كابوس الزواج مع إيقاف التنفيذ بسبب "الهجر" سلاح الرجال فى مواجهة النساء.. حكايات من محكمة الأسرة لزوجات تستغيث لرفض أهلهن رفع الظلم عنهن خوفا من قانون "العيب" فى العلاقة الزوجية.. و5600 دعوى طلاق فى 2017

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 05:30 ص
كابوس الزواج مع إيقاف التنفيذ بسبب "الهجر" سلاح الرجال فى مواجهة النساء.. حكايات من محكمة الأسرة لزوجات تستغيث لرفض أهلهن رفع الظلم عنهن خوفا من قانون "العيب" فى العلاقة الزوجية.. و5600 دعوى طلاق فى 2017 زواج القاصرات ـ أرشيفية
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

* أكثر من 3 آلاف دعوى نفى نسب واتهامات الزنا تطول آلاف الزوجات

* الزوجات يرفعن شعار "عايزين حقنا الشرعى" أمام محاكم الأسرة والمنظمات الحقوقية

* حقوقية: الحل فى وجود نص قانونى بمعاقبة الزوج والأهل الذين يجبرون الزوجة على تحمل الحرمان من حقوقها الشرعية

* ابنة كرداسة تطرد من المستشفى أثناء الولادة بسبب هجر زوجها لها والطبيبة: "الطفلها ابن حرام لعدم امتلاكها وثيقة زواج"

* زوجة: "طعن فى شرفى رغم ثبوت براءتى بتحليل البصمة الوراثية ورفض تسجيل الطفل باسمه

* سيدة: أعيش فى زواج على الورق منذ 20 عامًا بسبب خوف أهلى من مطالبتى بحقى فى العلاقة الزوجية

 

يجبرن طوال شهور وسنوات على الحرمان من حقوقهن الشرعية التى أقرها الدين والقانون ليعفهن من الوقوع فى المحرمات، ويصبحن رغم زواجهن وعيشهن فى كنف رجال؛ زوجات مع إيقاف التنفيذ، بعد أن تفنن أزواجهن فى إذلالهن، وتركهن لسنوات معلقات، نكاية بهن، لتصل مدد هجر الزوجات فى بعض الحالات لأكثر من 20 عامًا، مع رفض الأهل التدخل ومساعدة الزوجات خوفًا من مفهوم "العيب" الذى يحرم مطالبة الزوجة بحقها فى العلاقة الزوجية، وعدم فصل القانون سريعا فى تلك القضايا أمام محاكم الأسرة، لتتفشى ظاهرة الهجر فى المجتمع، وتنتج عنها كوارث، منها قضايا زنا، وجرائم شرف، وأطفال مجهولى النسب.

 

صراع محتدم بين الأزواج والزوجات.. إذ تشير النسب بحسب مكاتب تسوية المنازعات إلى أن المدد بحسب الدعاوى التى تقام بسبب تعليق الزوجات وهجرهن تتراوح من شهر زواج فى الحد الأدنى، وتتعدى فى بعض الحالات 25 عامًا كحد أقصى، فيما شهد العام الحالى تقدم 5600 زوجة لطلب الطلاق للضرر والخلع بسبب الهجر.

 

فيما أوضحت الأرقام تقدم أكثر من 3 آلاف زوج بدعاوى نفى نسب أطفالهم مع إيقاف التنفيذ.

 

واشتكت آلاف الزوجات عبر رصد الجهات الحقوقية من تقدم أزواجهن ببلاغات باتهامات تطعن فى شرفهن، لتصل أعدادها خلال العام الماضى والحالى إلى 2800 بلاغ بالزنا.

 

وأشارت النسب الحكومية إلى وجود 7 آلاف طفل خلال العام الحالى يعانون بسبب الخلافات بين آباء وأمهات متنازعين بسبب الهجر، ورصدت المنظمات الحقوقية معاناة أكثر من 20 ألف سيدة تدمرت حياتهن بسبب ترك أزواجهن لهن دون طلاق.

 

وتزايدت شكاوى السيدات أثناء وقوفهن لطلب الطلاق والخلع من رفض أزواجهن للنزول إجازات من الخارج بمدد تراوحت من عام واحد لأكثر من 3 أعوام، رغم عدم وجود خلافات زوجية، لتؤكد ضرورة تقنين سفر الأزواج وفرض مدد محددة لنزولهم إجازات لزوجاتهم، تجنبا لحرمانهن من حقوقهن الشرعية.

 

قضايا ترصد معاناة كابوس الزواج المعلق مع إيقاف التنفيذ وهجر الزوجات

 

وبفحص شكاوى السيدات أمام محاكم الأسرة من كابوس الهجر قالت الزوجة "إيمان. ع" من كرداسة، 19 سنة، والتى مضى على زواجها 3 أعوام إنها رأت زوجها مرتين فقط.

 

وأوضحت أمام محكمة الأسرة بإمبابة: "تزوجت بعمر 16 سنة من قريب لى، بعد أن تركت المدرسة، ولم أرَ زوجى سوى مرتين، الأولى عند عقد القران، والثانية يوم الفرح، وبعدها مكث شهر معى وسافر وتركنى حامل بصحبة أهله ولم يعد".

 

وتابعت: "بسبب الخلافات الأسرية مع أهله تركت المنزل، وعندما حانت لحظة الولادة وذهبت للمستشفى بسبب صغر سنى وعدم امتلاكى وثيقة زواج رسمية ظنت الطبيبة أننى لست متزوجة، وأن الطفل ابن حرام، ورفضت أن تقدم لى المساعدة، وكدت أموت لولا ذهاب أبى وتقبيله يد والد زوجى ليأتى ومعه الوثيقة، وبعدها عدت مذلولة إلى منزل أهله أعمل خادمة لديهم حتى بلغت السن القانونية، وتم تقييد عقد الزواج وبعدها تركتهم وذهبت لأقيم دعوى التطليق للهجر".

 

ألاف الزوجات يلجأن للمنظمات الحقوقية سنويا يبحثن عن حل لرفض أزواجهن العودة لهن، وتركهن والزواج وتأسيس حياة وأولاد من أخريات دون مصدر للدخل، معلقين بحسب المقولة الشهيرة "مش طايلن سما ولا أرض"، لتنطبق تلك الحالى على "علياء. ع" المدرسة بإحدى مدارس حى المنيل، بعد سفر زوجها للكويت منذ عامين، وتركها وطفلتها وزواجه هناك من أخرى.

 

وقالت الزوجة التى أقامت دعوى ضرر أمام محكمة الأسرة بالقاهرة: "أقمت دعوى تحمل رقم 9310 لسنة لسنة 2017 بعد أن يأست من العيش وحيدة والاسم متزوجة، ويمارس ضدى من قِبَل أهل زوجى أبشع أنواع الألم النفسى بعد أن أصبحوا يتفننوا فى تعنيفى".

 

وتابعت: "رغم بخله ورفضه النزول لإجازات خوفا من دفع ثمن تذكرة الطائرة، ذهب وتزوج من غيرى، وهو ما علمته بالصدفة، وتركنى زى البيت الوقف مع طفلين لا نجد ما ننفق به على أنفسنا بسبب إجباره لى قبل الزواج على ترك وظيفتى".

 

زوجة: رفض تسجيل ابننا باسمه رغم براءتى بتحليل البصمة الوراثية

 

وعن الواقع المرير الذى تعانى منه الزوجات بسبب ألم فراق الأزواج وتحملهن مسئولية أنفسهن وحرمانهن من العلاقة الزوجية لشهور، تتحدث "شادية. س" 38 سنة، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر قائلة: "زوجى أقام ضدى بلاغ يتهمنى فيه بالزنا زنا حمل رقم 2030 لسنة 2017 وطعن فى شرفى بعد أن ملأت حماتى رأسه باتهامات باطلة عن زيارة أقاربى لى وإختلائى بهم، وأن الطفل لا يحمل ملامح منه، وكيف لى أن أنجب منه وهو من يأتى زيارات خاطفة لا تستمر إلا أيام معدودة؟".

 

وقالت شادية: "خوفا من الفضائح طلبت من زوجى أن يجرى تحليل البصمة الوراثية، وبالرغم من نتيجته التى أكدت أبوته للطفل إلا أنه رفض أن يعترف ببرائتى، وسافر ومنح والدته توكيل بالقضايا المقامة ضدى، ورفض العودة أو تسجيل الطفل باسمه".

 

سيدة: أعيش فى زواج على ورق منذ 20 عامًا لخوف أهلى من مطالبتى بحقى

 

الزوجة "منى. ا" 43 سنة، حُرِمَت وأطفالها من العيش فى كنف زوجها بعد أن هجرها منذ ما يقارب الـ20 عامًا، بعد أن تزوج من غيرها، وأنجب منها 3 أطفال.

 

وتحدثت فى طلبها للطلاق للهجر بعد سنوات من التحمل: "أنا مثال صارخ لمفهوم العيب الذى يأخذه الأهل وسيلة لتعذيب بناتهم بعد أن قرروا معاقبتى عندما طلبت بحقى فى العلاقة الزوجية الشرعية بعد رفض زوجى العودة، وأجبرونى أعيش معه فى زواج حبر على ورق، حتى كبر أولادى وسمحوا لى أخيرا بتقديم دعوى للطلاق".

 

وأوضحت لمحكمة الأسرة بمدينة نصر: "كان زوجى يرسل لأطفاله الأموال كالمتسولين، فى حين ينعم أطفاله من زوجته الأجنبية بكل وسائل الرفاهية، وحين أشكو لأسرتى من القهر والظلم يتعدوا علىَّ بالضرب ويتهموننى بفضيحتهم، حتى مرضت وخسرت صحتى وسعادة أولادى أثناء انتظارنا رصاصة الرحمة من زوجى أو أهلى بتركنا تلك الحياة البائسة".

 

حقوقية: الحل فى نص قانونى يعاقب من يجبر الزوجة على تحمل الحرمان من حقوقها

 

فيما قالت المحامية والحقوقية سهر بدران، العاملة فى مجال حقوق المرأة، إن الهجر يصنف بحسب العاملين فى مجال حقوق المرأة كأبشع الوسائل التى تمارس لتعذيب الزوجات، فهو يقهرها ويحرمها من حقوقها الشرعية والقانونية وأطفالها، ليجعلها تتحمل مسئولية الأم والأب فى آن واحد.

 

وأضافت الحقوقية فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع": "كثير من الزوجات يدفعهن الهجر لارتكاب جريمة الخيانة أو ممارسة أعمال مخلة بالشرف أو غير قانونية بسبب الحرمان من الاستقرار الأسرى وعدم وجود عائل ومصدر للدخل".

 

وأكدت الحقوقية: "الآلاف من القضايا تطرح سنويا وتظهر مدى القهر الذى تعيشه الزوجات بسبب رفض الأهل التصريح لهن بحقهن فى المطالبة بالعلاقة الزوجية، فى حين يسمحوا للرجل بهجر زوجته، ويحصل على متطلباته الإنسانية، حتى وإن جاءت عن طريق الحرام، أو يتزوج ويتركها تعانى مع أبنائها، ويذلها ليعطيها نفقة أطفالها، وإذا اعترضت يقيم ضدها الدعاوى الكيدية، فيجب أن ينص القانون على معاقبة الزوج والأهل الذين يجبرون الزوجة على تحمل الحرمان من حقوقها الشرعية".

 

القانون يؤكد: يجوز للمرأة طلب الطلاق إذا هجرها زوجها فى الفراش فوق 4 شهور

 

وعن الموقف القانونى للزوجة المهجورة، يوضح محامى الأحوال الشخصية رمضان البغدادى: "يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إذا هجرها زوجها فوق 4 أشهر، فلا شرع ولا قانون يعطيان الزوج الحق فى أن يهجر زوجته فى الفراش".

 

وأشار فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" إلى أنه إذا هجر الرجل زوجته فمن حقها طلب الطلاق للضرر الواقع عليها إذا استمر الهجر مدة طويلة، وشعرت الزوجة بالفراق ودون عذر مقبول، بل يحق للزوجة أن تطلب الطلاق إذا أقام زوجها فى بلد بعيد عنها، فالقانون ينص على: إذا لم ترض الزوجة بغياب زوجها أكثر من ستة أشهر رفعت أمرها إلى القاضى ليقوم بمراسلة زوجها وإلزامه بالعودة، فإن لم يرجع حكم القاضى بما يراه من الطلاق أو الفسخ وذلك حلا لمشكلة الزوجات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة