بعد أقل من 24 ساعة على نشر القوات العسكرية العراقية فى كركوك، تمكنت بغداد من فرض سيطرتها الكاملة على المحافظة عقب عملية عسكرية انطلقت فجر اليوم الإثنين.
وأكدت مصادر عراقية، تمكن قوات الشرطة الاتحادية فى العراق من دخول مبنى محافظة كركوك ومجلس المحافظة وسط المدينة، بعدما أمر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الدكتور حيدر العبادى، برفع العلم العراقى على المناطق المتنازع عليها مع "أربيل".
القوات العراقية تنتشر فى كركوك
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة فى العراق، رفع الأعلام العراقية على كل المنشآت النفطية فى محافظة كركوك، بعدما نجحت الجيش العراقى فى الانتشار بمحيط أحد حقول النفط فى كركوك، وسيطرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية بالكامل على أكبر قاعدة عسكرية فى كركوك، اليوم الاثنين، وقال بيان عسكرى أن القوات العراقية انتزعت السيطرة على قاعدة (كى وان) من يد القوات الكردية.
انتشار القوات العراقية فى كركوك
وطالبت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية صباح الإثنين، كلا من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بضبط النفس وعدم الإنجراف إلى مواجهات من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف وتأجيج التوتر و حالة عدم الاستقرار فى المنطقة.
ودعت مصر جميع الأطراف للتهدئة والحوار للوصول إلى حلول توافقية، لنزع فتيل أزمة قد تأخذ أبعادًا إقليمية ودولية تزداد خطورتها وتداعياتها.
وجدد بيان وزارة الخارجية التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحده العراق وسلامته الإقليمية، وتضامن الشعب العراقى بمختلف أطيافه، كى ينجح فى مواجهة التحديات المشتركة بثبات وقدرة وعزيمة جماعية.
وزير الخارجية سامح شكرى
بدوره، قال المتحدث الرسمى باسم المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء العراقى، سعد الحديثى، إن "العمليات العسكرية الجارية حاليًا فى كركوك ليست إغلاقا لأبواب الحوار، وما يحصل هو ممارسة الحكومة الاتحادية لصلاحياتها الدستورية والسيادية فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها".
وأضاف سعد الحديثى، أن ما تقوم به القوات العراقية هو لفرض الأمن وتطبيق القانون وإنفاذ القرارات الاتحادية وتأمين المواطنين العراقيين ومصالحهم فى هذه المناطق لكل المكونات، وأيضًا لحماية المنشآت الحكومية فى كركوك، وإبطال أية محاولة لتغيير الواقع الدستورى والقانونى لهذه المناطق، والتصدى لأى محاولة للتوسع ولفرض أمر واقع فيها خلافًا للدستور".
المتحدث باسم الحكومة العراقية الدكتور سعد الحديثى
وأوضح الحديثى، أن ما حدث هو "جزء من الصلاحيات السيادية للحكومة الاتحادية وفق الدستور، وعلى الحكومة المحلية فى الإقليم أن أرادت الحوار أن تلتزم وتقر بما نص عليه الدستور بالحفاظ على وحدة البلاد واحترام السيادة الوطنية العراقية، واحترام سيادة الحكومة الاتحادية العراقية فى المناطق المتنازع عليها، واحترام سيادة وصلاحية الحكومة الاتحادية بملف التجارة الخارجية والثروات الطبيعية والمنافذ الحدودية، والاحتكام إلى الدستور بأى حوار، وأن تكون الملفات تحت سقف الدستور، ولا حوار بوجود طرح للانفصال".
ووجه رئيس الوزراء العراقى قوات الجيش بفرض الأمن فى قضاء طوزخورماتو شرقى صلاح الدين.
وقال المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء، إن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادى وجه، اليوم، قوات الجيش العراقى بفرض الأمن فى طوز خورماتو وحماية أرواح وممتلكات المواطنين والتعايش السلمى بينهم".
وبدورها، أصدرت القيادة العامة لقوات البيشمركة، بيانًا بشأن العملية العسكرية التى يقودها الجيش العراقى على محافظة كركوك منذ فجر اليوم الإثنين، مشيرةً إلى أن حكومة العبادى هى المسئول الأول عن إثارة الحرب ضد شعب كردستان، ويجب أن تدفع ثمنًا باهضًا لهذا الاعتداء.
انتشار قوات الجيش العراقى فى كركوك
وزعمت البيشمركة، أن قوات الحشد الشعبى التابعة للحرس الثورى الإيرانى بقيادة إقبال بور وبالتعاون مع القوات العراقية، شنت هجومًا واسعًا على كركوك والمناطق المحيطة بها، وهذا الهجوم يعتبر بشكل صريح إعلان الحرب على "شعب كردستان".
وبحسب مزاعم البيشمركة، التى قالت إن هذا الهجوم من قبل الحكومة العراقية وحشد القوات التابعة لفيلق القدس بالحرس الإيرانى، انتقامٌ من شعب كردستان الذى طالب بالحرية، وانتقامٌ من أهالى كركوك الأحرار الذين أبدوا موقفًا شجاعًا".
وطالبت البيشمركة الشعب العراقى لصد ما وصفتهم بـ"المعتدين"، موضحة أن حكومة العبادى هى المسؤول الأول عن إثارة الحرب ضد شعب كوردستان، وعليها أن تدفع ثمنًا باهضًا لهذا الاعتداء.
فيما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان فى العراق، الاثنين، مقتل وإصابة 69 مدنيا بينهم طفلة، إثر الصدام المسلح بين القوات الاتحادية والبيشمركة فى كركوك، على خلفية انطلاق عملية لإعادة نشر القوات العراقية بالمحافظة.
وقال المتحدث الرسمى باسم المفوضية، على البياتى، فى تصريح صحفى، إن "ستة مدنيين قتلوا، وأصيب 63 آخرون بجروح، نتيجة الاشتباكات المسلحة التى اندلعت فى قضاء طوز خورماتو شمالى محافظة صلاح الدين، بين القوات الاتحادية والبيشمركة".
رفع الأعلام العراقية على الحقول النفطية فى كركوك
وأضاف البياتى، أن طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات من بين الجرحى، داعيًا القادة الأمنيين من الأطراف جميعها إلى إغاثة الجرحى، وحماية المدنيين، والحفاظ على السلم الأهلى فى القضاء.
وباشرت قطاعات من مكافحة الإرهاب العراقية والتدخل السريع والشرطة الاتحادية والجيش العراقى والحشد الشعبى، عملية إعادة انتشار للقوات الاتحادية فى كركوك، أعقب ذلك اشتباكات متفرقة وقعت بين قوات الحشد وقوات البيشمركة فى قضاء طوز خورماتو الذى يعتبر من المناطق المتنازع عليها، بين الحكومة الاتحادية فى بغداد، وإقليم كردستان.
فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة فى العراق، رفع الأعلام العراقية على كل المنشآت النفطية فى محافظة كركوك، كما نجحت القوات العراقية، من الانتشار بمحيط أحد حقول النفط فى كركوك العراقية، وسيطرت قوات جهاز مكافحة الارهاب العراقية بالكامل على أكبر قاعدة عسكرية فى كركوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة