دينا شرف الدين

فتى الاستاد الباكى وأفورة شعب

الجمعة، 13 أكتوبر 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شاهدنا جميعاً كمصريين جمعتنا مشاعر عارمة من الفرحة والسعادة، التى كنا نرجوها ونتطلع إليها منذ سنوات طويلة، مشاهد غاية فى الروعة، ما بين دموع وضحكات ورقصات وهتافات، عادت بنا إلى سنوات ما قبل الخلاف السياسى الذى أدلى بدلوه ليشق صف المصريين ما بين مؤيد و معارض لأى شىء!

فرأينا شعب مصر الذى تعودنا أن نراه على قلب رجل واحد، تجمعه مشاعر الوطنية الحقيقية وتوحده كلمة واحدة لا خلاف عليها وهى (مصر).

وعندما ركزت كاميرات التليفزيون بالصدفة على وجه الشاب الجميل الصادق الذى فاضت عيناه بالدمع حزناً على احتمالية الخسارة فى توقيت حرج وطمعاً فى فوز كاد أن يتحقق وخوفاً من ضياع الأمل، فى صورة معبرة جدا صادقة ممتلئة بكل تلك المشاعر المختلطة .

ولكن:
 

ما صدر من ردود أفعال مبالغ فيها من عدة جهات تجاه هذا الشاب هو ما أفقد الحدث براءته وصدقه، فكان يكفى جداً أن تتم استضافته فى أحد البرامج الكبيرة تكريماً له ولصورته التى تأثر بها المصريين، كما فعل الإعلامى خالد صلاح فى برنامجه آخر النهار، فقد استضافه ورحب به، وكفى.

وربما تنتشر صوره كوجه معبر ونموذج لشباب مصر المخلص على مواقع التواصل وغيرها، فبكل تأكيد كان استاد برج العرب يمتلئ بآلاف الصور المعبرة من دموع وضحات، ولكنها لم تحظ بالصدفة التى حظى بها الفتى الباكى!

لماذا تتسارع بعض الشخصيات العامة على انتهاز مثل هذه الفرص، لأسباب لن أخوض بها، فتفقد الحدث مصداقيته وتنال من براءته وانفعال الناس به وتحوله إلى مادة لاستفزاز مشاعر سلبية نحن فى غنى عنها الآن .

فبدأت سلسلة الأفورة برجل الأعمال الذى تبرع للشاب الصغير برحلة عمرة قد لا تكون فى دائرة اهتماماته فى هذه السن على الإطلاق!

ثم تلتها فى قائمة التنافس والأفورة عرض رجل الأعمال الآخر الذى زايد على من سبقه، بفتح مصنع سِبح للشاب !

وهذا ما قد أصابنى بالذهول والحيرة من أمرى لعلى أجد أى منطق لهذا العرض غير المناسب لا شكلاً و لا موضوعاً إلا للمنظرة و الاستفادة من الفرقعة الإعلامية ليس إلا !

ثم جاءت القشة التى قصمت ظهر البعير برسالة رجل الأعمال الشهير جداً المقيم بلندن بدعوة الشاب للزيارة وعرضه المباشر بالزواج من ابنته صفية !

لا تعليق على العرض الثالث فى سلسلة الاستفزاز والأفورة فيه ما يكفى من شرح وتحليل .

نهاية :
 

أعزائى المستفيدون والمنتهزون لكافة الفرص والمغتنمون لأية مكاسب، لماذا لا تتركون حدثاً صادقاً ينجو بصدقه وبراءته من بين أنيابكم التى تلتقمه لتحوله إلى شىء مقزز، مستفز، أوووفر

فكما تعلمون جميعاً فقد نالت منا كمصريين الخلافات والانشقاقات سنوات، وما كدنا أن تجمعنا مشاعر واحدة من الوطنية الخالصة لتوحدنا معاً على هدف واحد، حتى تدّخل المفسدون ليزرعوا المشاعر السلبية والاستفزاز الذى أفقد الموقف برمته جماله و صدقه، ارحمونا يرحمكم الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة