أواصل قراءاتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادًا إلى «دائرة المعرفة الدولية خلال الألفية الثالثة».
نظرًا لزيادة عدد الطالبات بمدرسة البنات بالأزبكية وعدم قدرة القسم الداخلى على استيعاب المتقدمات له، إذ إن القسم كان يستوعب 80 طالبة فقط فقد فكرت الإرسالية فى عام 1904 فى إقامة كلية جديدة للبنات بشارع رمسيس حاليًا، وأعدت الرسومات الهندسية للمشروع، لكن التنفيذ كان يحتاج إلى مبلغ كبير من المال، فجمعت تبرعات من المصريين بلغت نحو 6 آلاف دولار ، وفى عام 1907 قدمت منحة قدرها 18 ألف دولار من جون روكلفر مكنت المبشرين من تأسيس الكلية وقد وضع حجر الأساس لمبنى الكلية فى 25 فبراير 1908، وبدأت الدراسة بها فى أول ديسمبر 1909، وافتتحت الكلية رسميًا فى 28 مارس 1910 ورأس حفل الافتتاح محمد باشا صدقى، محافظ القاهرة، وكان ضيف الشرف الرئيس الأمريكى ثيودور روزفلت، وحضر الاحتفال 145000 مدعو وقد تخرجت أول دفعة من الكلية عام 1912، ولقد بدأت الكلية فى مبنى من دور واحد، مبنى ايلاكايل 1909 وأقيم الدور الثانى عام 1930 والدور الثالث 1946 وبنيت كنيسة الكلية (قاعة ديلز) 1932 وأقيم مبنى المكتبة (مكتبة الدكتور هيلبن مارتن) عام 1947، وتعاقبت على إدارة الكلية ايلاكايل 1900-1912، والد اتشسون 1912-1932، والدكتورة هيلين مارتن 1923-1956، وقد تخرجت فى هذه الكلية المئات من الشخصيات النسائية، التى تعمل فى مختلف المجالات منهن الدكتورة سهير القلماوى، أول فتاة مصرية تدخل الجامعة، وكانت أستاذة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكانت رئيسة للهيئة المصرية العامة للكتاب والسيدة مارى أسعد مساعد أمين العام لمجلس الكنائس العالمى، وعايدة دندى رئيسة اليونسيف فى كينيا وغيرهن.
وكان لهذه الكلية جمعية للخريجات Alumma وهى جمعية ذات نشاط كبير ومن بين أعضائها من يقدم نشاطًا اجتماعيًا ونسائيًا كبيرًا بمجهود كبير فى توسيع المكتبة وتأثيث الكلية، وتركزت جهود الجمعية فى المركز الاجتماعى بقرية أم خنان، ولقد بدأت الكلية بمساحة قدرها ثلاثة أفدنة ثم زادت مساحة الكلية إلى عشرة أفدنة وزاد عدد أبنيتها من واحد إلى خمسة، وقد بلغ عدد الخريجات من الكلية فى الفترة من (1912-1959) بـ97 خريجة حصلن على دبلوم الكلية، وكانت للأحداث التى نتجت عن التبشير والحملة الصحفية على المبشرين الأمريكيين فى الثلاثينيات أثر هبوط عدد طالبات الكلية 10% عام 1934 كما كانت الكلية تحتفل كل عام بتوزيع الشهادات على المتخرجات من تلميذاتها وكان يحضر هذا الحفل بعض الشعراء المصريين ونجوم المجتمع المصرى.
2 - مدرسة شوتس بالإسكندرية: تولت الإرسالية الأمريكية فى مصر إقامة هذه المدرسة عام 1924 بمنطقة شوتس برمل الإسكندرية، بهدف تقديم نوع من الثقافة الأمريكية لأبناء أعضاء الإرسالية وأبناء السفراء والقناصل والخبراء الأجانب المقيمين فى مصر والسودان والحبشة والكاميرون وغير ذلك، من دول أفريقيا والشرق الأوسط، وكانت المدرسة ملك الإرسالية الأمريكية بمصر، واشتمل بناؤها على أربعة طوابق وكان بها قسم داخلى وقسم خاص للمكتبة، وبناء مخصص لهيئة التدريس، كما تتوفر بها الملاعب المختلفة المزودة بحمام للسباحة والحق بالمدرسة كنيسة إنجيلية، ويلتحق التلاميذ بهذه المدرسة عند بلوغهم السادسة من العمر، ومدة الدراسة بها 12 سنة، من السنة الأولى حتى الثامنة يطلق عليها المرحلة الأولى، ومن السنة التاسعة حتى الثانية عشرة تسمى بالمرحلة العليا، وأتاحت هذه المدرسة لخريجيها الفرصة للالتحاق بإحدى الكليات الجامعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى حالة انتقال التلميذ مع أسرته إلى موطنه أمريكا أثناء العام الدراسى يسمح له باستكمال دراسته فى أى مدرسة أخرى بالولايات المتحدة دون أن تعترضه أية عقبات، وذلك لأن المناهج الدراسية والكتب هى نفسها المستخدمة فى مدارس أمريكا والتدريس فى المدرسة باللغة الإنجليزية لجميع المناهج المقررة والمدرسة تتيح التعليم بها بالمصروفات وبلغت قيمة المصروغات المدرسية 30 دولارا لكل تلميذ، وقد بلغ عدد تلاميذ المدرسة فى عام 1926-29 طالبًا وطالبة فى المدرسة العليا High Schoot و30 تلميذًا وتلميذة فى المرحلة الأولى، وكان العام الدراسى يبدأ من يوم الاثنين الأول من شهر سبتمبر وتنتهى الدراسة فى الأسبوع الأول من شهر يونيه من كل عام، وفى عام 1940 نقلت مدرسة شوتس إلى مقر كلية أسيوط الأمريكية، نظرًا لظروف الحرب العالمية الثانية واستمرت فى أسيوط حتى عادت إلى مقرها بالإسكندرية فى العام الدراسى 1956/1957.
3 - كلية أسيوط: افتتحت كلية أسيوط فى عام 1856 وهى القلب الخافق للإرسالية الأمريكية، ومركز نشاطها فى الوجه القبلى، وذلك لأن المبشرين الأمريكيين اختاروا من البداية أسيوط لتكون مركزهم الرئيسى.
وفى 1900 سافر الدكتور ج.ر. الكساندر، رئيس كلية أسيوط، إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى إجازة، وكانت الإرسالية قد أعطته الترخيص بجمع تبرعات من أجل تجهيز الكلية على أحسن مستوى وفى بتسبرج وجدت جماعة مهتمة بهذا المشروع، ضمت كلا من دكتور مكلوركن ج.بوربر. دكتور صموئيل يونج، جون فراز، وليم سوبر، وقد جمعوا مبلغًا كافيًا لشراء قطعة أرض تقام عليها مبان جديدة للكلية، وفعلًا كانت كافية لشراء 24 فدانًا، وإقامة المبنى الرئيسى للكلية، قاعة الكسندر وقاعة سوبر للعلوم، ثم ورد فيما تبرع من دون روكلفر قدره 55 ألف دولار استخدمت فى بناء قاعة جوهانستون، وهى مخصصة لسكن الطلاب بالقسم الداخلى ومبنى الاجتماع سوسيتى، وتم إرساء حجر الأساس لهذه المبانى الجديدة فى 11 فبراير 1907، وفى عام 1924 تم بناء قاعة خليل، وتبرع بإقامتها خليل إبراهيم، الذى قضى بخدمة الكلية 47 عامًا، وتضم الكلية كذلك قاعة ماكورماك وبنيت على نفقة مستر ماكورماك من شيكاجو، وتتكون من ثلاثة أدوار مخصصة هى الأخرى لإقامة الطلاب، وفى القسم الغربى منها مساكن لبعض أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم، وأنشئت قاعة مكلانهن.. يتبع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة