أكد محافظ البنك المركزى المصرى طارق عامر، إن نتائج عملية الإصلاح الاقتصادى التى تنفذها مصر منذ الربع الأخير من العام الماضى جاءت قوية وفاقت كل التوقعات.
وقال عامر - فى تصريحات صحفية من واشنطن، اليوم الخميس ، - حيث شارك فى جلسة عمل عقدت على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولى التى تعقد حاليا بواشنطن وكان متحدثا رئيسيا فيها - إن ما تم تنفيذه من إصلاحات لم يكن مجرد إجراءات اقتصادية، بل كانت عملية تحول كبرى فى مفاهيم خاطئة قودت قدرات الاقتصاد المصرى على مدار سنوات طويلة ، وهدف هذا التحول الى الهجرة من مفهوم التحكم إلى مفهوم الجرأة لإطلاق القدرات .
وأشار إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادى هو برنامج متكامل يجب تقييمه كليا وليس جزئيا، وما تحقق من نتائج حتى الآن - بحسب وصف مدراء الاستثمار العالميين - يعد إعجازا ، حيث تدفق إلى الاقتصاد أكثر من 18 مليار دولار استثمارات خارجية فى الأوراق المالية المصرية ، وجذبت مصر طلبات من مؤسسات دولية بأكثر من 26 مليار دولار فى السندات الدولية التى تصدرها مصر، فضلا عن موافقة الجهات الدولية على إقراض مصر أكثر من 20 مليار دولار ، وبلغت التدفقات من داخل مصر نحو 35 مليار دولار وهو أمر لم يكن موجودا من قبل.
كما لفت إلى أن مديرى الصناديق الدولية ومؤسسات الاستثمار العالمية وصفوا تلك النتائج التى حققتها مصر بالإعجاز ، ليضعوا مصر الجهة الأولى عالميا المرغوب الاستثمار بها على مستوى الأسواق الناشئة.
وشدد محافظ البنك المركزى على أن هذا التحول فى حجم الثقة من جانب المؤسسات الدولية والعالمية يعد الإنجاز الأكبر ، لم يكن ليتحقق لولا حكمة الشعب المصرى الذى يعود تاريخه لآلاف السنين ، ويملك الحس والوعى لدعم بلاده واقتصادها ، إدراكا منه بأن قدرات اقتصاده الذى تطلع إليه سنوات طويلة يجب أن تستغل وتظهر وهذا ما بدأ يتحقق.
وأضاف عامر أن الإدراك السياسى الواعى كان على أعلى مستوى من المسؤولية ، وكان حاسما فى القدرة على العبور الآمن بالرغم من المقاومة التى حدثت من البعض ، وبالرغم مما تعرض له البنك المركزى ومسؤوليه من ضغوط وتشويه ، لكنه قرر أن يتحمل مسئوليته كاملة من أجل العبور بالوطن لبر الأمان بدون الالتفات لأى مقاومة ومحاولة للتشويه .
وأكد محافظ البنك أنه أولى تحمل المسؤولية وقت الأزمة يقينا وثقة فى قدرات مصر ومستقبلها ، ليضع رؤيته من خلال خطة محكمة كنا واثقين منها ، وأخذنا الأزمة لأعلى مداها حتى يتم التحول بنجاح اعتمادا على أسس مبنية على قدراتنا الاقتصادية وليس على الآخرين ، ليتحقق النجاح على أرض الواقع وتتجاوز النتائج التوقعات .
كما أكد أنه آن الأوان للعمل كى ينطلق الاقتصاد الحقيقى فى قطاعات الدولة المختلفة لاستغلال ما تم تحمله من أوجاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة