فى أول رد فعل على ما ذكره الدكتور يوسف زيدان أن أحمد عرابى لم ير الخديوى توفيق طيلة حياته، وأن وقفته الشهيرة التى قال فيها للخديوى توفيق أننا لن نورث بعد اليوم هى واقعة كاذبة، وأن تحركات عرابى كلها كانت عبارة عن مطامع شخصية للوصول إلى الحكم، قال صلاح عيسى الكاتب الصحفى والمؤرخ أن مثل هذا الحديث ذكره المعادون للثورة العرابية فى زمنها أو بعد إجهاضها، إلا أن كل هذه الأمور تم تفنيدها وثبت عدم صحتها، والشهود على مظاهرة 9 سبتمبر 1881 ووقفة عرابى فى مواجهة توفيق كثيرون، ومنهم القناصل الأجانب الذين كانوا موجودين أثناء الحدث وتحدثوا فى وثائقهم عنها، مؤكدا أن مثل هذا الحديث هو "كلام هزل".
وأضاف عيسى فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن بعض ما ذكره يوسف زيدان مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامج "كل يوم" أمس على قناة ONE، بحق الثورة العرابية مصدره مذكرات بعض من اشتركوا فى الثورة مثل الإمام محمد عبده لأن الخلافات دبت بين الثوار أثناء الثورة وبعدها، لكن كل هذه الإدعاءات تم الرد عليها، حتى أن الوثائق أظهرت وجود العديد من الاتصالات التى تمت بين عرابى وتوفيق بخلاف موقف مظاهرة 9 سبتمبر 1881 الشهير، مشيرا إلى أن قراءة الماضى بعيون وظروف الحاضر أو العكس تقود إلى نتائج خاطئة.
وتابع عيسى أن كل ما يتعلق بالثورة العرابية من وثائق ومعلومات تم الكشف عنه بالفعل وهو موجود للباحثين ومتاح، وهذا منذ عهد طويل، كما أن هناك الكتاب الشهير للكاتب الإنجليزى السير ألفريد سكاون بلنت الذى عن الثورة العرابية، والذى عرض أكبر كم ممكن من الوثائق التى توضح حقيقة الثورة العرابية، كما أن الحركة الوطنية المصرية فى أوائل القرن أنصفت هذه الثورة وأوضحت حقيقتها، وأدركت منذ أول لحظة أن هناك كم كبير من الفهم الخاطئ للثورة، وأن مثل أحاديث الدكتور يوسف زيدان هو قراءة خاطئة ومتعجلة للثورة.
كتاب السير بلنت يصف واقعة وقوف عرابى أمام قصر عابدين
وعما قاله يوسف زيدان بأن الثورة كانت محاولة فاشلة من عرابى للوصول إلى الحكم بلا أى مقومات تتواجد معه، وأنها جلبت على مصر احتلالا عمره 70 عاما، رد الكاتب الصحفى صلاح عيسى إن هذه الثورة كانت موقفا وطنيا خالصا، وهدفها الدفاع عن الحقوق المصرية، وعرابى لم يتخذ موقفه من تلقاء نفسه، بل بتفويض من الأمة المصرية، فقد كان زعيما محبوبا من الشعب المصرى وقريبا من المصريين.
ورأى عيسى أنه ليس هناك ضرورة لإعادة قراءة تاريخ الثورة العرابية فى الوقت الحالى، إلا إذا ظهرت وثائق جديدة، لكن فى ضوء ما هو متاح أمامنا من الوثائق وهى كثيرة وغزيرة.
واعترض الكاتب الصحفى والمؤرخ اليسارى على حديث زيدان، قائلا إن مثل هذه الأمور لا يجب أن تقال هكذا فى أجهزة الإعلام العام، ويجب أن تكون فى محل بحث ومناقشة حتى لا تخلق مناخ من عدد الثقة، وتشويه يؤدى إلى خلل فى تقييم الشخصيات التاريخية التى لعبت دورا هاما فى تاريخ بلادنا، وعلى رأسها أحمد عرابى الذى لعب دورا هاما فى تاريخ مصر، وثورته كانت محاولة لوقف احتلال كان قد تم بالفعل، لأن الاحتلال والسيطرة على مصر اقتصاديا كان قد تم قبل ذلك.
وتمنى صلاح عيسى من أجهزة الإعلام العامة ألا تناقش مثل هذه الأمور، التى يجب أن تعرض فى مجامع علمية بين المتخصصين، حتى لا تخلق جو من الريبة والشك فى كل ما يتعلق بكل حركتنا الوطنية.
يذكر أن الكاتب الصحفى والمؤرخ صلاح عيسى، أحد أبرز من تناولوا بالبحث والدراسة حول الثورة العرابية، وقدم كتابا عنها جاء فى 612 صفحة معتمدا على عدد من الوثائق التاريخية المصرية والإنجليزية والفرنسية، ومذكرات قادة الثورة العرابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة