يوم عصيب تعيشه إسبانيا، اليوم الأحد، فى ظل الاستفتاء الذى تجريه حكومة كتالونيا للانفصال، وسط رفض من حكومة مدريد، والمجتمع الدولى، الذى يرى أن الاستفتاء اختراق للأمن القومى للبلاد، وعلى العكس يرى رئيس إقليم كتالونيا، أنه بداية لتطبيق مبدأ حرية الاختيار عن طريق الصندوق، وحق تقرير المصير، فالمشهد الحاضر والبارز بقوة منذ صباح اليوم، هو "السحل والضرب والرصاص"، الذى لجأت إليه حكومة إسبانيا لمواجهة الاستفتاء.
ÚLTIMA HORA https://t.co/VTIn7KxLfp Cargas policiales en el centro de Barcelona, cerca de un centro de votación pic.twitter.com/rSYYotbDv8
— EL PAÍS (@el_pais) October 1, 2017
ومع اللحظات الأولى، من انطلاق استفتاء انفصال إقليم كتالونيا، عن إسبانيا، صباح اليوم الأحد، نفذت الحكومة الإسبانية، تهديداتها ووعيدها خلال الأيام الماضية، بأنها ستتصدى لمحاولة رئيس الإقليم، إجراء الاستفتاء فى موعده المحدد، الأمر الذى بدأ بحشد قوات الشرطة الإسبانية، داخل "كتالونيا"، إلى تطور الأمر لاقتحام مراكز الاقتراع، ومحاصرة البعض الأخر، إضافة الاشتباك مع الناخبين، ومصادرة صناديق وأوراق التصويت.
وفى هذا الصدد، اشتبكت الشرطة الإسبانية، مع الناخبين الراغبين فى الإدلاء بصوتهم فى الاستفتاء على انفصال إقليم كتالونيا، عن إسبانيا، واقتحمت الشرطة، عددا من مراكز الاقتراع، حسبما أفادت وكالات الأنباء العالمية.
وانهالت شرطة الحماية المدنية المركزية، بالضرب على كل من نجح فى الوصول إلى صناديق الاقتراع، وأنصار الاستفتاء، فى محاولة لمنعهم من التصويت، الأمر الذى نتج عنه إصابة 40 شخصا، وهنا لم تفرق الشرطة الإسبانية، بين أعمار الناخبين، أو التفرقة بين إن كان الأشخاص الذين تتعرض لهم مسالمين أم لا، ما انعكس فى إصابة عدد من المسنين المشاركين فى الاستفتاء.
ولم تقتصر الاشتباكات بين الشرطة، والكتالونيين، على بعض المناوشات والشد والجذب فقط، بل رصدت مقاطع فيديو، نشرتها وكالات الأنباء العالمية، العشرات من عناصر الشرطة، وهم ينهالون بالضرب، ويسحلون أنصار الاستفتاء أمام إحدى محطات الاقتراع، فى مدينة برشلونة، عاصمة الإقليم، فى محاولة لمنعهم من التصويت.
سحل واعتقال مؤيدى الانفصال فى كتالونيا
كما حطم عناصر من الشرطة الإسبانية، واجهة مركز اقتراع قبل أن تقتحمه لطرد الموجودين فيه، وأظهرت لقطات أخرى عناصر من الشرطة، يسحلون أشخاصا يرغبون فى التصويت، بينما ظهر أحد المدنيين بثياب ممزقة جراء المواجهات مع الشرطة.
وذهبت الشرطة الإسبانية، بالمواجهات إلى حد بعيد من التصعيد، حيث أطلقت وابلا من الرصاص المطاطى لتفريق الناخبين المحتشدين أمام مراكز الاقتراع فى برشلونة للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء، هذا فى وقت تعتبر فيه الحكومة المركزية بمدريد، الاستفتاء "محظورا"، وسارعت من قبيل الاستفتاء إلى إغلاق عدد كبير من المرافق العامة التى تحولت إلى مراكز اقتراع، وصادرت صناديق الاقتراع، لكن أنصار الاستفتاء توجهوا للمراكز على الرغم من إغلاقها، فى خطوة تتحدى رفض مدريد للاستفتاء.
إصابة إمراه مسنة خلال الاستفتاء
الشرطة الإسبانية تقتحم مراكز الاقتراع فى كتالونيا
ويعد الاستفتاء واحدا من أسوأ الأزمات الدستورية التى تتعرض لها إسبانيا منذ عشرات السنين، حيث هناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف فى الشوارع بين المؤيدين والمعارضين لانفصال كتالونيا، عن إسبانيا.
وعلى جانب أخر، اتهمت الحكومة المركزية الإسبانية، شرطة إقليم كتالونيا، بالتصرف بمعايير سياسية وغير مهنية وانحيازهم للاستفتاء الذى علقته المحكمة الدستورية بمدريد.
وذكرت صحيفة "يورو برس" عن مصادر الشرطة المركزية الإسبانية، تصريحها، بأن الشرطة والحرس المدنى يمتثلان لأوامر القاضى ويزيلان بالفعل أوراق الاقتراع والصناديق من مراكز الاستفتاء غير الشرعى.
ورقة الاقتراع لاستقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا
فيما قال وزير الداخلية لإقليم كتالونيا، بعد التصويت، "نحن نمارس حقنا فى الحرية والديمقراطية والكياسة والقناعة"، وبعد إدلاء وزير الداخلية، جواكيم فورن، بصوته فى الاستفتاء، قال، على موقع التغريدات "تويتر"، "إننا اليوم، نحن الكتالونيون، نمارس حقنا فى التصويت بحرية وديمقراطية وكياسة وقناعة، وقد فعلت ذلك بالفعل"، كما أرفق الرسالة مع صورة يدلى فيها بصوته.
ومن جهته، ندد رئيس إقليم كتالونيا، كارليس بيجديمونت، اليوم الأحد، بالعنف غير المبرر من جانب الشرطة الوطنية فى برشلونة لتفريق متظاهرين كانوا يريدون التصويت فى الاستفتاء الذى منعته مدريد.
رئيس إقليم كتالونيا كارليس بيجديمونت يصوت ممسكا "وردة حمراء"
وقال للصحفيين، إن "الاستخدام غير المبرر للعنف وغير العقلانى وغير المسئول من جانب الدولة الإسبانية لن يعطل إرادة الكاتالونيين"، مشيرا إلى ضرب بالهراوات واستخدام الرصاص المطاطى واعتداءات من دون تمييز على أشخاص يتظاهرون سلميًا"، فيما أمسك بـ"وردة حمراء"، فى يده، عقب انتهائه من الإدلاء بصوته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة