محمد مهران البطل الفدائى الذى انضم إلى الكتيبة الأولى للحرس الوطنى، بعد أن صدرت له أوامر فى التاسع من أكتوبر 1956 باعتباره قائد الكتيبة الثانية "حرس وطنى" بأن يتوجه شمال غرب بورسعيد، فى منطقة "الجميل" تحديدًا، للدفاع عن مدخل المدينة الغربى، والمطار، وكوبرى الجميل.
وفى لقاء لـ"اليوم السابع" مع البطل محمد مهران عثمان، 80 سنة، روى قصة كفاحه خلال العدوان الثلاثى الغاشم على مصر عام 1956.
وقال "مهران": "الملحمة الوطنية بدأت وأنا عندى 18 سنة، منذ صدور قرار من قيادة الحرس الوطنى بصفتى قائد الكتيبة الثانية للحرس يقضى بالتوجه فورًا للانضمام للكتيبة الأولى غرب بورسعيد، للدفاع عن مدخل المدينة الغربى والمطار وكوبرى الجميل".
وأضاف "مهران" أنه اشترك مع زملائه صباح الخامس من نوفمبر فى إبادة أول إسقاط للمظلات على المنطقة، ولكن مع المحاولات المستميتة للعدو تمكن من الوصول للأرض، لتبدأ عملية تبادل إطلاق النيران، ليسقط العديد من قوات العدو، "وخلال عملية الاشتباك سقط زميل كفاحى البطل الشهيد زكريا محمد أحمد جريحا".
وتابع "مهران": "بادرت بإلقاء قنبلتين يدويتين على جنود العدو، ثم توجهت إلى حفرة من الحفر التى يستخدمها الفدائيون بمنطقة الجميل التى امتلئت عن آخرها بالقوات المعتدية، الذين أطلقوا وابلاً من النيران فى كل اتجاه، وأثناء استمرارى للتصدى لهجوم الجنود الإنجليز من مدفعى الرشاش فوجئت بعدد من المعتدين قد التفوا حول الحفرة، وحاصروننى وألقوا القبض علىَّ وعذبوننى ونكلوا بى".
وأوضح: جردونى من كل متعلقاتى الشخصية وحاولوا الضغط علىَّ للحصول على معلومات تفيد بأماكن الفدائيين، وأمام الإصرار على عدم الإفصاح أو الإدلاء بأية معلومات عن زملاءه الفدائيين قررت قوات الاحتلال تشكيل محكمة عسكرية قضت بانتزاع عينيه، والحصول على القرنية لإجراء عملية لأحد الضباط الإنجليز أصيب فى عينيه.
وأكد "مهران" أن المساومات وصلت بأن يتركوا عين واحدة يرى بها، شرط أن يدلى بحديث مباشر للإذاعة يفيد فيه بفشل السياسة المصرية، وأن الشعب المصرى رحب بقوات الاحتلال، واستقبلها بحفاوة بالغة، إلا أنه رفض رغم ما تعرض له من تعذيب وتهديد بانتزاع عينيه.
وبصوت المناضل العنيد أكد "مهران" أنهم قيدوه ونقلوه بطائرة إلى "لارنكا" فى قبرص لإجراء العملية، وأمام كل هذه المحاولات والتهديدات قال البطل الفدائى محمد مهران لقوات الاحتلال أثناء دخوله غرفة العمليات: "خذوا ما شئتم.. انزعوا عينى، لكن والله لن تنزعوا وطنيتى، ولن تنالوا من حبى لوطنى الذى يسرى فى دمائى ودماء كل المصريين".
وقال مهران بفرحة المنتصر الذى يروى ملحمة وطنية: أجريت العملية، ونقلوننى إلى مستشفى الدليفراند ببورسعيد، وتمكن الفدائيون من اختطافى بمعاونة ممرضة مصرية، وتوجهت إلى إحدى المستشفيات العسكرية بالقاهرة لاستكمال علاجى، وبعد بضعة أيام فوجئت بزيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه التى كانت بمثابة فرحة أثلجت صدرى، وزادت من حبى لمصر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة