"التعليم كالماء والهواء" تلك العبارة الشهيرة والتى حارب من أجلها رائد التعليم والتنوير فى مصر الأديب طه حسين الذى نادى بمجانية التعليم، وكان له الأثر البالغ والفضل فى تنويرعقولنا حتى تلك اللحظة، ولم يكن يتخيل لحظة توليه وزارة المعارف منذ حوالى 75 عاماً انهيار مشروعة التنويرى ومجانية التعليم تحت وطأة الدروس الخصوصية، لتسقط معها صورة المعلمين الذين يلهثون وراء المال والعلاقة بين الأستاذ والتلميذ أن تصل إلى حد شرح درس فى مادة الكيمياء على طريق الإيحاءات الجنسية.
كشفت السوشيال ميديا خلال السنوات القليلة الماضية عن بعض الكوارث التعليمية التى حلت فى مجال التعليم، والتى شملت انهيار القيم والمبادئ وانهيار صورة المدرس الباحث على الثراء من جيوب الفقراء، فتارة نشاهد مركز يروج للدروس الخصوصية عن طريق لاعبة سيرك تمسك بيدها تمساح وثعبان العام الماضى، وأو الدروس على أنغام المهرجانات، والتى كانت آخرها فيديو لمدرس كيمياء يشرح لطلابه الدرس عن طريق الإيحاءات الجنسية، يحدث ذلك فى بلد انجبت مدنها وشوارعها وقرائها الفقيرة طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد زويل، لتنهار منظومة القيم والتعليم والفكر فى مصر المحروسة.
شعر أولياء الأمور بالصدمة بعد انتشار فيديو خلال الأيام الماضية لمدرس يشرح درس فى مادة الكيمياء للطلاب تحمل إيحاءات دون حياء، وسط العديد من الانتقادات معبرين عن استيائهم على الحالة المتدنية التى وصل إليها التعليم والتدريس فى مصر، وشنواهجوما شرسا على المدرس، فقالت إحدى المواطنات: "تعالى شوف بهدلو الكيمياء إزاى.. والمستوى انحدر أد إيه.. والكارثة الأكبر أنهم بنات وصبيان.. يارب رحمتك بينا و بولادنا"، وعلقت إيناس على الفيديو قائلة: "العيب عليه وعلى آولياء الأمور اللى بيودو ولادهم هناك واللى سامعين وييضحكو كلهم زفت"، وأضافت أخرى: "أيه القرف التعليم باظ.. حسبى الله ونعم الوكيل".
لم تكن تلك الظاهرة وليدة اللحظة، بل انتشرت على العديد من صفحات التواصل الاجتماعى، الأساليب الجديدة التى لجأت إليها "سناتر الدورس الخصوصية"، من خلال ابتكار وسائل جديدة لجذب التلاميذ إليها، والتى التى لها من خلال تمساح وثعبان، تحملهما إحدى لاعبات السيرك للترويج لأحد السناتر ومدرس لمادة علم النفس بحلوان، ويأتى ذلك فى موسم الامتحانات حيث المراجعات النهائية العام الحالى ، وهو ما وصفه البعض بأنه لا يحافظ على وقار ورفعة ذلك المنصب الرفيع للمدرس.
على الرغم من ذلك فإن أولياء الأمور لم يمنعوا أبناءهم من الدروس الخصوصية، بل وصل الأمرإلى حجز الدروس منذ نهاية العام الماضى والتزاحم على لحجز الدروس الخصوصية، وذلك لما تم تدوال تلك الصور لمحاولة للحجز لدى إحدى مدرسى الكيمياء، فى شارع أسيوط فى محافظة سوهاج، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، مما تسبب فى حالات أغماء بين صفوف الطلاب، لأن المدرس قد سبق وأعلن أنه فى يوم 15/6 أول وآخر يوم للحجز لطلاب الصف الثانى الثانوى وذلك لدروس المادة لعام 2018 ، الأمر الذى يدل على انتشار وتوسع دائرة الدروس الخصوص وفشل وزارة التربية والتعليم فى ردعها .
تزاحم الطلاب للحجز
لطلاب للحجز عند المدرس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة