لا والله، لا يمكن أن يتساوى شباب منتخب مصر بقيادة محمد صلاح، والوجوه الرائعة فى مدرجات برج العرب والجالسون أمام شاشات التليفزيون، وبين شباب أدعياء الثورة بقيادة أحمد دومة وأحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح ومحمد عادل وأسماء محفوظ.
كيف يتساوى شباب يبذلون كل غال ونفيس، من أجل رفعة علم بلادهم، وإعلاء شأن وطنهم فى المحافل الدولية، ويصير اسمه مقرونا بالانتصار والنجاح وتردده كل وسائل الإعلام القارية والعالمية، وبين شباب نذر نفسه لحرق المجمع العلمى، ومحاولة اقتحام وزارتى الدفاع، والداخلية، واقتحام السجون وإحراق مراكز الشرطة، والمنشآت العامة، وقطع الطرق لإسقاط البلاد فى بحور الفوضى؟!
كيف يتساوى من يردد نشيد بلادى بلادى، ممزوجة بالدموع، عشقا وامتنانا للوطن، وبين من يقتاتون على الفرقة ويحرضون على التشرذم، ويضج فى جوفهم براكين تفور بالكراهية لكل ما له علاقة بالوطن؟!
كيف نساوى بين من وعد أن يرفع اسم مصر عاليا فى قمة المحفل الرياضى، الأهم والأشهر، نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، والذى سيتابعه الملايين على مستوى العالم، ويرفرف علم مصر فى ملاعب روسيا، ويُعزف السلام الوطنى، مع من ضحك على المصريين وأوهمهم أنهم «مشروبهم الثورى اللذيذ والمفيد»، ثم اكتشفوا أنهم سم قاتل، ومدمر، وأنهم تجار شعارات، يقتاتون على جثث الأبرياء، ويشربون من دماء الشرفاء؟!
كيف نساوى بين من يتدثر بعلم بلاده عقب الفوز فى المباريات، ثم يرفعه عاليا ويطوف الملعب، فخورا أنه مصرى، وبين من أحرق علم بلاده فى ميدان التحرير، ورفع علم «الشواذ» فكريا وجنسيا، ويسفهون ويسخفون من اسم مصر وينطقونها «ماسر»، ويستكثر على المصريين أن يفرحوا، وعلى وطن أن ينهض ويتقدم ويزدهر.
ولابد من الاعتراف أن الجميع خضع وطوال السنوات الماضية، لأبشع ابتزاز من نوعه، عندما روج نخب يناير، والإعلاميون المتقلبون، تقلب الجو فى شهر أمشير، وعدد من رجال الأعمال، لنظرية الشباب، وضرورة تمكينه، وإسناد المسؤولية له.
وعند أى استحقاق انتخابى، يخرج المائة شاب من أعضاء حركتى 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، وأطفال أنابيب الثورة، ونشطاء السبوبة، رافضين لهذا الاستحقاق سواء كان استفتاء على دستور 2014، أو الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات البرلمانية، معلنين أنهم سيقاطعون وسيعزفون عن المشاركة، وهنا نجد الدنيا تقوم ولا تقعد، ويخرج علينا «الخوازيق» الاستراتيجية يقيمون حفلات اللطم والبكاء، وتقطيع الملابس، قهرا من أن الشباب «عازف» والشباب غاضب وأن مشهد عزوفهم ينذر بكارثة، ويطالبون الدولة بجميع مؤسساتها أن تتدارك أسباب عزوفهم.
وتبدأ آلة إعلام يسرى فودة وليليان دواد ومحمود سعد، وباقى فرقة «سوكا طرب» فى الترويج لفكرة عزوف الشباب، وسخطهم وغضبهم، وهو خلط شديد فى الأوراق، والارتباك الأشد فى قراءة المشهد، والفقر المدقع فى فهم الحقائق واستيعابها، فكل جبهة العواطلية «والخوازيق» الاستراتيجية، ودراويشهم، وداعميهم لا يرون فى شباب مصر على امتداد أكثر من مليون متر مريع هى مساحة البلاد، غير قيد أنملة تتمثل فى عدد من يجلس على مقاعد ثلاثة مقاه فى وسط القاهرة، بجانب الرباعى المخرب أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة وعلاء عبدالفتاح، ويتخذ منهم معيارا وإحصائية، للتدليل على أن الشباب لم يشارك فى الاستحقاقات الانتخابية.
هؤلاء النخب العواطلية، «والخوازيق» الاستراتيجية، لم يروا الشباب فى المحافظات المختلفة، والذين يرتدون «الجلاليب» من أبناء الفلاحين والصعايدة، وشباب المناطق الشعبية «الصنايعية» وهم فى طوابير طويلة أمام اللجان الانتخابية، فى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس النواب، باعتبارهم «فلاحين ويع عليهم» على عكس نظرتهم لقيادات حركة 6 إبريل ونحانيح الثورة، من أصحاب الشعر المضفر، فى أبشع عملية اختزال وتشويه وتعال وإنكار الحقوق، والتفرقة بشكل عنصرى، فكل شباب مصر لا قيمة لهم، وأن أحمد ماهر ومحمد عادل، وأحمد حرارة وأسماء محفوظ وعلاء عبدالفتاح، هم شباب مصر الفعلى.. !!
الأحداث الماضية، كشفت بجلاء ووضوح، كما خضع المصريون لعملية الابتزاز المدبرة باسم الشباب، وأن الذى كان يعنيهم فقط مائة شاب تخريبى، من الذين يهتفون يسقط يسقط حكم العسكر، ويستعدون مؤسسات الدولة، ويسفهون ويسخفون من اسم بلادهم، المذكور فى كل الكتب السماوية، بينما الملايين من شباب مصر، فى المصانع والورش والمزارع والحقول، وفى استاد برج العرب، وأمام الشاشات فى مراكز الشباب وعلى المقاهى يهتفون باسم مصر، وفى الشباب الرائع المشارك فى مؤتمرات الشباب، الذى تنظمه مؤسسة الرئاسة.
نحانيح الثورة يخرجون فقط فى المظاهرات، وإثارة الفوضى والتخريب، ونشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى، ويساندون الشواذ، ولا يخرجون فى أى استحقاقات دستورية، أو ممارسة سياسية، ولم يشاركوا فى أى استحقاق انتخابى سوى انتخابات الرئاسة 2012 وذلك لدعم محمد مرسى، وتسليم البلاد لجماعة الإخوان.
لابد أن نعلى من شأن الحقيقة، ونسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية دون تلون أو رتوش، أو مجاملة أو خوف، لذلك لا يمكن أن نساوى بين الأسطورة الوطنية الرائع محمد صلاح ورفاقه، وبين شباب التخريب والتدمير!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة