منذ أيام قليلة استطاع منتخب مصر أن يفوز على الكونغو ويصل إلى مونديال روسيا 2018 بعد سنوات طويلة من المحاولات خلال 28 عاما، وبالطبع نتذكر جميعا أن المنتخب استطاع أن يحقق ذلك فى آخر 3 دقائق من عمر المباراة بعدما كان متعادلا مع الكونغو، هذه الاستراتيجية فى العبور بالمباراة والنجاح فى ذلك شبيهة بالمعركة الدائرة حاليا فى باريس والمعروفة بمعركة اليونسكو.
فمعركة الوصول إلى منصب مدير عام اليونسكو والذى تنافس فيه مصر 7 دول عن طريق ترشيح مشيرة خطاب لا تقل خطورة وأهمية عما حدث فى موقعة برج العرب كما تحتاج إلى تكتيك وطول نفس أيضا.
انتهت الجولة الأولى من الانتخابات بنتائج غير متوقعة بالمرة وهى تقدم القطرى حمد عبدالعزيز الكوارى بـ19 صوتا بينما جاءت المرشحة الفرنسية أودريه أزولاى فى المركز الثانى بـ13 صوتا، وحلت المرشحة المصرية مشيرة خطاب فى المركز الثالث بـ11 صوتا، واللبنانية فيرا خورى لاكويه حصلت على 6 أصوات، والصينى يان تانج من الصين على 5 أصوات، وفولاد بلبل أوجلو من أذربيجان صوتين، وفام سان شاو من فيتنام صوتين، بعد ظهور هذه النتائج الأولية شعر البعض بنوع من الفزع وتعاملوا معها وكأنها نتائج نهائية، لكن فى الحقيقية هى مجرد مؤشرات عادة ما تكون غير صحيحة، ففى سنة 2009 كانت المنافسة قوية وكانت مصر ترشح الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق واستطاع فى الجولة الأولى أن يحصل على 22 صوتا بينما كان نصيب البلغارية إيرينا بوكوفا 8 أصوات فقط، وفى النهاية كانت اليونسكو من نصيب إيرينا بتفوق صوتين على فاروق حسنى وظلت تحكم اليونسكو 8 سنوات.
أقول ذلك لأننى شعرت أن عددا من المتابعين لانتخابات اليونسكو أصابهم نوع من الإحباط، مما سيؤثر حتما على الجولة القادمة، لأننا بدأنا نتصرف كأن الأمر انتهى على هذا الشكل، ولو تسرب ذلك الإحساس إلى الحملة التى تقود المعركة فى باريس سوف تكون النتائج سلبية بالتأكيد.
إن انتخابات اليونسكو جولات ربما تصل إلى 5 جولات، فى كل مرة تتغير النتيجة وربما من كان الأول سوف يصبح الأخير غدا إذا ما استطاع الآخرون أن يديروا الأمور بشكل صحيح، فالمعركة تعتمد على النفس الطويل والضربات المناسبة فى الوقت الصحيح والمكان الصحيح.
المؤشرات الأولى تقول بأن المعركة تدور بشراسة بين مصر وقطر وفرنسا، ورغم أن التصويت سرى ومن الصعب التعرف على من أعطى صوته لمن، فإننا من السهل معرفة أن هناك 15 صوتا ذهبت إلى لبنان والصين وأذربيجان وفيتنام، ومن الواضح جدا أن اللعب فى المراحل المقبلة ستكون على هذه الأصوات، ومن يستطع أن يكسب أى من هذه الأصوات ويقيم التربيطات والعلاقات سوف يستطيع أن يذهب إلى إدارة اليونسكو فى المرحلة المقبلة.
المعركة لم تنته بعد، وما زالت رحاها تدور، ونحتاج إلى الثقة فى النفس والعمل السريع والمنجز، دون التركيز مع الآخرين وعلى طرقهم فى اكتساب الأصوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة