الأخطر من إعلان الدولة الكردية بدأت ملامحه تتشكل.. «الأسايش يمهلون المهندسين العراقيين خمسة أيام للخروج من سد الموصل»، خبر تناقلته الكثير من الصفحات وهم لا يعلمون أن الأسايش والبيشمركة يسيطرون فعلا على سد الموصل، حرب الوجود الحقيقى بدأت بأسرع مما كنا نتوقع، إنها حرب المياه، فصائل كردية فى سوريا تسيطر على نهر الفرات بدعم أمريكى وإسرائيلى علنى، البرزانى رفع راية الحق الكردى والدولة الكردية للالتحاق رسميا بمحور شيطانى غامض النوايا يتحرك ضمن تفسيرات وتأويلات دينية توراتية، من الفرات إلى النيل، هذا السيناريو بدأ منذ أكثر من عشرة أعوام وتحديدا منذ انفصال جنوب السودان الذى رفع أيضا الأعلام الإسرائيلية إنها منطقة النيل الأزرق الذى يمثل شريان مصر الرئيسى.
الخطة تقضى بالسيطرة على المياه وهذا أخطر من الاستفتاء وأخطر من احتلال كركوك، بل هو رأس حربة وراية خطيرة لطبيعة الحرب المقبلة، إنها حرب الوجود بامتياز وأى تهاون أو مساومة أمام هذا الموقف يعتبر خيانة عظمى لمستقبل العراق، حرب المياه اطلقت شرارتها وعلينا الاستعداد للمواجهة.
وهناك عدد من الاستحقاقات تتشكل فيها مواقف ويترتب عليها إجراءات قد تدخلنا إلى نفق سريع لمرحلة جديدة أو تشعل النار من تحت الرماد وتغير فى كل المعدلات السياسية، ماذا سيحدث إذا تراجع ترامب عن هذا الاتفاق النووى المعروف بخمسة + واحد مع إيران؟!
كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أن الرئيس الأمريكى سيعلن أنه لن يصدّق على الاتفاق النووى، وسيرسله للكونجرس لإعادة فرض عدد من العقوبات المشدّدة على إيران.
وبحسب الصحيفة، فسيعلن ترامب فى خطاب موجّه للشعب فى ١٢ أكتوبر الجارى استراتيجية الإدارة الأمريكية لمواجهة الدولة الإرهابية الأولى فى العالم، كما قال فى آخر خطاباته.
وبحسب مسؤولين أمريكيين كشفوا للصحيفة، أن ترامب يريد إعادة التفاوض على الاتفاق الذى وصفه بالمخجل، وسيفتح باب العقوبات من جديد على إيران على أى حال.
ونشرت قناة «سى إن إن»، الأنباء نفسها التى تحدثت عن نيّة ترامب إعلان عدم امتثال إيران للاتفاق النووى.
وعلّق الرئيس الأمريكى على هذه التسريبات، بالقول إن طهران لم تحترم روح الاتفاق النووى، وذلك قبل أيام من إعلانه موقفه بشأن هذا الاتفاق.
وقال ترامب، متحدثاً عن إيران: «إنهم لم يحترموا حتى الآن روح هذا الاتفاق» الموقّع فى 2015 بين طهران، والقوى الست الكبرى: الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، والذى يهدف إلى ضمان الطابع السلمى للبرنامج النووى الإيرانى مقابل رفع تدريجى للعقوبات عن إيران.
وأضاف الرئيس الأمريكى فى بداية اجتماع فى البيت الأبيض بحضور كبار المسؤولين العسكريين فى البلاد، «أن النظام الإيرانى يدعم الإرهاب ويصدّر العنف والفوضى فى الشرق الأوسط».
وتابع «ترامب»، قائلاً: «لذا يجب أن نضع حداً للعدوان المستمر من إيران ولطموحاتها النووية»، مشدّداً على أنه «يجب ألا نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية».
ورداً على سؤال حول قراره المنتظر بشأن الاتفاق النووى، أكّد الرئيس الأمريكى أنه سيعلنه فى وقت «قريب جداً»، وقال: «ربما يكون هذا فقط هدوء ما قبل العاصفة».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب بصدد إصدار قانون يلزم القانون بأن يُبلغ الرئيس الأمريكى الكونجرس، كل تسعين يوماً بمدى التزام إيران بالاتفاق، وما إذا كان رفع العقوبات عنها قد يصب فى المصلحة القومية للولايات المتحدة، مؤكدا التصعيد المستمر ضد إيران والتلويح بمراجعة الاتفاق من الجانب الأمريكى استعدت له إيران منذ فترة لتواجهه بالتيار المتشدد بالداخل والأسبوع المقبل سيكشف الكثير بعد استنفاذ المهل القانونية.
تعطيل مسار التسوية فى سوريا لتواجد إيران على الأرض سمح لها ببناء قدرات صاروخية وقواعد عسكرية ومليشيات مسلحة تعكر الاستقرار فى سوريا ولبنان وعلى البحر المتوسط.
العراق لن يكون قابل للاستقرار فإيران عدو العالم العربى تزيد من نفوذها بتوغلها المستمر بالحرس الثورى فى الدول العربية ونجدها فى اليمن على البحر الأحمر ولها دور معرقل بهدف الهيمنة على المنطقة من جانب البحر الأحمر والمتوسط.
فهناك مخاوف عديدة من تطوير إيران لصاروخ البالستى وتفتقد الكثير من التفاهمات للسياسة المستقبلية الإيرانية فى المنطقة.
مواجهة المجتمع الدولى بعد الانسحاب من هذا الاتفاق من جانب الأمريكى له ردود أفعال أيضا وعقوبات أمريكية منها وقف صفقات مالية مع الشركات العالمية أو الأوروبية تتعامل مع طهران من فوق الطاولة أو من خلف الستار، لذلك فى حال تنفيذ هذا الاتفاق أو فى حالة إلغاءة يدخل مرحلة تاريخية ومؤثرة فى صياغة العالم الجديد فى الشرق الأوسط.
وترامب يقول إن أوباما قام بضرب من الجنون حين قام بتوقيع الاتفاق دون العودة إلى الكونجرس؟! واليوم أرسل للمناقشة والاطلاع فى الكونجرس مرة أخرى المؤشرات سلبية لهذا الاتفاق فهل يتم الإلغاء أو التعديل فقط؟!
العمليات الإرهابية ستزداد وإن كانت بإعلان داعش المسؤولية أو من خلال تجنيد مختل أو مجنون؟! قصر السلام فى السعودية بجدة ومهندس مصرى يعترف بتنجنيده لتفجير مجمع تجارى فى المعادى..إلخ فى ظل التدخلات الروسية والتركية فى سوريا وكما حدث فى عملية لاس فيجاس.. الزمان والمكان والتوقيت كان رسالة لترامب، لذلك يبقى السؤال هذه العملية الأخيرة ليس بإرهابى مسلم أو عربى وليس هناك شبهات حتى الآن سوى تسخير نوعية من الذئاب المنفردة لإعطاء رسائل متفجرة. السعودية أيضا تحركت فى ظل المتغيرات وعقدت اتفاقات حديثة مع روسيا والصين خاصة فى ظل تحرك مصرى فى عملية المصالحة الفلسطنية ونجاح الخطوات الجدية واستعادة عربية لورقة السلام الفلسطينية والاستقرار هو خطة وهدف تسعى إليه مصر والسعودية ليصبح كل منهم يملك أوراقه أمام عدد من التطورات السياسية المقبلة التى تحمل العديد من التسويات الوطنية والعرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة