهة فى مجال النقل البحرى فى مصر، والتى حصلت على صلاحيتها من المعاهدة الدولية البحرية، وبالتالى أى كيان خارج هذه الموافقات لا يتم الاعتراف به، ويعتبر "وهمى" وشهادات غير معترف بها دوليا ويسىء بالأمن القومى المصرى، عند تقدم أى خريج لها للعمل ويتم التأكد من عدم صحة شهاداته وإمكانيات تعليمه وبالتالى يضر بسمعة البحارة المصريين بوجه عام، إذا تكرر عدد المتقدمين للوظائف.
حمام سباحة بالفيلا
وأكد رئيس الهيئة فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه تفاجأ بعدد من الإعلانات بالطرق والشوارع ووسائل الإعلام المختلفة وصفحات الجرائد ومواقع السوشيال ميديا بفتح باب التقدم للأكاديمية واستقبال الطلبة الراغبين فى الالتحاق دون شروط أو درجات نجاح، مع إتاحة الفرصة للعمل فى المجال بانتهاء الدراسة التى ستستمر 4 سنوات وبشهادة معتمدة برسوم مالية تصل إلى 11 ألف دولار فى العام الدراسى الواحد.
وأشار اللواء خالد زهران، إلى قيام الهيئة بتقديم بلاغات للجهات المختصة، من مباحث الأموال العامة، والنيابة، ونشرها تحذيرات فى الجرائد لتوعية أولياء الأمور بالإضافة إلى نشر ذلك فى صفحتها على الانترنت وصفحات السوشيال ميديا.
وأوضح زهران أن الأكاديمية استغلت عددا من الشخصيات العامة والمعروفة فى المجال البحرى، ووضعت أسماءها وصورها على "البرشورات" الإعلانية الخاصة بها ، لجذب أكبر عدد من الطلاب إليها، وكان أبرزهم الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل السابق، والذى نشر بعدها تكذيبا ينفى علاقته بالأكاديمية ، وأن كل ما حدث هو قيام المسئولين عن الأكاديمية بالتحدث إليه عن رغبتهم فى انضمامه لهم، ولكن بعد تأكده عدم حصولهم على الترخيص من الجهة الرسمية المسئولة رفض العرض قائلا : عندما تستوفوا الشروط سأكون معكم، فاستغلوا جملته وأعلنوا اسمه فى قائمتهم، بالإضافة إلى وضعهم صورة عقيد بحرى سابق خارج الخدمة يعمل حاليا مرشدا بميناء الإسكندرية فى هيكل مجلس الإدارة بصورته مرتديا زيه الميرى وتحت لقب لواء لإعطاء المزيد من الثقل للأكاديمية، الأمر الذى نفاه الضابط البحرى برمته.
شعار الاكاديمية
كما استعانت الأكاديمية بجهة أجنبية بخلاف الفنان باعتماد شهادتها وهى جامعة رومانية ، الأمر الذى عرضهم لمخالفة القانون مرة أخرى والذى ينص على منع إجراء أى تعاقدات أو بروتوكولات أو مذكرات تفاهم مع أى جهة أجنبية، إلا بعد الحصول على الموافقات الأمنية المتبعة، الأمر الذى لم ينفذوه.
وأكد زهران أن التحقيقات الأولية التى أجرتها الهيئة للتأكد من مخالفة الأكاديمية الوهمية أكدت استعانتهم بالسفير المصرى فى دولة رومانيا لاعتماد الشهادة من الجامعة الأجنبية ووضعوا صورته أيضا فى اعلاناتهم.
وأشار زهران إلى قيام الكيان الوهمى، المقبوض على صاحبه بتغيير اسمه 3 مرات، كان أوله تحت مظلة الجامعة المفتوحة، ثم الأكاديمية الوطنية للنقل البحرى، وأخيرا " الوطنية للنقل البحرى"، لإضفاء الجانب السيادى عليهم، خاصة بعد نشر صور الهيكل الإدارى والأكاديمى ويرتدى معظم بدل كبرى.
جانب من الإعلانات لاستقطاب الطلاب
وأكد زهران أن الأكاديمية الوهمية استقطبت الطلبة الذين لم يحصلوا على نسب مئوية مطلوبة بمبالغ مالية كبيرة، من طلاب بمختلف الجنسيات بلغ عددهم 100 طالب، مشيرا إلى أن الكلية لن يحال مصيرهم إلى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وإذا رغبوا فى ذلك عليهم التقدم لها واستيفاء الشروط المطلوبة منهم.
وتمكنت الأموال العامة بمديرية أمن الإسكندرية من ضبط ح ج سن 40 بحرى يعمل على السفن التجارية مقيم مصر الجديدة ، وا ح ج سن 36 خريج الأكاديمية مقيم بذات العنوان، وا م ش سن 71 عضو سابق بهيئة التدريس بالأكاديمية مقيم دائرة قسم أول الرمل، لإنشائهم ما يسمى بالأكاديمية الوطنية للعلوم البحرية والتكنولوجيا بمنطقة الكينج مريوط دائرة قسم شرطة ثان العامرية "بدون ترخيص" أو موافقة الهيئة المصرية للسلامة البحرية التابعة لوزارة النقل البحرى والإعلان عنها عبر موقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " ووسائل الإعلام لاستقطاب راغبى الالتحاق بالأكاديمية من الطلبة الراغبين فى العمل على البواخر التجارية.
جانب من الاعلانات
جاء ذلك بعد بلاغ من هيئة السلامة والملاحة البحرية لنصب هذه الجهة على الطلاب لتلقى الدراسة لمدة 4 سنوات مقابل مبلغ 11000 دولار أمريكى للعام الدراسى على أن يمنح الدارسين على خلاف الحقيقة شهادة بحرية معادلة من المجلس الأعلى للجامعات وجواز سفر بحرى، وإمعاناً منهم فى النصب والاحتيال على المواطنين، أعدوا مبنى بالمنطقة المشار إليها بداخله قاعات تعليمية ووضعوا لافتات إرشادية على الطريق باسم الأكاديمية لبث الثقة والطمأنينة لدى الطلاب المُلتحقين بالأكاديمية.
وأكدت التحريات صحة البلاغ وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف مقر الأكاديمية وضُبط بداخلها جهاز حاسب آلى مدون عليه بيانات الطلبة المُقيدين بالأكاديمية ومبلغ 26000 جنيه ومبلغ 1200 دولار أمريكى ، وتم ضبط المتهم الأول حال تواجده بمنطقة المندرة دائرة قسم ثان المنتزه، بمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع المتهمين الهاربين، كلفت إدارة البحث الجنائى بضبط المتهمين الهاربين، تحرر المحضر إدارى قسم شرطة ثان العامرية وجارى العرض على النيابة.
فيما أنكر الذى تم ضبطه علمه بمخالفة القوانين المتبعة، واعتبار جامعة رومانيا جهة اعتماد لشهادات الأكاديمية، وعمل مقررات معتمدة من خلالها لتدريس الطلبة.
وقررت النيابة العامة تجديد حبس المتهم الأول 15 يوما على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط وإحضار المتهمين الآخرين.
جانب من الاعلانات الترويجية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة