قرأت تصريحًا فى غاية الغرابة للسيد هانى أبوريدة، رئيس اتحاد كرة القدم، يتعجب فيه من فرحة مسؤولى الكونغو الحاضرين لمباراتهم الأخيرة مع مصر بمقصورة ستاد برج العرب عندما سجلوا هدف التعادل ووصفها بأنها كانت فرحة مبالغًا فيها وتثير الشكوك وأنه بسببها «كان عاوز يلطشلهم» لأنه يرى من وجهة نظره العجيبة أن أداءهم القوى فى المباراة يتعارض مع كونهم يحتلون المركز الأخير فى المجموعة ولا أمل لهم على الإطلاق فى المنافسة.
وسر استغرابى أن السيد أبوريدة سبق أن تولى مناصب قارية ودولية رفيعة، وهو ما كان من المفترض أن يكون قد اكتسب منها خبرات متراكمة تجعله مدركًا أن المسؤول فى منصبه لابد أن تتسم تصريحاته بالدقة الشديدة، فلا يخلط أبدًا بين شعوره كمواطن وبين واجبات وظيفته المهنية والتربوية، لأن كلماته المتسرعة هذه حتى ولو كانت بحسن نية تحمل فى طياتها معانى خطيرة لم يكن من الحكمة أبدًا أن يتفوه بها على الإطلاق، وأنا أدعوه أن يملك شجاعة الاعتذار للرأى العام عن هذا التصريح غير الموفق جملة وتفصيلاً والذى لا يتسق أبدًا مع السياسة العامة للدولة تجاه الأشقاء الأفارقة، أو مع مبادئ التنافس الشريف.. لا يوجد مصرى واحد كان سيسعده أن تصعد مصر لكأس العالم نتيجة أداء باهت تنقصة الحماسة والجدية من المنافسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة