يوافق أمس السبت ذكرى مرور عامين على بدء العملية العسكرية الروسية فى سوريا، حيث إنه خلال هذه المدة نجحت موسكو فى تغيير المعادلة لصالح الجيش السورى الذى حقق بدوره ذلك تقدما حاسما فى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وبالتوازى مع ذلك تم توسيع رقعة المصالحات الوطنية بما يخدم العملية السياسية.
لكن، وبدعم من موسكو، تمكنت دمشق من عكس الوضع من خلال شن هجوم مضاد ضد الإرهابيين فى المناطق الرئيسية من البلاد.إذ تم تطهير محافظات رئيسية من الإرهابيين على رأسها طبعا مدينة تدمر العابقة بتاريخ الحضارة، والتى اضطرت القوات لتطهيرها مرتين على التوالى من الإرهابيين، ثم عملية استعادة السيطرة على مدينة حلب ومحيطها، فى معارك دارت من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، وكذلك مدينة حمص وجوارها. وهنا قدمت روسيا مساعدة فعالة للقيادة السورية. وبفضل مشاركتها النشطة، فإن البلد، الذى عانى كثيرا من مواجهات عسكرية طويلة ودامية، بدأ يعود أخيرا إلى الحياة السلمية بخطى ثابتة وإن كانت بطيئة.
إن أهم إنجاز فى الأيام الأخيرة يعتبر العملية التى أجريت بنجاح فى منطقة دير الزور، التى كانت لفترة طويلة تحت حصار الإرهابيين. وقال الجنرال سيرغى رودسكوى، رئيس إدارة العمليات الرئيسة فى الأركان العامة للقوات المسلحة، "إن هذا الانتصار يتجاوز كل الانتصارات التى كان ينتظرها الشعب السورى منذ أكثر من ثلاث سنوات".
خلال عملية تحرير دير الزور وفك الحصار عنها، شن الطيران الروسى غارات على مدار الساعة ضد مواقع الإرهابيين، حيث كانت كل طائرة تنفذ من 3 إلى 4 طلعات جوية فى اليوم الواحد، من أجل حرمان الإرهابيين من التقاط أنفاسهم وإعادة تجميع قواتهم.
وعلاوة على غارات الطيران الروسى، شاركت قوات الأسطول الروسى، بفعالية فى دكّ مواقع الإرهابيين بصواريخ كروز من طراز كاليبر.
وأكدت وحدات قوات العمليات الخاصة فعاليتها القتالية. وكذلك الأطباء والجهاز الطبى الذى قدم ضحيتين من الممرضات فى حلب، والشرطة العسكرية التى تسهر حاليا على تطبيق خطط خفض التصعيد، وتراقب مدى التزام الأطراف بوقف النار، كل هذه التشكيلات أسهمت وما زالت تسهم فى تحقيق النصر على الإرهاب فى سوريا، وفى تشكيل الأساس الصلب لإعادة بناء المستقبل فى البلاد.
والمساهمة الروسية فى سوريا لم تقتصر على العمليات القتالية للقوات المسلحة التى شاركت بفعالية فى تصفية الجماعات الإرهابية فحسب، بل تعدتها إلى تقديم المساعدة فى بناء حوار سلمي، عن طريق مركز المصالحة، الذى أنشأته القوات الروسية فى مطار حميميم، وكذلك فرق تقديم المساعدات الإنسانية من أجل استعادة الحياة فى المناطق المحررة من البلاد.
إن المشاركة العسكرية الروسية فى مكافحة الإرهاب فى سوريا، سمحت باستقرار الوضع فى البلاد، ووجهت ضربة قاسمة وقوية للإرهابيين الدوليين.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول خبراء إن العملية الروسية، أظهرت الإمكانيات العالية للجيش والبحرية الروسية، بما فى ذلك قدرتها على القيام بعمليات حتى فى مسرح العمليات النائية جغرافيا.
ويشير الخبراء إلى أن روسيا أظهرت قدرات متفوقة وأسلحة جديدة: الطائرات والطائرات من دون طيار وصواريخ كروز والحرب الإلكترونية ووسائل الاعتراض"، وكذلك نظام الإدارة، والموظفين، والقوات، والدعم اللوجستى، والخدمات اللوجستية، حيث عملت جميع الخدمات بشكل جيد للغاية.
وبطبيعة الحال، فإن الطيارين الروس، ولأول مرة فى فترة ما بعد الاتحاد السوفيتى، تمكنوا من المشاركة فى المعارك فى الشرق الأوسط، وذلك باستخدام أحدث الأسلحة عالية الدقة والقنابل الجوية الموجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وقد سمحت المشاركة العسكرية فى سوريا، لوزارة الدفاع الروسية بالتحقق من الاستعداد القتالى لجميع الطيارين العسكريين تقريبا.. وذكرت وزارة الدفاع، أن ما يقرب من 90% من أفراد القوات الجوية تلقوا خبرة قتالية.
وقد نفذ الحملة الروسية ثلاثة أرباع طواقم الطيران البعيد المدى، وحوالى 80% من الطائرات التكتيكية التشغيلية و88% من طائرات النقل العسكرى، وحوالى 90% من الطيارين. ولاحظت الأركان العامة أن نتائج الطلعات القتالية كشفت عن الجوانب الإيجابية والسلبية للتدريب على الطيران، وكانت الاستنتاجات التى تم التوصل إليها أساسا لتغيير عملية التعلم والتدريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة