اتخذت شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر العديد من الإجراءات الاحترازية فى إطار جهود مكافحة حمى الضنك، تضمنت تطهير وتعقيم 3042 خزانًا للمياه فى المنازل فى عدة مناطق بمدينة القصير، كما ركبت 143 خزانًا جديدًا للأهالى بالعوينة والجرف و35 خزانًا للمدارس، وناشدت وزارة الصحة المواطنين بالمدينة لتنظيف خزانات المياه وتغطيتها لمنع تكاثر البعوض المسؤول عن نقل فيروس "الضنك" والذى يتكاثر فى المياه الراكدة والخزانات القديمة.
ويقول الدكتور محمد كامل، أستاذ تنقية وتحلية المياه بالمركز القومى للبحوث، إن حمى الضنك ليست الخطر الوحيد الذى يهدد صحة المصريين بسبب خزانات المياه القديمة وعدم الاهتمام بتغطيتها وتنظيفها بصفة دورية، وإنما يمكن أن تتسبب الخزانات غير النظيفة فى نقل الكوليرا والتيفود وحمى الباراتيفود والإسهال المعوى، فضلاً عن الأمراض الطفيلية التى تنتقل عن طريق المياه، وعلاج هذه الأمرض يكون صعبًا جدًا والوقاية أسهل كثيرًا من العلاج.
ويضيف لـ"اليوم السابع": الأخطر من خزانات البيوت الخزانات الخاصة بالمنشآت العامة كالمدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية والتى يمكن أن تنقل العدوى لحى بأكمله وأكثر إذا لم نهتم بتنظيفها وتغطيتها فمن الممكن أن تقع داخلها القوارض أو طيور أو يضع شخص يده غير النظيفة داخلها وينقل المرض للعشرات وربما المئات من الناس ولهذا يجب أن يهتم مسؤولو السلامة المهنية فى كل مصلحة ومدرسة ومستشفى بهذه الخزانات.
تنظيف الخزانات
ويوصى "كامل" بضرورة غسل الخزانات كل 3 أشهر فى الصيف وكل 6 أشهر شتاءً مع الاستعانة بشركات متخصصة لتطهير الخزانات، ويقول أستاذ تنقية المياه بالمركز القومى للبحوث: "هذه الشركات أصبحت كثيرة جدًا وأتمنى أن تصبح تابعة لواحدة من الوزارات المعنية وتتم متابعتها والتأكد من أنها تستخدم مواد جيدة وفعالة فى تطهير الخزانات".
ويرى "كامل" أن استخدام فلتر للمياه ليس الحل الأمثل ويقول: "أفضل استخدام الفلتر الذى يزيل الشوائب من الماء فقط ولكن الفلتر الذى يتدخل فى معالجة المياه ويزيل منها كل الأملاح فإنه يفسد المواصفات القياسية للمياه ونصبح بذلك نشرب شيء آخر عديم الجدوى وليس الماء".
ويقول الدكتور محمد أنور سليمان استشارى الجهاز الهضمى والمناظير بكلية طب قصر العينى ، إن مياه الخزانات من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية ، إما بسبب المركبات الكيميائية الموجودة فى مواد تصنيع الخزان أو مركبات عضوية.
خزانات مياه فوق سطح أحد البيوت
ويضيف: الخزان يمكن أن يكون من الفايبر أو معدن يتأكسد مع الماء نتيجة عدم النظافة أو مطلى بمركبات معينة تسبب أضرارًا لجسم الإنسان، كما يمكن أن تتراكم داخله بعض المركبات العضوية كالفيروسات أو طفيليات أو بكيتريا تصيب الجهاز الهضمى أو مجرى البول، والحل الوحيد للتأكد من سلامة مياه الخزان التنظيف الدورى والتطهير بطريقة صحيحة، وأخذ عينات من المياه بصفة دورية يتم تحليلها فى مكاتب الصحة التابعة للوزارة أو مراكز السموم.
وكان الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، أعلن قبل أيام أن "حمى الدنج" المعروفة إعلاميًا بـ"حمى الضنك" يسببها فيروس الدنج وهو غير موجود فى مصر، وإنما ينتقل عن طريق بعوضة "إيدس إيجبتين" التى تتكاثر غرب منابع النيل، وقال خلال مؤتمر صحفى أنه تم تتبع كافة مدن البحر الأحمر وتم التأكد أنه لا توجد أية حالات إصابة بالعدوى إلا فى القصير و5 حالات فى سفاجا، مشيرًا إلى أن عدد الإصابات فى القصير بلغ 245 حالة، خرج منهم 210 حالات ومتبقى 35 حالة يتلقون العلاج، وأضاف وزير الصحة أن المرض ليس مخيفًا وسبق وظهر فى محافظة أسيوط عام 2015 وتم القضاء عليه خلال شهر واحد.
وزير الصحة خلال المؤتمر الصحفى
وفى إطار جهود القضاء على المرض، قال وزير الصحة إنه تم تجفيف كافة مستنقعات المياه فى القصير وتم القضاء على البعوضة المسببة لحمى الضنك وانخفضت كثافتها إلى 5% بعد أن وصلت 85%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة