الأخلاق تاج على الرؤوس..
وكما قال الشاعر الكبير أحمد شوقى إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وحسن الخلق كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم» :ما من شىء يوضع فى الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة». صدق رسول الله.
الحقيقه أن اللاعب المصرى المحترف محمد صلاح بلغ به حسن الخلق إلى درجه يخجل منها أى إنسان يعرفه.. فما يبذله من خير يتحدث عنه فى الوقت الذى يبدو للجميع تواضعه منقطع النظير.. ابتسامته الخجولة ووجهه البشوش يدخل إلى القلب من الوهله الأولى.. ولا يخرج، ما قدمه لقريته فى محافظة الغربية لا يقدر..
اسألوا عن محمد صلاح الإنسان ابن بسيون.
واسألوا عن الكابتن محمد صلاح فى الملعب..
واسألوا عن اللاعب المحترف محمد صلاح..
فى كل مكان تطأه قدماه يترك بصمته الخلوقة..
سيرته الحلوة.. تسبقه إلى كل مكان يذهب إليه..
لم ينكر أبدا أنه ولد فى عائلة بسيطة، بل إنها وسام على صدره، ولَم يختلف الأب الذى ربى وعلم عن ابنه فذلك الشبل من ذاك الأسد.
فقد وقعت حادثة سرقة لسيارة والد الكابتن محمد صلاح منذ عدة أيام، وكان فى السيارة مبلغ من المال قام اللص بسرقته إلا أن جهود المباحث استطاعت أن تصل للجانى، وإعادة المبلغ لوالد كابتن مصر محمد صلاح، فما كان من الأب إلا أن طلب مقابلة الجانى، وتعرف على الظروف التى دفعته لاقتراف الجريمة، وهل من الممكن المساعدة فى انتشاله من براثن الخطيئة وإنقاذه من السجن.
كم كان الأب رحيما فى عالم قلما ما نجد للرحمة فيها مكان.. أبى الوالد أن يزج بالشاب المتهم بالسرقة بعد أن تعرف على ظروفه وبعين رجل له خبرة فى البشر قرر أن يسامحه، وأن يتنازل عن حقه فى العقاب بل إن الذى أثلج صدرى حقيقة هو اهتمام الكابتن الإنسان محمد صلاح بقضية هذا الشاب الذى استولى على أموال والده، وقام بالاتصال بوالده وتعرف منه على ملابسات الواقعة، وساند والده فى موقفة، بل إنه شجعه عندما اقترح الأب الإنسان أنه قرر أن يوفر للشاب فرصة عمل حلال يكسب منها معاشه ويستطيع إعالة أسرته.
بل وحتى يتم الأب جميلة أقنع ضابط المباحث أن يتم تقفيل المحضر، وأن يخرج المتهم من قسم الشرطة، وأن يتم التعتيم على اسم الشاب وعدم تصويره، حفاظا على سره، فمن الممكن أن يحدث تصويره وإعلان هويته على فضحه، وربما هذا من شأنه أن يؤذى عائلته التى بالتأكيد علم من خلال التفاصيل التى سردها المتهم لوالد الكابتن محمد صلاح جعلته يدرك أن هذا الشاب فى حاجة لمن يمد له يد العون لانتشاله من الضياع، وأن الله سبحانه وتعالى اختار الحاج والد الكابتن محمد صلاح ليقوم بهذا الدور الجليل..
حكاية ربما لن تصدقها ولن تراها إلا فى فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى، لكنها حدثت فى الواقع وهنا نتوقف كثيرا أمام تصرفات الكابتن الإنسان محمد صلاح فنجدها ليست بغريبة، فعندما يتبرع بملايين لصندوق تحيا مصر وعندما يتبرع بمكافأته التى أخذها لوصول المنتخب للمونديال لإنشاء مدارس، وعندما يفضّل أن يقوم محافظ الغربية بتوفير احتياجات مستشفى بسيون، ويعتبر أن هذه هى مكافأته من المحافظة فيجب أن يكون الإنسان الذى ربى ليس بالأقل من ابنه فهنيئا للابن بأبيه.. ونعم التربية لأب إنسان بكل معانى الكلمة.