بمجرد أن تطأ قدماك لأول مرة أرض العاصمة الإدارية الجديدة، ترى الأعمدة والحوائط وقد برزت من بعيد، كل يبنى فيما خصص له، لكن هذه المرة فإنك تلمح فى بداية الأمر عدد من الأعلام الغريبة يتوسطها العلم المصرى، فى دليل على احتضان العاصمة الجديدة لأنظمة وثقافات تعليمية عاملية أخذت خطواتها فى الظهور على أرض العاصمة المصرية.
5 فروع لجامعات كندية دولية، بدأت تتخذ موقعها على خريطة العاصمة الإدارية، وذلك فى مجمع تعليمى مصرى يشرف عليه ويدعمه الحكومتين الكندية والمصرية معا، مع تأكيد التنفيذ بالكود الكندى تعليما ومنهجا وشكلا هندسيا، حيث أعلن القائمون على المشروع أن هذا المجمع الجامعى سيبدأ فى استقبال أول دفعة من الطلاب المصريين والأجانب خلال شهر سبتمبر 2018.
من جانبه، أكد وزير التعليم العالى، على قوة ومتانة العلاقات التى تربط بين مصر وكندا، وخاصة فى المجالات التعليمية والعلمية والثقافية، مشيرًا إلى أن كندا تأتى فى مقدمة الدول التى تم الاتفاق معها على إنشاء مجمع فى مدينة العلوم بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ بحيث يضم فروعًا لأهم خمس جامعات كندية، معربًا عن سعادته بالخطوات التى تم تنفيذها فى هذا المشروع، موجهًا بضرورة الانتهاء منه فى أقرب وقت ممكن.
وأوضح خالد عبد الغفار، أن هذا الصرح التعليمى الكبير(UCE ) والمملوك لشركة كانويل، سيقام على مسـاحة 50 فدانًا بتكلفة إجمالية 1.7 مليار جنيه، ويتكون من 8 مبان، تم تخصيص 7 منها للأغراض التعليمية، وتخصيص المبنى الثامن للبحث العلمى والتطوير، وسيتم بناء تلك المبانى على مساحة 20% من إجمالى الأرض المخصصة للمجمع، مشيرًا إلى أنه من المقرر افتتاحه فى سبتمبر 2018؛ ليكون مقرًا للجامعة الكندية الدولية ومركزًا للتعليم الكندى المتميز فى مصر وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وسوف يضم 6 كليات هى: كلية الهندسة، كلية الدراسات المهنية، كلية إدارة الأعمال، كلية العلوم الإنسـانية، الدراسات الاجتماعية وكلية الصيدلة.
وأبدى وزير التعليم العالى، دعم الوزارة الكامل لهذا المشروع حتى يكون نواة لمدينة العلوم التى من المنتظر أن تضم فروعًا لأهم الجامعات الأجنبية (الأمريكية، والبريطانية، والنمساوية، والمجرية، والألمانية)، وتضم برامج علمية جديدة تلبى احتياجات سوق العمل.
وأوضح عبد الغفار، أن إنشاء مدينة للعلوم فى العاصمة الإدارية الجديدة يأتى فى إطار العلاقات المثمرة والبناءة التى تربط بين مصر ومختلف دول العالم، بالإضافة إلى حرص الدولة المصرية على النهوض بمنظومة التعليم العالى والبحث العلمى والعلوم والتكنولوجيا فى مصر، بما يساهم فى دعم التنمية المستدامة بالدولة 2030، وتوفير فرص تعليم جامعى أفضل داخل مصر، بما يتناسب مع التطورات العالمية بمختلف المجالات والتخصصات العلمية، وإعداد خريج قادر على المنافسة فى سوق العمل سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وأكد الدكتور مجدى القاضى، رئيس مجلس إدارة شركة كانويل الكندية المسئولة عن تنفيذ الجامعة الكندية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة ورئيس الجامعة الكندية فى مصر، أن التكلفة الكلية للمشروع حتى اكتمال انتهائه بعد 7 سنوات من الآن تبلغ مليار و700 مليون جنيه مصرى بتمويل كندى مصرى، قائلا: "لدينا تخصص فى الهندسة البحرية يخدم منطقة تنمية هيئة قناة السويس وكل المنطقة الاقتصادية التى تقام وبناء السفن وهناك تخصص مخصوص لتنمية هذه المنطقة".
وأوضح، أن هناك تخصصات غريبة أخرى ترتبط بالدول الأخرى فى الغاز الطبيعى "دراسات عليا" المطلوب مستقبلا فى هذه المنطقة، قائلا: "تحديد هذه التخصصات بعينها جاء بناء على دراسة تم إجرائها"، مشيرا إلى أن العمل يتم على قدم وساق لإنجاز مهمة الجامعة الكندية الجديدة بالعاصمة الإدارية، وأنه إذا استمر العمل بهذه السرعة ستقبل الجامعة الجديدة طلابًا فى شهر سبتمبر 2018 بتخصصات الهندسة والعلوم والإدارة والدراسات العليا، قائلاً: "بدأنا بالفعل بقبول 12 طالبا بـMBA التابعة لجامعة ميمورى الكندية ليكونوا نواة للدراسات العليا بالحرم الجديد".
وأضاف القاضى، أن العمل يتم بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وجه ببدء المشروع على استراتيجية مصر 2030 بإنشاء كيانات جامعية أجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة وأول حرم هو الجامعة الكندية المبنية على رؤية الرئيس لإحضار جامعات أجنبية إلى مصر، مشيرا إلى أن القول بأن الجامعات الأجنبية تؤثر على الهوية التعليمية والثقافية للدولة المصرية، غير صحيح بالمرة، مؤكدًا أن 35% من مدارس مصر أجنبية وأن هذا المبدأ المتخوف من الجامعات الأجنبية ليس موجودًا فى العالم والعالم كله يلجأ إلى العولمة وتحريك الطلاب بين المجتمعات المختلفة إضافة إلى التجارة الحرة، قائلاً: "التعليم لا يخرب شيئا وهناك خبرات مكتسبة غير التعليم نفسه وهناك طلاب من جامعات أجنبية يقضون فترة فى مصر والعكس صحيح من خلال الجامعة الكندية الجديدة".
وأوضح القاضى، أن الطالب يتعلم ثقافات أخرى وخبرات أخرى والثقافة المصرية يتم الحفاظ عليها من خلال القائمين على التعليم ومناسبة المناهج والدراسة للبيئة المصرية، قائلاً: "نفس النموذج هو الموجود فى دبى وهو من أنجح النماذج وسينغافورة وماليزيا التى لم يطور التعليم بها إلا بهذا النموذج أيام مهاتير محمد بوجود جامعات إنجليزية ونفس الكلام يحصل فى الصين وفرنسا وإنجلترا وكل بلاد العالم".
وأشار إلى أن مصر لديها 30 ألف طالب سنويًا يدرسون بالخارج طبقا لإحصائية البعثات بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، مؤكدًا أن الهدف جذب هؤلاء الطلاب للدراسة بالجامعات الأجنبية على أرض مصرية، قائلاً: "50% من الطلاب بالحرم الجامعى الجديد سيأتون من الدول المحيطة حول مصر ووجودهم سياحة تعليمية مثل التصدير ما لا يقل عن 20 ألف دولار يدفعها الطالب الواحد ما يدعم الاقتصاد المصرى".
وأكد أن الشهادات التى سيتم منحها ستكون من الجامعات الكندية، موضحًا أن وزير التعليم العالى والبحث العلمى أنهى الوضع القانونى للحرم الجديد والأعلى للجامعات له سلطاته كما هى والجامعات الكندية الجديدة ستكون معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، قائلاً: "المشروع على خمسين فدان ونسبة المبانى 22.5 % وسيتم استخدام الحرم بالكامل، والمدينة كلها مبنية على الطاقة المستدامة وخلايا شمسية لتوفير الكهرباء وإعادة استخدام المياه لرى المساحات الخضراء وكل المبانى بالحرم الجديد صديقة للبيئة".
وأشار الدكتور مجدى القاضى، أن شروط القبول وتجهيزات المعامل كندية والدراسة والبرامج كندية والقواعد والضوابط وشروط التخرج كندية و50% من أعضاء هيئة التدريس سيأتون من الجامعات الكندية، وكل المصروفات ستكون بما يقابل العملة المصرية للمصريين والأجانب بالدولار قائلاً: "المصريون سيدفعون أقل بكثير من الأجانب والأجنبى سيدفع نفس المصروفات التى كان سيدفعها فى كندا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة