عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا اختار المبشرون الأمريكان المدارس لنشر التبشير الأمريكى؟

الخميس، 12 أكتوبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادًا إلى «دائرة المعرفة الدولية خلال الألفية الثالثة».
 
وهكذا كان تاريخ الأعمال التبشيرية فى البلاد الإسلامية إلى حد كبير تاريخا للتعليم الأجنبى والسبب فى تركيز المبشرين الأمريكيين على التبشير من خلال المدرسة هى أن المدرسة مكان يجتمع فيه المشرفون على المدرسة بأولياء الأمور، وتكون المدرسة هى المركز الذى يمكن أن يتصل عن طريقه هؤلاء الناس بالجمهور، وينشرون فيه المذهب البروتستانتى، ويؤكد ذلك ما ذكره مستر واطسن إذ يقول: «وكانت المدرسة هى المدخل الوحيد وبمجرد هذا المدخل وتنشأ جالية بروتستانتية صغيرة كانت المدرسة تترك للأهالى أو تهمل كليةً»، ويتبين من هذه العبارة أن فتح المدارس الأمريكية بمصر حيثما بدا لم يمكن لأغراض تعليمية تربوية فحسب، وإنما كان أساساً أغراض الإرسالية الدينية فى مصر، ويسير العمل التبشيرى بالمدارس حسب تدرج المراحل التعليمية، ففى مرحلة التعليم الثانوى والجامعى يأخذ التبشير أسلوب المناقشة والبحث العلمى، ويحاول المبشر أن يعتمد كثيراً على الكتب الإنجليزية والفرنسية، ونظراً لأن الطلبة ليسوا على شىء من المعرفة والفقه التبشيرى، فقد اختارت تلاميذ مدارسها من الطبقة الفقيرة التى تمثل الطبقة العريضة فى المجتمع حتى يسهل التأثير فيها لسذاجتها ولانخفاض المستوى الاقتصادى لأفرادها، ولما كان الغرض من التعليم الأمريكى هو نشر المذهب البروتستانتى فقد كان الترغيب بشتى الوسائل هو السبيل إلى ذلك، من أجل ذلك كانت المدارس الأمريكية تنتشر فى الريف والصعيد وبمصروفات ضئيلة، وقدمت الإرسالية المنح للتلاميذ، والمجانية للفقراء والمتفوقين ولكن بعض هذه المدارس خاصة مدارس البنات الأمريكية رفعت مصروفاتها، وحددت نطاق مجانيتها بحيث أصبح طبقات أولياء الأمور من مستوى اجتماعى معين يستطيع أن يتحمل نفقات بناتهم فى هذه المدارس.
 
واهتمت الإرسالية الأمريكية بعدة أمور حتى تحسن من أدائها التربوى وتجذب أولياء أمور الطلاب على ادخال أبنائهم وبناتهم بمدارسها، فقد اهتمت الإرسالية بالإشراف التام على مدارسها واهتمت بأعداد المعلمين والمعلمات، فقد اختيرت كلية أسيوط الأمريكية لمهمة أعداد المعلمين وكليتا البنات بأسيوط، والقاهرة لإعداد المعلمات وقد تخرج فى كلية البنات بالقاهرة عام 1922 خمس عشرة معلمة فمن بالتدريس فى مدرسة الإرسالية خاصة مدرسة الخياط بأسيوط وفى عام 1929 - وفى إطار خطة الإرسالية الأمريكية لأعداد المعلمين والمعلمات- افتتحت مركزاً لتدريب المعلمين على أحدث الطرق التربوية كان مركزها المدارس الأمريكية فى طنطا وأسيوط، أما بالنسبة للإشراف على مدارس الإرسالية فقد كانت الإرسالية تشرف إشرافاً مباشراً على مدارسها بمراكز الإرسالية الرئيسية غير أن مسؤولية إنشاء مدارس بالمدن والقرى التى توجد بها مراكز الإرسالية، كانت تقع على عاتق الأهالى البروتستانت، فلم تكن الإرسالية تعطى أى مساعدة للمدارس الموجودة بها، ولكن كان أحد أفراد الكنيسة البروتستانت يتبرع بتمويل المدرسة إلى جانب المصاريف التى يدفعها التلاميذ، وعلى ذلك كانت هذه المدارس مدارس خاصة يشرف عليها الذين أنشاؤها وكثيراً منها حمل اسم الإرسالية الأمريكية.
 
وظل الحال هكذا حتى عام 1904 حينما حاول مجلس الكنيسة synode القيام برسم خطة لإدارة هذه المدارس وقد عقد مؤتمرا تعليميا بأسيوط 1912 استمر من 2-9 يناير واتخذ قراراً بالتفتيش والإشراف على المدارس وتكوين لجنة تعليمية من مجلس الكنيسة لتوجيه هذه المدارس على أن تكون لجنة لتوجيه كل مدرسة ومدها بالأساتذة والتفتيش عليها، وإرسال التقرير إلى اللجنة الرئيسية بالوجه البحرى فى الفترة الواقعة بين 1904-1929، غير أنه بعد عام 1926 اضطرت الإرسالية إلى إغلاق أربع مدارس، كما أخطرت فى عام 1928 إلى إغلاق خمس مدارس أخرى ولذلك تكونت لجنة مدارس الدلتا، وكان عمل اللجنة تنظيم العمل والبرامج والإشراف على الامتحانات وتعيين المدرسين.
 
أما فى الوجه القبلى، فقد كان هناك عدة مدارس تعتمد على الإرسالية وفى عام 1929 لم يكن بالوجه القبلى سوى مدارس أولية فى مديريات الأقصر وبنى سويف والفيوم تخضع لإشراف الإرسالية باستثناء كلية أسيوط وتطورت الأمور بعد ذلك، من حيث الإشراف على المدارس الأمريكية بحيث تكونت لجنة من سبعة أعضاء تعينهم الإرسالية، وتضم هذه اللجنة مديرى المدارس الأمريكية الكبيرة ولهذه اللجنة الرأى الأخير فيما يتعلق بالمبانى والمعدات وتعيين وفصل المدرسين ودفع المرتبات والامتحانات، غير أنها فيما يختص بالسياسة العامة للمدارس من حيث إنشائها وإغلاقها ونوع التعليم، كان لا بد لها من الحصول على موافقة إدارة الإرسالية العامة فى فلادلفيا، وقد تكونت سبع لجان فرعية للإشراف على المدارس الأمريكية تشتمل كل منها على ما يأتى:1 - عضوان لمدارس الدلتا للإشراف عليها 2 - عضوان لمدارس الأزبكية للبنات 3 - لجنة لإدارة مدرسة البنات تنقسم إلى قسمين: أ-قسم يختص بمناهج مدارس البنات وتشمل أربعة أعضاء، ب- قسم يختص بمناهج مدارس البنات وتشمل ثلاثة أعضاء، 4- ثلاثة أعضاء لمجارس الخياط 5 - أربعة أعضاء للمدارس الأهلية بالأرياف 6 - عضوين لامتحانات مدارس البنين الابتدائية 7 - ثلاثة أعضاء عن The daily vocation Bible school ونظراً لأهمية كلية أسيوط، فقد كان لها لجنة خاصة لإدارتها، وإن كانت تخضع للجنة العامة التى سبق ذكرها واستمرت الإرسالية تشرف على مدارسها ومؤسساتها المختلفة حتى أول سبتمبر 1962 حيث تنازلت الإرسالية الأمريكية عن مدارسها ومؤسساتها المختلفة إلى سنودس النيل الإنجيلى، وأصبحت مدارس الإرسالية مدارس مصرية يديرها مصريون كما تمصرت أسماء المدارس وأصبحت خاضعة للسياسة التربوية التى تنظمها وزارة التربية والتعليم.. يتبع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة