كرم جبر

«ضُفر محمد برقبته»!

الخميس، 12 أكتوبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلا الإخوان.. أحزنهم فوز المنتخب ووصول مصر إلى كأس العالم، وظلت وسائل إعلامهم الكئيبة تبث سمومها، بينما كان الناس فى الشوارع بالملايين، يرقصون ويحملون الأعلام ويرفعون علامات النصر. إنها حالة مرضية لجماعة فقدت معانى الانتماء.
أغرب ما سمعته مذيع فى إحدى قنواتهم يصرخ: «إنهم يحتفلون بالذهاب إلى كأس العالم، أكثر من فرصتهم بدخول مكة»، وبالطبع كلام مجانين لا يستحق التعليق، لكنه يظهر مدى الزيف والخداع، وحالة الانفصام عن الواقع التى وصلوا إليها، فما علاقة موسكو بمكة، وماذا يربط بين أفراح النصر وذكرى الفتح؟
 
وآخر تقليعة إخوانية هى المطالبة بعودة أبوتريكة ليقود المنتخب فى موسكو، أبوتريكة الإخوانى الذى ساهم فى دعم الإخوان، وسخَّر محبة الجماهير له فى الدعاية لجماعة إرهابية، مع أن الرياضة أخلاق وسمو، ويجب أن يبتعد نجومها عن ألاعيب السياسة، إلا أن النجم الذى أحبته الجماهير لم يحترم شعبيته، وبدلاً من أن يكون مدافعاً عن بلده، اختار الوقوف فى صف جماعة اختطفت الوطن، أو كما يقولون «ضُفر محمد برقبته».
 
لماذا يحزن الإخوان إذا فرح المصريون؟ ولماذا يسعدون فى الكوارث والأزمات؟ لأن وجودهم مرتبط بالمشاكل والنكبات التى يصعدون فوقها، ويصنعون منها إنجازاتهم «الاتجار بالكوارث»، فليس لديهم فكر ولا عقل ولا حل لمشكلة، ولكن لديهم قدرة فائقة فى اصطياد المشاكل، وتأليب الناس وتحريضهم والمتاجرة بأزماتهم.
 
معنى وصول المصريين لكأس العالم، أن مزاج الشعب سوف يتغير، ومن الآن حتى الصيف القادم، ينقلب الاهتمام الجماهيرى إلى متابعة المنتخب وتشجيعه ومشاهدة مبارياته، وهذا يحزن الإخوان كثيراً، لأن الناس سينصرفون عن الغم والهم والنكد، الذى يريد الإخوان أن يعيشوا فيه، وهم يعلمون جيداً أن المصريين يريدون الفرحة، ويبحثون عن انتصار يشحن فيهم الحماس والوطنية.
فوز مصر أحزن الإخوان، لأنهم شاهدوا بأعينهم ملايين الشباب العاشق لوطنه، حملة الأعلام وليس الديناميت والمتفجرات، يهتفون باسم الوطن، ويقولون للعالم: «هذا هو شبابنا، أولادنا.. وبناتنا» صورة تفرح القلب. إنهم ليسوا إرهابيين كما تصورهم وسائل الإعلام الغربية، بل زهرات جميلة مثل التى نشاهدها فى أعظم الدول الأوروبية.
 
بنات مصر فى المدرجات أفضل عنوان لبلدهم، جمال وأناقة وشياكة وهتافات من القلب، لم نسمع عن حالة تحرش أو معاكسة فجَّة، لأن الجميع ذهبوا لتشجيع منتخب بلدهم، وليس فى تفكيرهم إلا الفوز والفرحة والسعادة، وكان الله كريماً بهم، عطوفاً عليهم، فانفجرت فرحتهم بعد حزن، وولد الأمل بعد يأس.
 
إنهم الإخوان حتى النفس الأخير، حتى فى النصر لم يستطيعوا أن يداروا مشاعرهم المعادية، وأظهروا حقدهم وشماتتهم، وآه لو انهزم المنتخب، كانوا كالندابات فى الجنازات، يلطمون الخدود ويشقون الجيوب، ولكن شاء الله أن يأتى بالفرحة لشعب كان يحلم بالأمل والنصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة